استنكار واسع للقرار الأميركي حول الجولان: إعلان حرب جديدة على سورية وقوى المقاومة
أثار القرار الرئاسي الأميركي بالسيادة «الإسرائيلية» على هضبة الجولان المحتلّ، استنكاراً واسعاً في الأوساط اللبنانية.
وفي هذا السياق، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، الإعلان معتبرةً أنه «ويخالف كلّ قواعد القانون الدولي، ويقوّض أيّ جهد للوصول إلى السلام العادل، فمبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى».
وأكدت أنّ هضبة الجولان أرض سورية «ولا يمكن لأيّ قرار أن يغيّر هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزوّر التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر. وإذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها لا قوتها ولا عنصريتها كما لن تنفعها حربها الجديدة على غزة والتي ندينها بشدة».
وغرّد وزير المالية علي حسن خليل، عبر حسابه على «تويتر» قائلاً «الجولان أرض عربية سورية محتلة، كما أن كل فلسطين هي أرض عربية للشعب الفلسطيني. هذه حقيقة ثابتة تؤكدها القرارات الدولية من الأمم المتحدة وتعترف بها المنظمات الإقليمية والدولية ويعرفها كل العالم. وهي حقيقة لن يغيرها توقيع ترامب، ولا من كانوا قبله، ولا من سيأتون بعده».
بدوره، استنكر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان القرار الأميركي، مؤكداً أنّ «الجولان سيبقى عربياً سورياً ورافعاً لواء الرفض القاطع للقرارات الصهيونية، كما القدس ستبقى بوصلتنا ولن تقدم أو تؤخر أي خطوة تأتي خارج السياق التاريخي الجغرافي الطبيعي لهذه الحقائق».
واعتبر عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب الدكتور قاسم هاشم، قرار الرئيس الأميركي «ما هو الا صفعة لكل من يراهن على الإدارة والسياسة الاميركية في منطقتنا والتي لا تعمل إلاّ لخدمة العدو الصهيوني».
ورأى الأمين العام لـ «حركة النضال اللبناني العربي» فيصل الداود، أنه «ليس قرار ترامب أو غيره، هو من يحدد هوية الجولان، الذي اعلن اهله قبل عقود رفضهم تهويده، ومزقوا الهوية الإسرائيلية، وقاوموا الاحتلال، واستشهد منهم من استشهد، وسجن العشرات، لأنهم قالوا لا للاحتلال ولا لضم الجولان ولا للهوية الإسرائيلية، واكدوا انتمائهم إلى سورية وطنهم، وإلى الدولة السورية راعية شؤونهم».
ورأى لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، في بيان، أنّ «الإدارة الأميركية تثبت مرة أخرى أنها مصدر الشر المطلق في العالم، من خلال استباحة كل الأعراف والقوانين الدولية، والضرب بعرض الحائط كل الحقوق الإنسانية، من خلال قرارات أحادية ظالمة وساقطة، تمثل اعتداء صارخاً على أبسط حقوق الإنسان المعترف بها دولياً، وعبر عنها قرار الرئيس الأميركي ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل. ثم جاء وزير الخارجية ليؤكد غباء الإدارة الأميركية ونفاقها، من خلال إطلاق الأكاذيب والافتراءات بطريقة وقحة لا تراعي الأصول الديبلوماسية، ولا تعبر عن احترام سيادة الدولة المضيفة واحترام مكوناتها السياسية والاجتماعية».
وشدد على أن «الجولان أرض عربية سورية محتلة من الكيان الصهيوني، ولن يغير هذه الحقيقة قرار أحمق أو غبي يحاول أن يفرض إرادته على الشعوب الحرة، وأن اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان يشكل إعلان حرب جديدة على سورية وقوى المقاومة في المنطقة، ويشكل ضربة للأمم المتحدة وقرارتها، ويضعها أمام امتحان جديد في مواجهة الغطرسة الأميركية، واعتبر أن «الرد على هذا القرار سيكون من خلال تحقيق مزيد من الانتصارات الميدانية في مواجهة العدوان الأميركي الصهيوني، تمهيداً للمنازلة الكبرى وطرد الأعداء من منطقتنا بالكامل».
ولفت إلى أن «سياسة إثارة الفتن، من خلال تحريض اللبنانيين على حزب الله ومقاومته الشريفة لم تعد تجدي نفعا، لأن كل اللبنانيين خبروا السياسة الاميركية جيداً وأصبحوا واعين لمصلحة بلدهم، ومواقف وزير الخارجية الأميركية مرفوضة ومدانة لأنها مواقف فتنوية وتعبر عن المطالب الإسرائيلية بالكامل وجعلت منه ناطقاً رسمياً للحكومة الإسرائيلية».
ودعا الحكومة اللبنانية إلى «وضع حد للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، وعدم السماح لأي زائر بالحديث عن مكوناته الوطنية بهذه الوقاحة»، وحيّا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل على «مواقفهم الواضحة والحاسمة التي أثلجت قلوب اللبنانيين وأشعرتهم بالفخر والعزة».
وشدد على أن «المعركة مع العدو الصهيوني وداعمه الأميركي مفتوحة ولا مجال للتراجع فيها، وما بدأه محور المقاومة من انتصارات في لبنان وفلسطين والعراق وسورية واليمن لن ينتهي إلا باستئصال الغدة السرطانية إسرائيل».
وقال حزب الاتحاد « في بيان «إذا كان توقيت هذا الإعلان قد جاء بعد موجات ما يسمى بالربيع العربي، فإن ربيع الأمة لا يمكن رسمه بدوائر الغرب الاستعماري وإنما على أيدي أبطال المقاومة العربية الذي سيصنعون للأمة مجدها ووحدتها بعيداً عن الاحتواء والسيطرة وتكريساً لحق الشعوب في سيادتها على أرضها».
ودعا كل القوى السورية والعربية إلى «مزيد من الوحدة والتماسك لأن النزاعات الداخلية لن يستفيد منها إلا أعداء الأمة وتنفيذ مشاريعهم العدوانية وضم الأراضي للعدو المحتل».
ودان رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر «ما جاء على لسان الرئيس الأميركي ترامب حول هوية أرض الجولان السورية»، مؤكداً «الحق باسترجاعها بكافة الأشكال، كما حق اللبنانيين باسترجاع مزارع شبعا وكفرشوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر».
ورأى الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» معن الأسعد أن الرد الحقيقي على اعتراف ترامب ونتنياهو، بالسيادة «الإسرائيلية» على الجولان «أتى من غزة التي أكدت أن هذا الكيان لا يفهم إلا لغة السلاح والقوة والردع والمقاومة وأن الحرب معه هي حرب وجود وليس حرب حدود».
واعتبر أن «تنفيذ صفقة القرن سيكون لها تداعيات خطيرة على الساحة اللبنانية خصوصا بعد زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ومحاولته تحريض اللبنانيين على بعضهم واستقطاب أفرقاء منهم لمشروعه الجهنمي مقابل وعودهم بالقضاء على المقاومة ومحاصرتها عسكرياً واقتصادياً»، محذراً «أي فريق لبناني من اللعب بالنار وتوريط لبنان بما لا قدرة له على تحمله»، مؤكدا أن «قوة لبنان كانت وستبقى بجيشه وشعبه ومقاومته».
وأشار رئيس تيار «صرخة وطن» جهاد ذبيان الى أنّ توقيع ترامب لا قيمة فعلية له، لأنه مبني على وجود كيان باطل ولا شرعي في فلسطين المحتلة، وبالتالي كلّ ما بُني على باطل هو باطل».
ولفت ذبيان الى أنّ القرار الأميركي يؤكد تماهي المشروع الصهيو أميركي في العمل على احتلال الدول العربية والسيطرة عليها وإخضاعها لسيطرة العدو الإسرائيلي، كما أنّ توقيع ترامب واعترافه بسيادة العدو الإسرائيلي على الجولان، يؤكد على شرعية المقاومة وضرورة وجودها، من فلسطين الى لبنان إلى الجولان المحتلّ، ويطلق يد محور المقاومة في العمل من أجل تحرير الأرض العربية المحتلة وإسترداد كلّ الأرض التي سُلبت بالقوة، لأننا نواجه عدواً لا يفهم الا لغة المقاومة.
ودعا «تجمّع العلماء المسلمين» إلى «تشكيل مقاومة شعبية من أهالي الجولان تتولى عملية تحرير المنطقة من براثن الاحتلال الصهيوني». فيما اعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن قرار ترامب «يضع المنطقة والعالم على حافة الهاوية، ويجعل النظام الدولي القائم على مبادىء القانون الدولي في مهب الريح». وقال «هذا يعني أننا أمام تحلل من العهود والالتزمات والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن التي تثبت الحق بأن الجولان أرض سورية».
وتابع»إن قرار الرئيس الأميركي لا يعنينا كشعوب إلاّ بمقدار ما يحملنا مسؤولية مضاعفة لاسترداد هذه الأرض السليبة. ونحن نتعامل مع كل أرض عربية كجزء من أرضنا التي يجب أن ندافع عنها ونحررها بالمقاومة. والجولان هي أرضنا السليبة وسنحررها بالمقاومة قريبا».
واعتبرت «حركة الأمة»، قرار ترامب اعتداءً صارخاً على الحق العربي، وانتهاكا للقانون الدولي الذي لا يعترف باحتلال أراضي الغير.
ودان رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقي الدين، في تصريح «التصريحات غير المسؤولة للرئيس الاميركي دونالد ترامب عن الجولان السوري المحتل، والتي تؤكد انحياز الولايات المتحدة الأميركية لكيان الاحتلال الصهيوني»، معتبراً أن «سياسة البلطجة التي تعتمدها الإدارة الاميركية ضد الشعوب باتت مكشوفة لجميع الدول وهي لن تستمر طويلاً».
وأكد أن «هذه التصريحات غير المسؤولة هي استمرار للمحاولات الصهيو- أميركية بضم أراضي الجولان العربي السوري المحتل للكيان الصهيوني، وتعبير حقيقي عن مستوى التدني الأخلاقي الذي وصلت إليه دولة تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والمواثيق والأعراف الدولية، بينما هي في الحقيقة أكبر منتهك ومتسلط على الدول العربية، لا تحترم الشرعية الدولية ولا أنظمتها ومواثيقها وقوانينها».
وختم: «لا يحق لأي دولة في العالم أن تقرر مصير أو سيادة أي دولة أخرى، وأن هذه التصريحات لن تغير أبداً من حقيقة أن الجولان السوري كان وسيبقى عربياً سورياً».
ودعا رئيس «اتحاد الأدباء والمغتربين» وعضو الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب اللبنانيين طلعت العبدالله، «أحرار العالم والمثقفين والأدباء إلى التضامن والتحرك بفاعليه لإبطال مفاعيل اعتراف الادارة الأميركية بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان»، مؤكداً أن «هذه المنطقة العزيزة من سورية ستبقى عربية سورية وأن القرار الأميركي باطل ومرفوض».
وأكدت لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف أن «الجولان هو جزء لا يتجزأ من أرض سورية الحبيبة، وسيتحرر من رجس الإحتلال كما تحرر الجنوب اللبناني بفضل تضحيات المقاومين الأشاوس والدماء الذكية للشهداء التي روت أرض الجنوب».