بغداد: الفساد منح إجازة للعبّارة وهي لا تصلح لركوب السيّاح

كشف، ماجد شنكالي، وهو نائب سابق عن محافظة نينوى ، أن «المسؤول عن غرق عبارة الموصل هو من منح إجازة لهذه العبّارة وهي لا تصلح لركوب السياح».

وأوضح شنكالي، أن «سعة العبارة المفترضة 50 شخصاً ولكن تم إركاب من يقارب 200 شخص فبالتأكيد لن تتحمل هذا العدد الكبير».

وأشار إلى أن «كل الإجازات التي تُمنح في أغلب محافظات العراق يشوبها الكثير من الفساد لعدم وجود رقابة عليها وتعرض سلامة المواطنين للخطر».

وذكر شنكالي ما حدث «قبل أيام في ملعب الشعب عندما قام متعهد ملعب الشعب بمنح 60 ألف تذكرة وهو لا يحتمل سوى 40 ألف»، مؤكداً أن «العراق اليوم بحاجة إلى مراجعة ومراقبة كل ما يجري لا إلى أن يذهب المسؤولون بعد حدوث الفاجعة وزيارات استعراضية لم تمنع الموت المجاني لأبناء الشعب العراقي».

وقال إن «الفساد هو السبب الرئيسيّ لما حصل أمس في الموصل».

وبيّن أن «العبارة لم يكن بها إجراءات السلامة من المناطيد وغيرها من الأدوات التي تساهم في الإنقاذ، إضافة إلى عدم وجود للشرطة النهرية وعدم توفر غوّاصين لديها إذا هناك إهمال حكوميّ وإهمال من صاحب العبارة والشركة إلى حد الاسترخاص بأرواح العاملين».

وأوضح أن «الإجازات تمنح بالفساد لأشخاص لا علاقة لهم بإدارة هذه المشاريع سواء كانت الشركات السياحية أو العبارات»، مطالباً «بإصلاح تلك الأمور بالإضافة إلى تجهيز الشرطة النهرية ومنحها الأدوات خاصة أن نهر عرض نهر دجلة لا يتعدّى كيلو ونصف».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة العراقية، أمس، ارتفاع عدد ضحايا غرق العبارة في مدينة الموصل، أمس الخميس، إلى 96 حالة وفاة.

وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في بيان مقتضب إن «عدد الوفيات ارتفع إلى 96 حالة»، لافتاً إلى أن «عدد الذين تم إنقاذهم بلغ 60 شخصاً».

وكشفت إدارة جزيرة الموصل السياحية، الخميس، أن سبب غرق العبارة «هو انقطاع أحد الأسلاك المثبتة بأحد الأعمدة المسؤولة عن سحبها وتثبيتها، الأمر الذي أدى إلى غرقها».

فيما عزت مصادر أمنية سبب الغرق إلى زيادة الحمولة إذ إن «العبارة يمكنها حمل 30 شخصاً، لكن القائمين عليها قرروا أن يحملوها أكثر من 100 شخص»، مضيفة أن «المعلومات تشير إلى أن العبارة كانت تحمل أكثر من 170 شخصاً أغلبهم من الأطفال والنساء» الأمر الذي أدى إلى غرقها نتيجة الحمولة الزائدة.

وفي السياق، قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، اليوم الجمعة، إن مجلس النواب سيتخذ غداً الأحد قرارات تخص ملف الموصل.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في الموصل «سنعمل على أن تكون هذه النكبة للموصل هي الأخيرة»، مضيفاً أنه «قبل فترة كانت فاجعة اغتصاب الطفولة واليوم فاجعة العبّارة». وأوضح أن «هناك تقصيراً إدارياً واضحاً في المحافظة، والموصل بحاجة لتسليم إدارتها إلى أشخاص أكفاء».

وأكد الحلبوسي «سنضع حلولاً جذرية للموصل، وستكون لنا قرارات في ما يخص ملفها».

وكان الرئيس العراقي برهم صالح، أكد أن حادث غرق عبارة الجزيرة السياحية في مدينة الموصل، لن يمرّ دون حساب عسير.

وفي سياق متصل، أفيد عن مصادر محلية، بأن ثلاثة إعلاميين أصيبوا في حادث دهس بسيارة مسؤول كبير، أثناء تغطيتهم تظاهرات ذوي ضحايا حادثة العبارة.

وحسب المصادر، فإن الإعلاميين: ليث الراشدي، ومصور قناة الموصلية، كرم الطائي، والمراسل علي النعيمي، أصيبوا بجروح إثر تعرّضهم للدهس بسيارة محافظ الموصل، نوفل العاكوب.

وكان الإعلاميون الثلاثة يقومون بتغطية التظاهرات الغاضبة، التي انطلق بها المدنيون، وذوو ضحايا غرق العبارة في منطقة «جزيرة أم الربيعين، في غابات الموصل، مركز نينوى، شمال العراق»، أمس الجمعة، أثناء وصول رئيس الجمهورية، برهم صالح، إلى المحافظة لتعزية الأهالي بعد الفاجعة.

وتعرّض موكب المحافظ، أثناء مرافقته لرئيس الجمهورية، للهجوم من قبل الأهالي الذين نعتوه بـ»الفاسد».

واختار المتظاهرون موقع الحادث للاحتجاج أمامه ضد الحكومة المحلية لنينوى، وصدحت بأصواتهم بعبارات «برة برة يا عاكوب»، وفاسد»، و»كلكم حرامية»، و»حرامي».

وظهر في إحدى التسجيلات المصورة، تعرّض موكب المحافظ، وإحدى السيارات لهجمات بالحجارة وتحطم زجاجها، وسط جموع كبيرة من المتظاهرين الغاضبين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى