روسيا تخلف أوروبا مع مسيحيّي الشرق
ـ خلال قرون مضت كان التلازم بين الحديث عن الوجود المسيحي في الشرق والسياسات الغربية تقلدياً ولم تحضر روسيا في هذا الملف منذ الحرب العالمية الأولى بعدما كانت تقاسم في رعاية هذا الوجود الدور مع الغرب، ويذكر اللبنانيون دور روسيا في صيغة القائم مقاميتين ونظام المتصرفية وحماية القناصل.
ـ الحضور الغربي كان دائماً محاولة لجعل مسيحيّي الشرق جالية غربية تحت شعار مقايضة مشروع الحماية المفترضة بالتبعية المطلوبة، وهذا التلازم سقط مع تورّط الغرب في مشاريع تهجير المسيحيين التي شهدتها فلسطين ولاحقاً تهجير مسيحيّي العراق وبعدها سورية والتصرف مع لبنان من البوابة السعودية حيث لا قيمة للوجود المسيحي بذاته بل بمقدار تموضع قادته في مواجهة حزب الله.
ـ شكل التموضع الروسي في الحرب على سورية فرصة لاستعادة روسيا الإطلالة على واقع مسيحيّي الشرق وكان لافتاً كلام البكريرك الروسي عن قدسية المشاركة الروسية في الحرب وربطها بالوجود المسيحي.
ـ إعلان الرئيس الروسي قبيل استقباله للرئسي اللبناني الذي يمثل الموقع الأكثر تقدّماً الذي يحتله في بلده زعيم مسيحي شرقي عن الحاجة لعناية خاصة بوضع المسيحيين في الشرق الذين وصفهم بالفئة الأكثر تعرّضاً للمخاطر في أوضاع الشرق الأوسط حيث وجودهم يستدعي اهتماماً خاصاً يعيد إليهم الأمل بالبقاء في أوطانهم.
ـ زيارة الرئيس ميشال عون إلى موسكو قريباً هي في وجه من وجوهها مناسبة لتقول روسيا رسالتها لمسيحيّي الشرق بأنّ همومهم واهتماماتهم موضع عنايتها الخاصة، وأنّ بمستطاعهم بعد تخلي الغرب عنهم أن يطمئنوا للاهتمام الروسي سواء بالحماية من خطر الإرهاب أو من الخطر الإسرائيلي أو من القلق الوجودي على مصيرهم بضمان شروط عيش متوازن مع المسلمين مدخله اللبناني عودة عاجلة للنازحين السوريين.
التعليق السياسي