الأسير المقت يبرق معزياً بوالدته: سأحقّق حلمها بانتزاع حريتي وإزالة الاحتلال

بعث عميد الأسرى السوريين في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» صدقي المقت، برقية من سجن النقب إلى أهله في الجولان السوري المحتلّ بمناسبة تشييع والدته.

وجاء في البرقية:

«أهلي الأحبة…

يا كلّ شرفاء الجولان السوري المحتلّ…

أيها الأهل في الوطن وفي كلّ بلاد الغربة…

أيها المشيّعون الكرام…

بكلّ فخر واعتزاز وبقلب عامر بالإيمان والصبر والصمود وبرأس مرفوع أعيش داخل سجني في سجون الاحتلال الإسرائيلي هذه اللحظات، ونحن جميعاً نودّع أمي المرحومة «أم فخري» محموده علي المقت ابنة جبل العرب الأشمّ… ابنة الجولان السوري المحتلّ… لها الرحمة ولكم من بعدها طول العمر والبقاء.

أمي… لقد تحمّلتِ هموماً وصعاباً وعذاباتٍ لا تقوى الجبال على حملها. بداخلك كنت تحملين جرح وطن بأكمله. جرح بدأ منذ العام 1967 حينما فرّق الاحتلال الأهل. أفقنا على الدنيا ونحن نسمع آهات وحسرات لم نفهمها في البداية وحينما كبرنا أدركنا أنك تختزلين حكاية وطن ينزف.

صبرتِ وتحمّلتِ وأنتِ تجوبين فلسطين، طولاً وعرضاً، تطرقين أبواب السجون والمعتقلات… تعبَت السجون يا أمي وصدِئت قضبانها وتصدّعت جدرانها ولم تتعبي أنتِ ولم تلِن إرادتُك…

أمي… لماذا استعجلتِ الرحيلَ ونحن على موعد مع الحرية؟

أمي… لماذا استعجلتِ الرحيل ونحن على موعد مع التحرير؟

من سيطرق باب سجني بعد الآن؟

أيها الأهلُ الأوفياء…

أيها الشرفاء…

أيها المشيّعون الكرام…

من داخل سجني أعانقكم فرداً فرداً وأعاهدكم في هذه اللحظات بأنني سأكملُ مشوار النضال حتى النهاية وأحقق حلم أمي في انتزاع حريتي وزوال الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري.

أحقق حلم أمي في عناق الأهل داخل الوطن.

أمي لن يغيّبك الموت عنا فذكراكِ وحضوركِ في قلبي وعقلي وذاكرتي أقوى من الموت… أقوى من النسيان…

أمي أقسمُ بوجعكِ الممتدّ على مدى خارطة الوطن وبعمرِ الاحتلال بأنني سأمضي حتى النهاية حتى تحطيم السجن والسجان وطرد المحتل وعناق الأهل.

أيها الأهل…

أيها الأوفياء…

أيها الشرفاء…

أيها المشيّعون الكرام…

أنقل إليكم أصدقَ مشاعر العزاء والمواساة من عموم الأشقاء الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي فنحنُ في هذه اللحظات نتقاسم وإياهم هذا المُصاب الأليم.

أمي… في هذه اللحظات أقبِّل جبينك العالي ويديكِ الطاهرتين… أقبل قدميكِ وأركع أمامهما وأقول لكِ:

سامحيني يا أمي…

سامحيني يا أمي…

سامحيني يا أمي…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى