صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
تفاصيل عملية اقتحام الكنيس اليهودي
كشفت صحيفة «معاريف» العبرية أنّ منفذَيْ عملية القدس اختارا كنيس «هار نوف» لاستهداف الدائرة المقرّبة من حاييم بن دافيد، منفذ جريمة خطف الطفل محمد أبو خضير وقتله وحرقه قبل عدّة أشهر في القدس.
وأوضحت الصحيفة أن يوسيف بن دافيد، والد الإرهابي، يصلي في ذلك الكنيس، ولم توضح الصحيفة مصيره بعد الهجوم.
إلى ذلك، نشرت الصحف ووسائل الإعلام «الإسرائيلية» أمس تفاصيل العملية التي حصلت صباح أمس في أحد المعابد اليهودية في مدينة القدس المحتلة، ووصفت وسائل الإعلام العبرية لعملية بـ«المجزرة»، على رغم قلة عدد المصابين فيها، مشيرةً إلى أن فلسطينيين اثنين هاجما اليهود داخل المعبد بفأس ومسدس، وقتلا أربعة وجرحوا ثمانية فقط.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في تقريرها عن الحادث، إن الحادثة كانت مروّعة للغاية، موضحةً أن فلسطينيَيْن تسلّلا إلى معبد في حيّ «هار نوف» في غرب القدس في وقت صلاة الصباح، وهاجما المصلين بفأس وبنيران المسدّسات، مشيرة إلى أن أربعة من المصابين حالتهم خطِرة للغاية.
وأضافت الصحيفة العبرية أنّ المئات من قوات الأمن «الإسرائيلية» انتشروا في المكان وفرضوا طوقاً أمنياً في عدد من شوارع القدس، كما فرضوا طوقاً أمنياً آخر على حي «جبل المكبر» في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
ونقلت الصحيفة العبرية عن شهود عيان كانوا قرب المعبد وقت حدوث العملية قولهم: «خرج أحد اليهود وكانت تغطيه الدماء، وقال وقعت هنا مجزرة، واستغرق وصول الشرطة 11 دقيقة ووصلت سيارات الإسعاف بعد خمس دقائق». وقال أحد المسعفين إنه عندما وصل إلى مكان العملية شاهد المعبد وفيه عدد من الجرحى والقتلى ممدّدين بدمائهم على الأرض.
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن التحقيقات الأولية المتعلقة بهوية منفّذَيْ العملية أشارت إلى أنهما غسان وعُدَي أبو جمل من سكان حي «جبل المكبر» في القدس الشرقية. ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله إن هذا الحادث نتاج التحريض الذي يمارسه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة حماس في ظل صمت المجتمع الدولي، على حدّ زعمه.
وتوعّد نتنياهو بأن قوات الأمن «الإسرائيلية» ستردّ بقوة متناهية على مثل هذه الحوادث. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه من المقرر أن يعقد نتنياهو جلسة لتقييم الموقف مع رؤساء الدوائر الأمنية في مكتبه في القدس المحتلة. فيما دعا رئيس بلدية القدس نير بركات، الحكومة «الإسرائيلية» والأجهزة الأمنية إلى توفير كل الموارد اللازمة لضمان الأمن في المدينة، مضيفاً: «لن نسمح بأن يحقق الإرهاب أي مكاسب أو انتصارات».
وعلّق وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، من حزب «البيت اليهودي» المتشدّد على الحادث قائلاً: «إن الرئيس الفلسطيني هو المسؤول عن هذه العملية، وإن أبو مازن أعلن حرباً على إسرائيل، وعلينا التعامل معه بموجب ذلك».
وقال قائد الشرطة «الإسرائيلية» يوحنان دانينو، في تعليقه على عملية القدس صباح أمس، إن الشرطة ليست لديها حلولاً سحرية حاليّاً ضدّ عمليات من هذا النوع.
وتأتي هذه العملية بعد يوم من استشهاد سائق أوتوبيس فلسطيني يدعى يوسف حسن الرموني، الذي قتل على يد مستوطنين يهود، وزعمت الشرطة «الإسرائيلية» أن نتائج عملية تشريح جثته تشير إلى أنه انتحر في الأوتوبيس الذي كان يقوده، ولكن عائلته أصرت على أنه قُتل على يد المستوطنين.
كما تدوالت الصحف العبرية ردود الفعل الفلسطينية، وأشارت «معاريف» إلى أنّ حركة حماس رحبت بالعملية، وأن القيادي في الحركة حسام بدران وصف العملية «بأنها تطوّر نوعي في مواجهة الاحتلال»، كما رحبت حركة الجهاد الإسلامي بالعملية. واعتبر الناطق بِاسم حركة حماس سامي أبو زهري، أنّ العملية جاءت ردّاً على جريمة إعدام الرموني.
وجاء في بيان الحركة الرسمي: «عملية القدس هي ردّ فعل على جريمة إعدام الشهيد الرموني وعلى جرائم الاحتلال المستمرة في الأقصى، وحركة حماس تدعو إلى استمرار عمليات الثأر».
ويقول أبو زهري في حديث تداولته الصحف العبرية: «نطالب السلطة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ورفع القبضة الأمنية عن أبناء الضفة الغربية».
وقال القيادي في حماس محمود الزهار: «قلتها مراراً وتكراراً، وأنا على قناعة تامة بأن الضفة والقدس، مخزون المقاومة الحقيقي ولن يصمت أهالي الضفة والقدس على جرائم الاحتلال وقطعان مستوطنيه ليلاً ونهاراً».
وأضاف الزهار: «لتنتفض القدس من جديد ولتثأر لدماء رجالها وتقتل خمسة مغتصبين وتصيب عدداً منهم. بوركت السواعد التي لا ترتضي الذل والخنوع». بدوره قال المتحدث بِاسم حركة فتح أحمد عساف، إن حكومة نتنياهو وحدها التي تتحمل المسؤولية عمّا يجري.
نتنياهو يطلب من حزبه الاستعداد للانتخابات
في حديث مع كبار المسؤولين في «الليكود»، طلب رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو منهم الاستعداد لتقديم موعد الانتخابات العامة، وأنه يأمل عدم تقديمها.
وجاء أنه بعدما ألغى نتنياهو جلسة في مكتبه كانت تهدف لمناقشة إمكانية تقديم موعد الانتخابات، ومحاولات وزير المالية يائير لابيد تشكيل ائتلاف بديل، تحدّث نتنياهو مع مسؤولين في حزبه، وحذّر من أنه يخشى تفكك الحكومة على خلفية المواجهات المتواصلة مع لابيد.
وقالت صحيفة «هاآرتس» العبرية إن مسؤولاً واحداً على الأقل في «الليكود»، حذّر نتنياهو من عدم استعداد الحزب للانتخابات، وأنه من المفضل الانتظار إلى حين استكمال التصويت على تعديل دستور الحزب في نهاية كانون الأول والانتخابات لمنصب رئيس الحزب في السادس من كانون الثاني.
وأضافت الصحيفة أن محاولات لابيد تشكيل ائتلاف بديل برئاسته قبل الانتخابات أشغلت مكتب رئيس الحكومة، الذي وصلته معلومات مفادها أن أربعة من رؤساء الأحزاب على الأقل، تلقوا اقتراحات من لابيد الأسبوع الماضي، للانضمام إلى ائتلاف برئاسة الأخير.
وأكد أعضاء «كنيست» حريديون أنه توجه إليهم مؤخّراً ممثلون من قبل لابيد ورئيس المعارضة يتسحاك هرتسوغ، لدراسة إمكانية الانضمام إلى الائتلاف الجديد.
ونُقل عن مقرّبين من نتنياهو قولهم إن مكتب رئيس الحكومة جدّد الحوار مع وزير المالية في محاولة للتوصل إلى تسوية تتيح سنّ قانون الميزانية وقانون التسويات.