عيسى لـ«سما»: تناقضات في خطاب أوباما بالتعامل مع الأزمة السورية

رأت أستاذة الإعلام في جامعة دمشق نهلة عيسى أن «هناك اتفاقاً ضمنياً بين الحكومة السورية والتحالف الدولي، إذ وضعت الحكومة السورية خطوطاً حمراء وحمتها عبر التأكيد لأميركا أنه سيكون هناك ردّ قوي في حال استهدف أحد الأهداف العسكرية السورية». وأضافت: «حتى الآن هناك 400 طلعة جوية لطائرات التحالف ولم يتم بأية واحدة منها الاعتداء على أحد الأهداف العسكرية على الأرض السورية».

وأشارت عيسى إلى «التناقضات المتعددة في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي رفض التعامل مع الرئيس بشار الأسد ثم ذكر أنه لا يمكن القضاء على داعش من دون التعاون مع الدولة السورية»، مؤكدةً أنه «ليس من أولويات الولايات المتحدة إزاحة الرئيس الأسد، فأميركا تعرف أن للدولة السورية ثقلها على الأرض السورية».

وأضافت أستاذة الإعلام في جامعة دمشق: «هناك اتهامات موجهة إلى أوباما بسبب الارتباك الشديد الذي يعاني منه، وبالتالي فإن أوباما والغرب إجمالاً في حالة الحفاظ على ماء الوجه، فهم تورطوا في البداية ظناً منهم أن المسألة السورية لن تستغرق أكثر من أسابيع أو أشهر إلا أنهم وجدوا لاحقاً أن المعارضة التي يعولون عليها هشة ولا يمكن الاعتماد عليها لإسقاط الدولة السورية».

ولفتت عيسى إلى «أن فرنسا باعتبارها حليف لتركيا هي الأكثر تشدداً أوروبياً بالتعامل مع الشأن السوري، وبالتالي فإن فرنسا وتركيا هما الأكثر عويلاً الآن وهم يعلنون أن حلب هي المفتاح لوضعهم، ففي حال تقدم الجيش السوري في حلب، فإن هذا يعني سقوط المعارضة التي تدعمانها وسقوط ما يسمى الجيش الحر، وبالتالي تسعى الآن تركيا لإقامة منطقة عازلة تمهيداً لتقسيم سورية إلى 3 دويلات، واحدة في الشمال تحت ولاية تركيا وواحدة في الجنوب تكون بمثابة شريط عازل بين سورية والكيان الصهيوني وهي برعاية «إسرائيلية»، وترك الوسط لمصير أسود أي جعل سورية كصندوق مفتوح كحالة «إسرائيل» الجغرافية الآن».

ونوهت عيسى إلى «التساؤلات الشعبية الكبيرة في أوروبا وبخاصة بعد ظهور «داعش» الذي أدى إلى إنشاء التحالف للقضاء عليه، فعلى قناة «بي بي سي» مثلاً كانت تعرض على مدى يومين مجموعة من الأفلام رافقت فيها القناة الجيش العربي السوري، ما يدل على أن هناك مراجعات على المستوى الشعبي والإعلامي في الخارج في التعامل مع الأزمة السورية».

وأوضحت عيسى تعليقاً على مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفين دي ميستورا أنه «لن يكون هناك مانع من إنهاء القتال في حلب إن كان دي ميستورا قادراً على إنهاء العمل المسلح الذي تقوم به الجماعات المسلحة في حلب، إذ إن هذه المجموعات ليست لها مرجعية إلا نفسها حتى من يمولها لا يملك سلطة عليها».

ورأت عيسى أن «التعامل مع المجموعات التكفيرية يشكل مشهداً فوضوياً، فالدول الغربية التي تدعي محاربة الإرهاب الآن هي التي وضعت خططاً لتحويل المنطقة العربية إلى منطقة هلامية تعج بالنزاعات والخلافات للقضاء على الإرث الحضاري والثقافي للشعوب العربية وتفتيتها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى