النجار: الأهداف الكبرى تتطلّب نفوساً كبيرة وتحقيقها لا يتمّ بالأماني بل بالعمل الدؤوب والمنتج
أقامت مديرية أميون التابعة لمنفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي إحتفالاً حاشداً بمناسبة الأول من اذار، وذلك في قاعة مجلس إنماء الكورة.
حضر الاحتفال إلى عضو الكتلة القومية الاجتماعية النائب سليم سعادة، عضو المجلس الأعلى جورج ديب، منفذ عام الكورة د. جورج برجي وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي، ومدير مديرية اميون إلياس النجار.
كما حضر رئيس بلدية أميون المهندس مالك فارس، مخاتير بلدة أميون، رؤساء أندية وجمعيات وفاعليات تربوية وثقافية واجتماعية، وحشد من القوميين والمواطنين.
التعريف
عرّف الاحتفال نجيب برجي بكلمة جاء فيها: نحتفل بذكرى ميلادك يا زعيمي.. وأنت الثائر الذي امتلأت فيه روح الحرية والنضال منذ الصغر. … العالم والمبدع والمؤلف لكتب تحمل بين اغلفتها مناهج جديدة للانسانية عامة ولأمتنا خاصة.
نحتفل بذكرى المؤسس لمنظومة عقائدية فكرية تنظيمية أي الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يشكل قواعد انطلاق لنظرة جديدة الى الحياة والكون والفن ومفاهيم نهضة واضحة اعادت الى سوريا الطبيعية شخصيتها وهويتها تجاه أمم العالم.
وتابع: كيف لا نحتفل بذكرى الزعيم والقائد الذي قال يوماً «ان الحياة كلها وقفة عز فقط» فجسدها قولاً وفعلاً واهباً حياته في سبيل أمته، مستشهداً من أجل قضية حق لا بد أن تنتصر».
وقال: سيبقى فتى آذار قدوتنا في العمل والالتزام والأخلاق والتضحية والنضال والمقاومة. وستبقى شمعة الأول من اذار تضيء في وجه الظلمة والطائفية والانعزالية والفساد والاقطاع.. وتحاكي الحرية والواجب والنظام والقوة.
وختم: سنبقى نحن على الوعد والعهد بشرفنا وحقيقتنا ومعتقدنا.. ما بقيت الدنيا وما بقينا أحياء».
الطلبة
كلمة الطلبة ألقاها ادمون حاوي وجاء فيها:
نحن هنا اليوم للإحتفال بمولد أنطون سعاده، زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي.. وباحتفالنا هذا نحتفل بمولد نهضة عظيمة خالدة هزت قروناً.. نهضة قائدها رجل قد تجاوز الموت وظلّ حيّا في نفوسنا.
أضاف: سعاده، ومنذ أن اقتلع العلم التركي عن سارية مدرسته ومزقه مبرراً لإدارة المدرسة بإنتفاض مدوٍ «من هتك عرض أمتي لا أحمل علمه» وصولاً إلى سؤاله «ما الذي جلب على شعبي هذا الويل». مذاك كان حنين الثورة الحقيقية يبصر النور، ثورة لطالما كانت بحثاً عن الحقيقة. ودرباً ملحمياً لإعادة احياء عروق أمة تحتضر.. أمة تطالب بحقها بالحياة.
هو سعاده.. واضع فكر الحزب السوري القومي الاجتماعي ومؤسسه رجل استبق التاريخ محذراً من الأخطار الصهيونية، التركية، الوهابية، الأميركية، الطائفية، والإنقسامات الداخلية.
رجل حارب الجهل بالعلم، والفوضى بقوة النظام، محطماً سلاسل الذل والخنوع، لذا أولى اهتماماً خاصاً للطلبة الذين قال فيهم: «الطلبة هم نقطة الإرتكاز في العمل القومي».
وختم قائلاً: نحن صيحة تتلوى بين أضلع أمة تتجدد وعندما تكون معضلة الصراع منحوتة صلبة في نفوسنا نصبح ثواراً بقلب من حجر وذهب، وسنقف ابداً سداً منيعاً وجيشاً هداراً بوجه البغاة الطامعين، وإن قطعوا منّا يميناً أسرعت لتعيد ملحمة النضال يسارنا، مثبتين بنضالنا وصلابتنا لاحقاق الحق «أنّ الحياة كلها وقفة عز فقط».
كلمة المديرية
وألقى كلمة مديرية أميون مديرها إلياس النجار فرحب بالحضور وقال: أهلاً بكم في احتفالنا بمناسبة الأوّل من آذار.. أهلاً بكم تغمرون مديريّة أميون ، بمحبّتكم واحترامكم ودعمكم المادّيّ والمعنويّ.. أهلاً بكم تملؤون احتفالنا، بهجةً، وكرماً، وكرامةً، وسعادة.
أضاف: اللّقاء في الأوّل من آذار.. لقاء الأفكار والقيم والمبادئ.. لقاءٌ على الحقّ والخير والجّمال.. لقاءٌ مع تجدّد الحياة في أمّة.. تأبى أن يكون التّاريخ قبراً لها. في حضرة الزّعيم، تكبر الأماني والآمال، وتسمو، لأنّ الحياة كلها وقفة عزّ فقط.
في الأوّل من آذار، تستيقظ الحياةُ من سباتها، ويحتفل القوميّون الاجتماعيّون بميلاد النّهضة، وتشرئبّ النّفوس نحو القمم، الّتي أنارها سعاده بفكره، فتتعملق الارادةُ.. إرادةُ الأمّة.. فيكونُ النّصرُ الّذي لا مفرَّ منهُ قضاءً وقدراً.
وتابع «انّ اللّقاءَ في ميلاد فتى الرّبيع، هُوَ لقاءٌ يَدْفَعُهُ شُعورٌ لَطيفٌ، يُميّزُ بينَ الجّميل والقبيح، بينَ الصَّفاء والكَدَر، بينَ النّور والظُّلمَة. ميلادُ سعاده، نقطةَ تحوُّل في تاريخ أُمّتنا، انَّهُ بدايةُ انطلاق العَقْل، انّه ولادةُ النّحنُ. لقد عرفنا مع سعاده، أنّنا جماعة تَعي أهمّيّةَ النّظام في أعمالها.. أهمّيّةَ أنْ تكونَ مصلحةُ الجّماعة فوقَ مصلحة الفرد. لقد وضعَ سعاده القطارَ على الطّريق الصّحيح، وعلينا أنْ نحقّقَ الوَعْيَ في مجتَمَعنا لكي نَبْلُغَ الهدف».
واردف «انَّ الأهدافَ الكُبرى، تتطلّبُ نُفوساً كبيرةً، وانَّ تحقيقَها لا يتمُّ بالأماني، بلْ بالعمل الدَّؤوب، الواعي، الهادف والمُنْتج. انَّ الأوّلَ من آذار، لنْ يكونَ الاّ بقدر ما رَسُخَت النَّهْضَةُ في نُفوس أبنائها وفعَلَتْ في حياتهم، وأصْبَحَتْ تَشُعُّ في كُلّ عَمَل وخَلْق وابداع.
انَّ البناءَ السّليم، لا يَسْتَقيمُ الاّ بالمعرفة والفَهْم الصّحيح، وسعاده قالَ، أنّ المجتمعَ معرفة، والمعرفة قوّة، وبالمعرفة تَكونوا مُجتمعاً واعياً، مُدْركاً، قويّاً، فاعلاً، وهادفاً.
قالَ سعاده: «لا يَخْشَيْن أحدٌ منَ اللّبنانيّينَ قولُنا: تحيا سوريا في لبنان، لأنّنا نشعُرُ أنَّ لبنانَ هوَ في ذُرى سورية، وفيه انْبَثَقَ مبدأُ الحياة للُّبنانيّينَ والسُّوريّينَ». ليحيا لبنانُ الّذي قالَ فيه الرّيحاني :»ثلاثةٌ لا تَزولُ في لبنانَ: عُذوبةُ مَناظره، عبقريّةُ أبنائه، والحزبُ السّوريُّ القوميُّ الاجتماعيّ». مُنذُ تأسيس الحزب، قالَ سعاده:» لا يُخيفُ الحركةَ الصّهيونيّةَ التّهويلَ منْ بعيد.. بل الشّيءَ الحقيقيَّ الّذي يُخيفُهُم هوَ الموت».
وتوجه لسعاه قائلاً: يا زعيمي، ما أعجزَ الكلامَ في التّعبير عَنْ مَراميكَ البعيدة.. أنتَ الزَّعيمُ أمانةً.. أنتَ المُؤسّسُ فكراً وَنَهْجاً.. أنتَ المعلّمُ هدايةً.. أنتَ القائدُ قُدْوَةً.. وأنتَ الرَّفيقُ نظاماً وَمَسْلَكاً وَحَياةَ.
وختم «مَواسمُ العزّ تَنْهَمرُ منْ نتاج بيادركَ، تُغَطّي مَساحات الوَطَن الجَّريح، فَتُبَلْسمُ الجراحَ.. وَتُزَوْبعُ الضَّمائرَ وَتُحْيي المَشاعرَ، ونقولُ معكَ: لقدْ فَرَضَ الانسانُ المُجتمعَ، المُعَبّرَ عنْ حقيقة الأُمَّة وعنْ أصالَتها نفسه ضميراً للأمّة وَوُجْداناً لها».
أوسمة الثبات
وألقت رين سمعان كلمة وجدانية قالت فيها: نحتفل اليوم بولادة أنطون سعاده، الرجل العملاق الذي غيّر وجه مجتمعنا وأمّتنا، وأطلق فيها نهضةً هزت الطائفية والأِستعمار وزلزلت عروش المتزلّمين والمأجورين وتجار الهيكل. ولادة سعاده هي عيدٌ للحريّةِ وولادةُ الموقف الحرّ الأبيّ.. ولادة القيّم الأِجتماعية الراقية.. ولادة المبادئ القومية الصلبة للأمة السوريّة الفخورة بتاريخها وتراثها وشعبها الحي. هي أولى الحضارات، ومصدر الفكر الأِنساني الرائد على أِمتداد الزمان.
قال سعاده «لم تلدني أمي لأحيا بل لتحيا أمتي» ما كان لمؤسس النهضة القومية إلا أن يقرن قوله بالفعل. استشهد في وقفة عزٍ فكلّل بالعزِّ أمتهُ باعثاً الفكر الحُرِّ الإستقلالي الرافض للتقسيم والأِستعمار بين صفوف أَبنائها و بناتها.
استشهد الزعيم القدوة ليحيا حزبه.. لتحيا أجيالٌ علَّمها أن تنظر بعزّ و أِباءٍ أِلى مستقبلها و ترفض كل تبعيّة واستسلام وتدافع عن الأرض و الهويّة. لقد أنار سعاده، الثائر المستشرف، درب الحياة لأجيال ولدت وأجيال لم تولد بعد.
منذ فجر هذه النهضة وجدت الكورة في مبادئها تعبيراً عن شخصيَّتها وطموحها الى الحرية والعلم والكرامة الوطنية فأحتضنتها وشكّلت أرضاً خصبة لها وأعطت مناضلين وأُمناء ومفكرين وقادة وشهداء وخصوصاً أميون التي تأسست مديريتها عام 1935 وما زالت مستمرة في العطاء وما زال أبناؤها ينهلون من منبع فكر سعاده ويشهدون شهادة الحق .
من الجيل القديم، الجيل الذي عايش الحروب وعاصر أوجاع الحزب وآلامه وتضحياته وتحمّل التهديد والترهيب والتهويل، تكرّم مديرية أميون في هذه المناسبة رجالاً إلتزموا قسمهم و جعلوا مبادئ النهضة شعاراً لهم و لبيتهم.
حفظوا قوانينه وحافظوا على أنظمته واستمروا مخلصين لحزبهم طيلة حياتهم زارعين حب النهضة في محيطهم رافعين راية الإخلاص والإنتماء الحق.
يكرّمهم الحزب اليوم بوسام الثبات. هذا الوسام الذي إستُحدَث عام 2010 لتكريم القوميّين الذين ظلّوا ثابتين على إيمانهم وقسمهم مدة خمسين عاماً وأكثر تقديراً لهم على إيمانهم المتجّذّر، تقدم مديرية أميون «وسام الثبات» لهم عربون وفاء.
بعد الكلمات تم توزيع أوسمة الثبات على عدد من مستحقيها، وهي تمنح لمن أمضى خمسين عاماً في العمل الحزبي، والذين منحوا الوسام، هم: النائب سليم سعادة، الياس النجار، عبدالله سعادة، عفاف قاسم الحشيمي، موريس سالم، أسعد سعادة وعدنان خزامي.