رائد وزيد.. رفيقا الدرب وشهيدا اللحد
لا زالت عائلتا الشهيدين رائد حمدان وزيد النوري وأصدقاؤهما يعيشون صدمة فراقهما ومشهد جسديهما اللذين مزقهما رصاص الاحتلال الصهيوني.
واستشهد رائد هاشم حمدان 21 عاماً وصديقه زيد عماد النوري 20 عاماً الثلاثاء الماضي، خلال اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة الشرقية بنابلس، لتأمين الحماية لأكثر من ألف مستوطن اقتحموا قبر يوسف لأداء طقوسهم التلمودية.
ويدّعي الاحتلال أن جنوده أطلقوا النار على السيارة التي كان الشهيدان يستقلانها بعد أن ألقيا عبوة ناسفة باتجاه نقطة للجيش، ولم يستجيبا لأوامر الجنود بالتوقف، ثم اصطدمت سيارتهما بجرافة عسكرية.
ورائد ورفيقه زيد شابان في مقتبل العمر، وهما مثل كل الشباب الفلسطيني كانا يحلمان بالعيش كغيرهما، وكانا يكسبان قوتهما من بسطة خضار في السوق الشرقي.
لكن جهاد حمدان، عم الشهيد رائد، يؤكد أن كل الدلائل التي رافقت استشهادهما، وروايات شهود العيان، تشير إلى أنهما تعرّضا لعملية إعدام متعمدة.
ويستدل على كذب رواية الاحتلال بإعادة جثمانيهما بعد ساعات، في الوقت الذي يحتجز جثمان أي شهيد يرتقي أثناء تنفيذ عملية.
ويبدي حمدان إيماناً بقضاء الله وقدره، ويقول: «قدرنا نحن الشعب الفلسطيني أن نعيش على هذه الأرض ونحافظ عليها ونرويها بدمنا».
آلاف المواطنين الذين شيّعوا جثماني الشهيدين بموكب واحد، طافوا بهما شوارع المدينة، وصلوا عليهما في ميدان الشهداء، وأنزلوهما قبرين متجاورين، ليبقيا جنباً إلى جنب.
وفي السياق، يسود الإضراب الشامل مدينة بيت لحم حداداً على الشهيد أحمد جمال مناصرة الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الخميس.
وكانت قد أصيبت أيضاً زوجة الشهيد وطفلاه جرّاء إطلاق قوات الاحتلال النار على سيارتهم قرب حاجز في بلدة الخضر غرب بيت لحم.
قوات الاحتلال أطلقت النار على مناصرة عندما ترجّل من السيارة محاولاً إنقاذ عائلته.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الى أربعة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية اذ استشهد شابّان في نابلس وسبقهما استشهاد عمر أبو ليلى منفّذ عملية سلفيت في قرية عبــوين شمال غرب رام الله.
وتواصل قوات الاحتلال انتهاكها أبسط المعايير الإنسانية الدولية حيث اقتحم جنود الاحتلال مدرسة في مدينة الخليل واعتدوا على معلميها قبل أن يعتقلوا أحد الأطفال أمام زملائه.