قصة الحمار والحق والباطل
يكتبها الياس عشي
«تقول الحكاية إنّ الحق ركب حماره، وسار يبحث عن الباطل، وفيما هو سائر لقي الباطلَ بهيئة رجل. وبعد التعارف بينهما، سأل الباطل: أمن مذهبك أيها الحقّ أن تركب أنت، وأمشي أنا؟
قال الحقّ: فلنتناوب على ركوبه ساعة لك، وساعة لي.
نزل الحق عن الحمار، وركب الباطل، ولما انتهت الساعة، رفض الباطل النزول، وأصرّ على الاحتكام لأول عابر يطل عليهما.
وأطلّ رجل، فسأله الباطل: من تراه يجب أن يمشي في هذه الدنيا، الحقّ أم الباطل؟
قال الرجل: بل الحق يجب أن يمشي.
عندئذ قال الباطل للحق: لقد أنصفك الحكم، فامشِ ما شئت.
ثم لوى الباطل عنان الحمار، وانصرف».
تذكرت هذه الحكاية وأنا أراقب مشهدية قوامها اثنان: حق عربي مبحوح الصوت وبدون أمل في استعادة «حماره»، وباطل عالي النبرة، وقح، اسمه ترامپ، استولى على «الحمار»، وأهداه لليهود.
أيها العرب اخرجوا من عباءاتكم، يبقَ الحمار لكم.