مزيد من التنديد بتصريحات ترامب عن الجولان: عدائية واستعمارية وتجاوز فاضح للقرارات الأممية
تواصلت المواقف المندّدة بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتلّ معبترةً أنّ هذه التصريحات عدائية واستعمارية مرفوضة، داعيةً «جامعة الدول العربية إلى اتخاذ القرار اللازم بدلاً من إشاحة النظر عن سياسات التفريط والتطبيع.
وفي هذا السياق، اعتبر الوزير السابق نقولا تويني، «أن الموقف الأميركي الأخير في إلحاق الجولان السوري بالكيان الصهيوني، بعد الاعتراف بأنّ القدس عاصمة الكيان وبعد تصريح وزير الخارجية الأميركي أنّ الكيان هو دولة ديمقراطية لليهود وأنّ أميركا أو رئيسها المسيحي قد يلبّيان إرادة الرب لحمايتها، يشكل تهديداً فعلياً لحلفاء السياسة الأميركية العرب لزجّهم في مواقف لا يمكن الدفاع عنها مهما تفنّنوا في المراوغة».
أضاف «يُعتبر التصعيد الجديد للسياسة الأميركية من محاربة إيران وحزب الله إلى ما تمّ اليوم إعلانه عن إرادة ضمّ الجولان للكيان، بات المطلوب من حلفاء واشنطن اليوم هو شروط جديدة مخزية لا يمكنهم تحمّلها مهما حاولوا، والخشية الحقيقية أن يكون هنالك مشروع جديد تقوم به المشيئة الصهيونية بخلق مشروع تغييري يضرب بحلفاء واشنطن يجعل السياسة الأميركية ترتكز على الدولة اليهودية حصرياً في حمايتها الرسولية في أدغال الشرق المتوحش».
وختم تويني «لن يتمكن حلفاء واشنطن من مماشاة هذا التصعيد الأميركي الأخير والانحياز الفاضح نحو سياسة بإمكانها أن تفجر الوضع في رمته»، لافتاً إلى «أن التجاوب المطلق للسياسة الأميركية مع الكيان الصهيوني سوف ينكر على أميركا التعاطي بمسائل الشرق العربي ولو مع حلفائها الأقربين، هذا أمر مهمة لن يتمكنوا من تلبيته، قفز حواجز لن يتمكنوا منه قد يؤدي إلى سقوطهم».
بدورها دانت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية ما جاء على لسان ترامب حول الجولان السوري المحتل.
وسجل الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح في بيان، استنكاره الشديد لهذه التصريحات، وأدانها أشدّ إدانة وعبّر عن رفضه المطلق «لمثل هذه التصريحات الخطيرة والاستفزازية التي تنمّ عن العقلية العدائية والاستعمارية للإدارة الأميركية ودعمها اللامحدود لاستمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية، وتأتي هذه التصريحات استكمالاً للاعتداء الأميركي المتمثل بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني تمهيداً لإعلان ما سمي بصفقة القرن».
وتابع «لقد أمعن الأميركي في غروره وصلفه واعتداءاته على بلادنا، وما إيفاده المبعوثين الدوليين إلى أكثر من دولة وآخرها إلى لبنان إلا لتأمين سلامة الكيان الصهيوني الغاصب الذي لن ينعم بالأمن والسلام بوجود الشعوب الحرة والمقاومة القادرة، ونؤكد إيماننا المطلق بحق الشعوب بالمقاومة بالوسائل كافة لاستعادة الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان والأراضي اللبنانية المحتلة».
وأعلن أنّ «التصريحات الأميركية حول الجولان السوري المحتل انتهاك واضح وصريح لقرار مجلس الأمن رقم /497/ لعام 1981، ولكل القرارات الأممية المتعلقة بهذا الشأن»، مؤكداً تأييده «للقيادة والشعب السوريين في موقفهم الواضح والصريح بشأن هذا القرار وحقهم باستعادة أراضيهم المحتلة بجميع الو سائل المتاحة وفي مقدمها المقاومة».
وأشار إلى أنّ الإدارة الأميركية لا تملك أيّ حق أو ولاية تخولها أن تقرّر مصير الجولان السوري المحتلّ، وإنّ أيّ اعتراف منها أو أيّ إجراء ينطوي على الاعتداء السافر على حق سورية في استعادة تلك الأراضي المحتلة وسيادتها عليها هو عمل عدائي واستفزازي وغير شرعي ولا قيمة عملية له.
واعتبر أنّ «حق سورية باستعادة الجولان هو حق ثابت غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم ومن واجب الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة تأييد هذا الحق بشكل واضح وصريح دون أي لبس».
ودعا «كلّ الأحزاب والهيئات والاتحادات والنقابات إلى إدانة هذه التصريحات وإصدار البيانات الداعمة لحق سورية ولبنان وفلسطين بتحرير أراضيها المحتلة من رجس الاحتلال الصهيوني وإقامة الفعاليات الرافضة لهذا الاعتداء الخطير والمباشر على أمتنا».
كما دانت الاحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع «قرار ترامب ضمّ الجولان لدولة الاغتصاب إسرائيل كحلقة متصلة بضمّ القدس لاستكمال سلسة صفقة القرن بتجاوز فاضح للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة خصوصاً القرار 497 الذي أكد السيادة السورية على تراب الجولان، وأنّ إسرائيل قوة احتلال لأرض سورية».
ودعت «جامعة الدول العربية وهي على أعتاب قمتها، إلى اتخاذ القرار اللازم بدلاً من إشاحة النظر عن سياسات التفريط والتطبيع والتشبيك مع مواقف دولية مستنكرة وشاجبة لمنع ترامب من التمادي في عدوانيته وانحيازه للكيان الغاصب وتقديم أرض العرب أضحية على مذبح المشاريع الانتخابية لنتنياهو وغيره».
وأكدت «أنّ سورية المنتصرة على جيوش أميركا الإرهابية، بقيادتها وجيشها القومي، سيجعلان الجولان في قلب سورية كما قال يوماً القائد الخالد حافظ الأسد وكما وعد الرئيس بشّار الأسد رغماً عن أنف ترامب وأترابه الغزاة الصهاينة».
ورأى أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين- المرابطون» مصطفى حمدان أنّ تصريحات ترامب «بأنّ الجولان ليست سورية»، هي تصريحات «تذكرنا بالماضي القديم عندما أعطى وعد بلفور ما لا يملك إلى الذين لا يملكون، وبالتالي إنّ قرارات ترامب في ما يتعلق بالجولان اذا أخذناها من الناحية الشرعية الدولية، والتي هي قرارات يتبجّح بها الأميركيون للانتخابات الأميركية – اليهودية، مخالفة تماماً لهذه الشرعية».
ورأى أنّ «هذا الموقف غوغائي ويصنّف في إطار الوعود الكاذبة، ويعتبر لا قيمة له، خاصة أننا رأينا التضامن العالمي مع سورية بأنّ الجولان جزء لا يتجزأ من سورية وهو محتلّ من قبل قوات الاحتلال اليهودي، بالإضافة إلى ذلك نرى أنّ أهلنا في الجولان يقاومون ولن يستطيع لا ترامب ولا يهود التلمود الآن ولا بعد مئات السنين أن يأخدوه منهم ولا من سورية».