احتفالات ووقفات تضامنية حاشدة مع الفلسطينين في«يوم الأرض» ودعوات للتوحد والتمسك بالمقاومة لإسقاط المشاريع الأميركية الصهيونية في المنطقة

تواصلت فعّاليات إحياء الذكرى الثالثة والأربعين لـ»يوم الأرض»، فأقيمت اختفالات ووقفات تضامنية مع شعبنا الفلسطيني في المخيمات والمناطق اللبنانية.

احتفالات ومسيرة إلى مشارف فلسطين

وفي هذا الإطار، افتتحت جمعية «التراث الوطني الفلسطيني» ولجان العمل في المخيمات ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، معرض «التراث الوطني الفلسطيني الثاني عشر»، في مسرح المدينة، برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي وحضوره، سفير السلطة الفلسطينية أشرف دبّور، المستشار الثقافي ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا فرهاني، النائب الوليد سكرية، مسؤول العلاقات الدولية في حركة «حماس» أسامة حمدان، الشاعر غسان مطر وحشد شعبي وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.

وألقى قماطي كلمة «حزب الله» فأكد أنه»عندما نجتمع هنا لنفتتح معرضاً للتراث الفلسطيني، هذا يعني أنّ شعبنا الفلسطيني في الشتات متمسك بحقوقه وتراثه حتى يعود إلى أرضه محرّرة كاملة من رجس الإحتلال».

وقال «يريدون تلويث هذا الشرق، وجاؤوا الينا بالسلاح والسيطرة على الأرض والقرارات، وها نحن نشاهد اليوم أبشع أنواع الإعتداءات الذي جاء به الغرب، وهنا أقصد الغرب السياسي للحكومات وليس شعوب الغرب، أنظمة الغرب المستبدة التي لا تحسب سياساتها إلا بالنفط والغاز والدولار وتريد أن تهيمن وتمارس الطاغوت على العالم. من هذا الشرق نحن نقاوم لأجل ثقافتنا وهويتنا ولكي نحفظ حضارتنا، وهم يريدون بكلّ وسيلة حرماننا من ثرواتنا ومن العيش بنقاء وصفاء وحرية لأجل مصالحهم».

ووصف ما يحصل ب»صفحة جديدة من الإستكبار على شعوب المنطقة بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوقيعه الحبر على الورق، بنقل الجولان إلى سيادة إسرائيل»، معلناً أنّ «محور المقاومة لن يسمح بمرور هذه المؤامرات من الجولان إلى فلسطين إلى كلّ أرض محتلة».

بدوره، أكد دبّور في كلمته، «أننا نمرّ بأخطر مراحل القضية الفلسطينية منذ العام 1948، وهي مرحلة تصفية القضية، سواء ما يتعلق بالقدس والجولان أو ما هو متوقع للضفة الغربية وغيرها».

وأشار إلى أنّ أهداف هذا المشروع الصيويني السيطرة على كامل العالم العربي، لافتاً الى «إقامة العدو مجسمات للهيكل المزعوم وللقدس كما يرونها»، وطالب الفلسطينيين والعرب بـ»التوحد لمواجهة خطر هذا المشروع الخطير جداً جداً جداً، إذ اننا بدأنا نرى ما يطرح من صفقات العار وما سبقها من إضعاف لمنظمة أونروا، وصولاً إلى الجولان الحبيب ومزارع شبعا الحبيبة ومستقبلاً الضفة الغربية».

ثم ألقى حمدان كلمة قال فيها «نحتفي بذكرى يوم الأرض، لا لنجدّد العهد لفلسطين بل لحفظ فلسطين للأجيال القادمة، لأنّ المعركة الأهمّ حفظ الهوية والذاكرة الفلسطينية الى جانب المقاومة».

وأعلن أنّ «المعركة مستمرة ودفاعنا ليس سيئاً مع إننا تحت الحصار، وأمتنا افضل بكثير بالرغم من أننا محاصرون، لكننا في غزة قاعدة للمقاومة على أرض فلسطين، وما الصاروخ الذي وصل الى تل أبيب إلا واحداً من مئات الصواريخ، ونحذر من أيّ عدوان إسرائيلي».

ثم ألقت رئيسة «جمعية التراث الوطني الفلسطيني في لبنان» منى سكرية كلمة، فقالت «للسنة الثانية عشرة نلتقي معاً، نحيي يوم الأرض، يوم فلسطين، كلّ أرض فلسطين. نلتقي بقوة عزيمة الإستمرار إلى أن يأذن الله والمجاهدون بيوم النصر الموعود».

ثم ألقت ممثلة جمعية «ممكن» وجدان دهام كلمة قدّمت خلالها الشاعر غسان مطر الذي ألقى قصائد لفلسطين ويوم الأرض وللشهيد عمر أبو ليلى، وقصيدة بعنوان «التيه» أعرب فيها عن أساه من «فقدان العرب لبوصلتهم، فاستبدلوا صراعهم مع العدو الإسرائيلي باقتتال في ما بينهم».

وللمناسبة، وبدعوة من الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين بالتعاون مع اتحاد بلديات جبل عامل وبلدية العديسة، توافد المئات من الفلسطينيين، على الرغم من الطقس الماطر والعاصف، إلى الأرض المحاذية لفلسطين المحتلة في الجنوب، بواسطة حافلات كبيرة قدمت من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان حاملين الأعلام الفلسطينية، حيث كان اللقاء الجامع في محلة «البانوراما» عند مدخل بلدة العديسة – قضاء مرجعيون المشرفة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظلّ مواكبة من الجيش والقوى الامنية للحفاظ على السلامة العامة ومراقبة من قوات «يونيفيل».

وشارك في الاحتفال، النائبان علي فياض وقاسم هاشم، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الحاج علي الزين ورئيس بلدية العديسة علي رمال، منسق حملة العودة الشيخ يوسف عباس، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي أنور طه، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود ووفود وحشد من أهالي البلدة وقرى الجوار.

وبعد تقديم فرقة بيت أطفال الصمود الفلسطينية معزوفات من التراث الفلسطيني، ألقى رمال، كلمة أعلن فيها عن تقديم قطعة أرض تطل على شمال فلسطين تكريماً لشهداء مسيرات العودة، الذين تجاوزوا 250 شهيداً، وزارعة شجرة باسم كل شهيد.

وألقى الزين كلمة قال فيها «إنّ مسيرة العودة الكبرى هي محطة تاريخية في ذاكرة الصراع المعاصر للاحتلال، قد فتحت عهداً جديداً في تجديد القضية الفلسطينية وإحياء الهوية، ليس فقط في الوجدان الفلسطيني بل في وجدان الشعب العربي والإسلامي والرأي العام العالمي».

وأكد الشيخ يوسف عباس «قداسة الارض، التي يحاول اليوم الكثير ممن يدعون انهم يحمون ويدافعون عن فلسطين والكثير من الحكام العرب يحاولون التخلي عنها ويحاولون تسليمها الى العدو الصهيوني».

بدوره النائب هاشم، وجه التحية الى شهداء المقاومة «الذين كتبوا على هذه الأرض أن هذه الدماء وحدها هي التي تكتب طريق التحرير والعودة الى فلسطين وكل أرض محتلة في الجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

وأكد الشيخ حمّود «أنّ القافلة مستمرة تسير بعزم وقوة. فليذهبوا إلى جحيمهم وفشلهم، إلى سياستهم الحمقاء إلى التبعية الذليلة للأمركي والصهيوني».

وقال النائب فيّاض « لو مورست بحقنا كلّ عقوبات الدنيا سنبقى إلى جانب القضية الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني».

وفي ختام الاحتفال، دشّن رمّال والحضور حديقة شهداء العودة.

بدورها، أقامت فصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية – منطقة الشمال، وقفة تضامنية في مخيم البداوي، في إطار احتفاليات يوم الأرض. كما لبّى حشد من الفاعليات، دعوة المؤتمر الشعبي اللبناني، للقاء تضامني في ذكرى يوم الأرض، انعقد في دارة مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الدكتور أسعد السحمراني في حلبا عكار.

مراد

وفي السياق نفسه، غرّد النائب عبد الرحيم مراد، عبر «تويتر» قائلاً «يوم الأرض هذا العام يكتسب بعداً يختلف عما سبقه، حيث يزداد تعلق أبناء الأرض العربية المحتلة بها كلما كشف العدو الغاصب عن نواياه العدوانية بطمس هويتها ومصادرتها لصالح المشروع الصهيوني، الردّ من أبناء الأرض المزيد من التمسك بها ومقاومة العدو حتى تحريرها لتبقى الأرض بتتكلم عربي».

الأحزاب العربية

وقال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح في بيان، بالمناسبة «تمر ذكرى يوم الأرض وأمتنا تمرّ بتحديات مفصلية ومؤامرات خطيرة تستهدفها في وحدتها ووجودها. فالحلف الأميركي الصهيوني وبتواطؤ غربي ورجعي عربي بغيض يخوض معركة جديدة تستهدف أرضنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، بدءاً بقرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والاعتداءات المتتالية على قطاع غزة واستمرار بناء المستوطنات وتهويد الأرض والمقدسات، وصولاً إلى الاعتداءات الأميركية الصهيونية على سورية من خلال المجموعات المسلحة والاعتداءات الصهيونية المباشرة على الأراضي السورية، حتى توقيع ترامب قراره بمنح السيادة الصهيونية على الجولان السوري المحتل، في محاولة لاستنساخ وعد بلفور بنسخته الترامبية، بالإضافة إلى الزيارات الأميركية المشبوهة والمدانة لتطويق حزب الله في لبنان ومحاولة استهدافه والنيل منه.

كلّ ذلك يلخّص تعاظم التحديات التي تواجه أمتنا وتضع الصراع العربي الصهيوني، أمام منعطف خطير خاصة ونحن نشهد وللأسف الشديد تهافت بعض الأنظمة الخليجية للتطبيع العلني مع الكيان الغاصب والمجرم والمحتل.

إنّ الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية وفي هذا اليوم المجيد تسجل الآتي:

ـ نوجه التحية إلى الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وقواه الحية وأسراه في سجون الاحتلال ومقاوميه الأشاوس الذين يسجلون كلّ يوم ملاحم من الصمود والتمسك بالأرض والإدراك الكامل أن المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.

– نحيي فصائل المقاومة الفلسطينية المتمسكين بالبندقية والمقاومة وندعو إلى الإسراع الكامل لتحقيق المصالحة الوطنية على مبدأ المقاومة وتحرير الأرض المحتلة.

– كما نخص بالتحية شعبنا في أراضي الـ 48 وفي غزة الصامدة وهم الذين عبّروا أيما تعبير عن معنى الحق وجدوى الصمود والمقاومة.

– نجدّد إدانتنا لنقل السفارة الأميركية وعدد من السفارات إلى القدس المحتلة وندعو السلطة الفلسطينية إلى إنهاء التنسيق الأمني وإلغاء اتفاقية أوسلو والتمسك بإرادة الشعب التي لا يعلوها إرادة.

– نجدّد إدانتنا لقرار الرئيس ترامب المتعلق بالجولان المحتل وإذ نحيّي صمود أهلنا في الجولان فإننا نعلن وقوفنا إلى جانب القيادة والجيش والشعب السوري في كلّ إجراءته للدفاع عن سورية واستعادة الجولان بكافة الوسائل اللازمة.

– تسجّل الأمانة العامة رفضها للمحاولات الأميركية لاستهداف المقاومة في لبنان تلك المقاومة التي استعادت وصانت الأرض ودعمت صمود ومقاومة شعبنا في فلسطين المحتلة.

إنّ تزامن هذه الذكرى مع مجمل التطورات السياسية والأمنية واستهداف الأسرى في السجون الصهيونية من جيش الاحتلال وقصف تل أبيب بصواريخ المقاومة المباركة، والاعتداءات المتكررة على غزة المحتلة، وتزامن الذكرى مع انطلاق مسيرات العودة في 30 آذار 2018 والتي شكلت انتفاضة جديدة، فرضت معادلة الطائرات الورقية والبالونات الحرارية وفرضت على العدو رغم الخلل في موازين القوى الرضوخ ووقف الاعتداءات على غزة. وواكبتها العمليات الفدائية الأخيرة وزخات الصواريخ المقاومة، كل ذلك يؤكد أن شعبنا لا يضيع البوصلة ويدرك أساليب استعادة أرضه عبر تمسكه بحق العودة وخيار المقاومة.

في يوم الأرض، نؤكد تمسكنا بثوابت الأمة والتي تضمّنها ميثاق المؤتمر العام للأحزاب العربية، وانتهاجنا للمقاومة سبيلاً إلى تحرير الأرض والإنسان، كما نؤكد أنّ محور المقاومة الممتدّ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن، سينتصر على أعداء الأمة ويستعيد الأرض والحقوق القومية».

الفصائل الفلسطينية

من ناحيتها، شدّدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، على «حق شعبنا الفلسطيني الثابت، في نيل حقوقه الوطنية المشروعة، على كامل ترابنا الوطني»، وحيت شعبنا الفلسطيني وشهدائه وجرحاه «الذين أكدوا على تمسكهم بأرضهم ووطنهم من خلال مقاومتهم الشعبية الباسلة في كلّ محافظات الوطن، ومن خلال إحياء فعاليات يوم الأرض الخالد في كلّ مخيمات لبنان، وفي كلّ أماكن تواجد أبناء شعبنا في الشتات».

وأعلنت في بيان، بمناسبة انعقاد الدورة الثلاثين للقمة العربية في تونس، رفضها «لكلّ قرارات الإدارة الأميركية الجائرة والمتغطرسة، التي تنتهك الحقوق الفلسطينية والعربية، في فلسطين والجولان السوري المحتل ومزارع شبعا وكفرشوبا اللبنانية، لصالح إدامة ودعم الاحتلال الإسرائيلي». كما رفضت «إعتراف الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال، ونقل سفارتها إلى القدس».

وأكدت حركة «أمل»، في بيان لمكتبها السياسي «دعمها لأماني شعبنا الفلسطيني في تحرير أرضه وتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على كامل أرضه، وانّ الهبات المجانية التي يقدّمها رأس الدولة الأميركية لصنيعته إسرائيل هي هبات من لا يملك لمن يعتدي، تماماً كهبته للعدو أعرق أرض عربية في سورية – الجولان، والتي يوقع من خلالها السيد ترامب على اوهامه الطائشة، ونحن نوقع بجهادنا على أرض الواقع بحبر الدم الأصدق».

«جبهة العمل»

بدورها، وجهت «جبهة العمل الإسلامي»، «التحية الكبرى للشهداء والجرحى والأسرى والمقاومين الأبطال الذين لبّوا نداء الأرض والوطن وبذلوا دماءهم الزكية كي يحرّروا أرض فلسطين الحبيبة المباركة من رجس الصهاينة المحتلين الأنجاس».

«صرخة وطن»

ولفت رئيس «تيّار صرخة وطن» جهاد ذبيان إلى أنّ «تراب هذه الأرض المقدسة يشهد على المتخاذلين المتآمرين من حكام هذه الأمة، الذين باعوا القضية ورهنوا خيرات بلادهم وارتهنوا لأسيادهم ليكونوا عبيداً، فما ألفوا العزه ولا العزة ألفتهم ولا امتهنوا الكرامة لأنها ليست من صناعتهم، وكرهوا الحرية فهم ليسوا من رجلاتها».

وأضاف، في بيان، «أنتم يا أصحاب الأرض وأبناؤها يا شعب فلسطين يا شعب الجبّارين لن تكونوا وحدكم حين يحين الحين، وتدق ساعة التحرير الآتية ولا ريب فيها، فزمن الهزائم ولّى وزمن الإنتصارات قد هلّ»، مؤكداً أنّ «عدوّنا لا يفهم غير لغة واحدة فلنوحد لغتنا وتتوحد إرادتنا، مقاومة مقاومة لا سلام لا تطبيع ولا مساومة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى