فجوة ستكبر في النظام المالي العالمي
ـ الآلية المالية التي سيعتمدها الاتحاد الأوروبي مع إيران والمسمّاة أنستكس تدخل اليوم حيّز التنفيذ مع بدء السنة المالية الإيرانية الجديدة وإقرار آلية إيرانية موازية تسمّى ستيفي ، والآليتان تبدوان في الظاهر اقتطاعاً لجزء محدود من التداولات التجارية من وراء ظهر النظام المصرفي التقليدي الذي يخضع للرقابة الأميركية عبر صيغة حديثة من صيغ المقايضة تتولى فيها الدول سداد ثمن المبيعات لمواطنيها وشركاتهم وتستوفي منهم ثمن المشتريات بالعملة المحلية وتقوم الدول في ما بينها بالمحاسبة الدفترية للمقاصة سنوياً.
ـ قبل البدء بالآلية وبسبب الحاجة لبناء تشكيلات بيروقراطية ضخمة لضمان نجاح الآليتين المتقابلتين وتدريب الموظفين ووضع برامج محاسبية خاصة للتنفيذ اكشتف الإيرانيون أنّ هذه الآلية وتشكيلاتها الوظيفية يمكن استثمارها للعلاقات التجارية مع عدد من الشركات في الصين وروسيا والهند التي تخشى العقوبات، ثم تساءلوا ولمَ لا نطوّر آلية مشابهة مع تركيا والعراق وسورية، وها هم يذهبون لتكبير الفجوة في النظام المالي العالمي ويسعون لبلوغ هدف جعل نصف تبادلاتهم التجارية تتمّ وفقاً لهذه الآلية خلال عامين.
ـ قد تشكل هذه الآلية لدى التدقيق في نتائجها نقطة انطلاق نحو نظام مالي عالمي جديد لا يحتاج للتبادل بواسطة المعاملات المصرفية التي تحكمها العملة الأميركية والرقابة المصرفية الأميركية ليس لإيران وحدها بل لدول العالم جميعاً.
ـ نظام العقوبات يخلق نقيضه والفجوة ستكبر…
التعليق السياسي