غياث الأخرس: نسعى دائماً لتقديم ما هو جديد للجمهور والمركز متعدّد الثقافات
لورا محمود
هو ليس مجرد عرض غنائي موسيقي لمجموعة من الموسيقيّين والمغنين من طلاب ومتخرجي المعهد العالي للموسيقى، هو عرض محترف ومميز يأخذك لزمن لم تعاصره لكنك سمعت عن جماله وسحره بأصوات تنوّعت بين السوبرانو وتينور والباص يرافقها البيانو والغيتار والإيقاع فترى نفسك مأخوذاً بهم وبأنغامهم الهادئة تارة والسريعة تارة أخرى مع مشاهد فيديو من أفلام موسيقية غنائية مهمة لذا كان برنامج الحفل غنياً حيث قدّم كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقى مختارات من أعمال الميوزكل المشهورة كشبح الأوبرا والبؤساء وماري بوبينز وصوت الموسيقى بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان في المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق.
باغبودريان
«البناء» التقت المايسترو ميساك باغبودريان الذي حدثنا عن الكورال والحفل قائلاً: هناك أعضاء في الكورال تغيّروا لكن الكورال ككتلة تبقى قائمة وأعضاؤها يتغيّرون وهناك شخصان في الكورال يعتبرا من مؤسسي الفرقة، وهم: الياس زيات وسامر جبر وهو من أوائل المغنين الموجودين في الكورال. هذا التغيير يغير شخصية الكورال وطبيعة البرنامج ويغير الحياة الاجتماعية للكورال، بالتالي كل هذه التغيرات تؤثر على حياة الكورال ومسيرته والاختلاط أيضاً، فقبل الحرب الكورال كان يسافر ويقوم بورشات عمل ويشارك في مهرجانات وقد خفت نشاطاته بسبب الحرب، لذا المشاركات قليلة ونحن نعمل على أشكال مختلفة من البرامج الموسيقية، فبرنامج اليوم مختلف وأنا أحاول أن أتحدّى الحدود المرسومة لفكرة الكورال لذا نقدم شيئاً مختلفاً. البرنامج فيه تحدٍّ لأن هناك ربطاً بصرياً وشخصية الموسيقى مختلفة جداً عن الموسيقى الكلاسيكية.
ولفت باغبودريان إلى أن الميوزكل هو فنّ موجود في أوروبا وأميركا وغير موجود لدينا، وهي حالة موسيقيّة متكاملة تشبه الأوبرا لكن بأسلوب تأليف مختلف ونوع موسيقى مختلفة، واليوم نقدّم مختارات من أربعة أعمال مشهورة لمؤلفين هم مَن عملوا هذا الخليط وربطناها مع الصورة ليكون هناك ربط بصريّ سمعيّ.
وعن شرط أن يكون أعضاء الكورال من المتخرجين أشار باغبودريان إلى أن الشرط ما زال قائماً، لكن في حال كان المتخرجين أصواتهم غير مناسبة للكورال. فالخيار الثاني هو طلاب المعهد، فالأهم بالنسبة لنا أن يكون الصوت يناسب الكورال والقدرة الموسيقيّة لدى الشخص مناسبة للغناء في الكورال.
وأضاف: هذا الحفل هوعبارة عن ورشة عمل بين أساتذة من كلية الفنون الذين قاموا بعمل الفيديوات ومزجوا الموسيقى مع الصورة الموجودة، فكان هناك خلط بين الفنون ودمجها لتظهر بمجموعة أبعاد تضمّ الصوت والصورة والإحساس. وهذا النوع من الحفلات يستقطب الشباب والاشخاص الذين يعرفون هذه الأعمال كالبوبينز والبؤساء.
الأخرس
وبدوره تحدّث مدير المركز الوطني للفنون البصرية غياث الأخرس قائلاً: نحاول أن نسبح عكس التيار ونسعى دائماً لتقديم كل شيء جديد للجمهور والمركز الوطني في ما يخصّ الموسيقي أصبح يتجاوز دار الأوبرا لأن ما نعرضه خاص ومهم جداً. عرض اليوم مميّز وعلى درجة عالية من الأهمية والمركز يثبت كل يوم أنه مركز متعدّد الثقافات وبشكل حرفي فعلاً فمثلا اللوحات المعروضة اليوم في المركز للفنان التشكيلي نزار صابور لا يوجد مكان في دمشق يمكن أن تُعرض فيه لوحات كهذه.
وقال الأخرس: نسعى أن نقدم دائماً ما هو مميز ولدينا كمية معارض مهمة ستعرض حتى نهاية هذا العام. فنحن في المركز عملنا على برنامج كامل لهذا العام منذ العام الماضي، وهذا أمر ممكن أن لا نجده حتى في أوروبا.
وتابع: اليوم نرى رُخصاً في ما يقدم بالنسبة للثقافة، وهذا يدفعنا للعمل لنعيد الثقافة ونوقفها على قدميها من جديد، نحن نعمل على تشجيع الشباب خاصة وحتى الأطفال لذلك النتائج هنا تكون مختلفة، بالإضافة الى أننا لسنا مركزاً ربحياً واليوم اذا بحثنا على مواقع التواصل الاجتماعي نرى أن الأشخاص أنفسهم يتنقلون من صالة الى أخرى. فهذا الجمهور الذي نراه اليوم لم أعمل على استقطابه إنما كبُر وحده، وكل ما كنت أعمل عليه هو التقاطع بين معرض تشكيلي وحفل موسيقي وبين معرض وبين ورشة خصوصاً للأطفال.
زيّات
والتقت «البناء» بعض أعضاء الكورال والفرقة الموسيقية الياس زيّات وهو مغنٍّ في الكورال وهو أيضاً من مؤسسي كورال «الحجرة» تحدّث عن المقطوعات الموسيقية التي قدّمت في الحفل. وقال: هناك مجموعة قطع موسيقيّة ومع كل قطعة موسيقية تم دمج مجموعة من الأغاني بالإضافة لفيديو مرافق للأغنية من الفيلم الأساسي الذي توجد فيه القطعة الموسيقيّة.
ونوّه زيات أن كورال «الحجرة» له اسمه المعروف وهو لا يقدّم الا ما هو مهم ومميّز، وبما أن مسرح المركز الوطني للفنون البصرية مسرح مميّز ومجهّز بالأمور اللوجستية التي يستطيع تقديمها كإضاءة وعرض فيديوات لذا هو يساعد على عرض نوع كهذا من الحفلات، فكل من يريد ان يقدم حفلة كهذه في المركز يستطيع ان يستخدم التقنيات الضوئية والصوتية وغيرها والا اذا كان سيــقدّم حفــلة عاديــة، فهو يستطيع تقديمها على اي مسرح آخر لذا ما هو موجود في المركز كما ذكرت يساعدنا على تقديم المسرحيات الغنائية الميوزكل التي تحتاج الى أفلام فيديو مرافقة لها وبحاجــة لما هــو مخــتلف ليقدم للجمهور وليــس فــقط ان يكون هناك كورال موجود على المســرح يغــني والناس تشاهده وتسمعه لذا نحاول بالتعاون مع المركز الوطني للفنون البصرية ان نقوم بتقديم عروض جديدة ومتميزة كهذه.
كورال «الحجرة» التابع للمعهد العالي للموسيقى تأسس عام 2001 بإشراف صلحي الوادي مؤسس المعهد العالي وعميده السابق والإشراف الموسيقي من قبل فيكتور بابينكو ويتألف من طلاب ومتخرجي المعهد العالي للموسيقى باختصاصات مختلفة كمغني أوبرا وعازفي آلات مختــلفة لتكــون نواة أول فرقة كورالية محــترفة في ســورية.
وقد قدّم الكورال العديــد من الحفــلات في دمشق وعدد من المحافــظات الســورية وفي لبنان والأردن والإمارات وأرمينيا وفي المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجزائر.