ألكسندر فلاديمير: الفعاليّات الثقافية دليل على عودة الحياة الطبيعيّة إلى سورية توفيق الإمام: العلاقات السوريّة الروسيّة متجذّرة في التاريخ
رانيا مشوِّح
استمراراً لتعزيز العلاقات السورية الروسية، أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع سفارة روسيا الاتحاديّة في دمشق احتفالاً بمناسبة أيام الصداقة الروسيّة العربية سورية ـ لبنان في المركز الثقافي في أبو رمانة.
وفي تصريح له تحدّث السفير الروسي الكسندر فلاديمير عن أهمية العلاقات السورية الروسية، حيث قال: نحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ75 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية وروسيا، وخلال كل الفترة السابقة كانت العلاقة بين الشعبين حميمة وعميقة وصديقة، ومنذ ثماني سنوات جاءت إلى أرض سورية المصيبة الإرهابية وروسيا جاءت لمساعدتها، وهنا يمكنني القول إنه عند الأزمة تعرف الصديق الأحق، فنحن نعاون سورية في النطاق العسكري، وإن إجراء هذه الفعاليات الثقافية هو رمز يدلّ على عودة الحياة الطبيعية إلى الأرض السورية.
وأضاف: نحن نفهم وضع السوريين، لأن الشعب الروسي شعب بسيط عانى كثيراً خلال أيام الحرب أيضاً، ونحن نفهم أن الشعب السوري تعب من معاناة الحرب ولذلك نريد أن نساعد الشعب السوري لتجاوز مثل هذه الصعوبات ومثل هذا الشعور السلبي. وهناك دليل واضح لاهتمام الشعب السوري بالثقافة الروسية والعلاقات الروسية السورية، وهذا الدليل هو قدوم السوريين لهذا الاحتفال، ونحن قريبون لبعضنا البعض كشعب وحكومة ونعرف ما هي احتياجات الشعب السوري. وفي الفترة الراهنة عندما بدأت تشرف الحرب على نهايتها فمن المهم أن يكون هناك مثل هذه الفعاليات والمناسبات الثقافية، وخلال أيام الحرب العالمية الثانية القادة الروس كانوا يأتون لجبهة القتال ويقيمون المهرجانات والحفلات الموسيقية لرفع المعنويات عند الجيش الروسي، وأنا أعتبر أن مثل هذه الفعاليات تُشعر الشعب السوري أن الحياة عادت لطبيعتها في سورية.
الإمام
بدوره معاون وزير الثقافة توفيق الإمام صرّح قائلاً: العلاقات السورية الروسية متجذرة على مر التاريخ ويعود تاريخ العلاقات لعام 1940 أيام الاتحاد السوفياتيّ آنذاك، حيث اعترف الاتحاد السوفياتي باستقلال سورية من الاحتلال، وأيضاً تمّ تعيين سفير روسي في سورية في ذلك العام، والعلاقة تشمل العديد من الجوانب الاقتصادية والثقافية والعسكرية، وترعى اليوم وزارة الثقافة هذه الاحتفالية وهو يوم الصداقة الروسية العربية سورية ولبنان. ونحن نتطلع في وزارة الثقافة إلى المزيد من العلاقات الثقافية بين روسيا وسورية. وهذا نشاط متميّز تقوم به وزارة الثقافة بالتعاون من السفارة الروسية في دمشق، وهناك أنشطة ثقافية مقبلة تشمل مهرجان الأفلام السينمائية وحفلات فنية وموسيقية.
كما تحدث مدير المركز الثقافي في سان بطرسبورغ مسلم شعيتو عن هذه الفعالية قائلاً: هذا المشروع سُمّي بأيام الصداقة الروسية العربية سورية ـ لبنان، ونحن بدأنا في سورية لأننا نعتبر أنها هي بداية العلاقات الجيدة بين روسيا والعالم العربي وبداية التاريخ والثقافة، وهذا المشروع لتقريب وجهات النظر والتحاور والتشاور بين المنظمات الاجتماعية والثقافية الروسية السورية. وهذا المشروع شمل معرضاً وطاولة مستديرة وأقساماً فنية أخرى. والمعرض يشمل صوراً تتكلم عن الحالات التاريخية والمراحل القديمة والحديثة وطبيعة العلاقات بين البلدين، وستتم مناقشة مستقبل العلاقات والإمكانيات الضخمة الموجودة لدى المنظمات الموجودة في روسيا والمنظمات الموجودة في سورية وآلية العمل المشترك واللقاءات الندوات، ووضع خطط لتطوير التعاون بينهما، وأقول للشعب السوري نحن معكم دائماً وكنا وما زلنا مستمرين في دعمكم، وأنتم شعب أثبت صموده وستكونون مثلاً في التاريخ لكيفية تصديكم للإرهاب وكيف بقيتم محافظين على قيمكم وتقاليدكم. وما الاحتفال اليوم إلا دليل على أن السوريين شعب سيستطيع الاستمرار وأن يطور بلده.
بدورها ماريا ريكنا مديرة منظمة السلام والثقافة قالت: نحن تفاجئنا فعلاً بأن دمشق مشعة هكذا، وأن هناك شعب يشارك في الفعاليات الثقافية، ولاحظنا أن السوريين يعيشون حياة طبيعية واهتماماتهم كبيرة بالثقافة ولم نلاحظ وجود أي أثر للحرب. وهذا الجانب مهم بالنسبة لنا، ونحن تعاونّا مع الجالية الروسية الموجودة بدمشق وسوف نستمر بهذا التعاون بمشاريع ثقافية أخرى، وسوف تكون لنا زيارات كثيرة لسورية لأننا أعجبنا جداً بطبيعة التعاون السوري معنا ونحن نرغب ونتمنى بأن تكون هناك زيارات سوريّة إلى روسيا وإلى سان بطرسبورغ المدينة الثانية في روسيا.
أما عضو مجلس الشعب أشواق عباس فعبّرت خلال كلمتها عن أهمية الفعالية، حيث قالت: أنا سعيدة جداً لأننا نشهد اليوم في دمشق هذه الفعالية الثقافية التي غابت عن سورية لسنوات طويلة جداً، وأنا سعيدة لأن هذه المبادرة جاءت من المجتمع العلمي الثقافي في سان بطرسبورغ، إن العلاقة السورية الروسية هي علاقة استثنائية، فلا يمكن أبداً لأي مواطن إلا أن يحمل الحب لروسيا. وأتمنى أن تكون هناك أيام ثقافية كاملة في سورية وأن تكون هناك العام المقبل نشاطات أوسع وأكبر، ونحن نتفهم الصعوبات ولكن العلاقات بين السوريين والروسيين تستحق أن تمنح قدراً كبيراً من الأهمية. ومن المهم جداً ألا تتعرّف على الجانب العسكري لروسيا فقط وإنما أيضاً من المهم أن نعرف البعد الإنساني والثقافي بين البلدين، لذلك أنا أغتنم الفرصة وأحب أن أشكر السفير الروسي على تطرّقه لأهمية المركزالثقافي الروسي في سورية.
تخللت الاحتفال الوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء تلاها النشيدان الوطنيان السوري والروسي، وبعد ذلك ألقى السفير الروسي وممثل وزير الثقافة كلمة بمناسبة يوم الصداقة، تلا ذلك افتتاح معرض الصور الضوئية، بالإضافة إلى الطاولة المستديرة التي تطرح السلام والثقافة بين البلدين ودور المنظمات الثقافية والاجتماعية في تطوير العلاقات بين روسيا وسورية.
حضر الحفل معاون السفير البحريني ومدير المركز الثقافي في سان بطرسبورغ ومديرالثقافة في دمشق ومديرة المركز الثقافي في أبو رمانة.