خبير فرنسي يقول إن روسيا بتكتيكها وسلاحها خيّبت التكهنات وصنعت النصر في سورية
اعتبر الخبير السياسي الفرنسي رومان لومباردي في صحيفة Kapitalis، أن روسيا حققت النصر في سورية بفضل اتباعها استراتيجية مدروسة وواضحة، وبتكتيكها الناجح وسلاحها المتطور.
وأشار إلى أن كثيرين توقعوا أن تكرر روسيا في سورية مصير حملة الجيش السوفياتي على أفغانستان، لكن كل هذه المخاوف والشكوك سرعان ما تبددت، وخاصة بعد بدء الجيش الروسي باستخدام الأسلحة والمعدات العسكرية الحديثة في سورية، وقال: «دائماً كان الاستراتيجيون الروس يتعلمون من أخطائهم السابقة».
وأضاف أن موسكو استعرضت مهارتها في خوض الحروب بشكل صحيح، وإنجازها في النهاية بتحقيق النصر وتوسيع نفوذها.
وبالإضافة إلى اختبار الكثير من المعدات العسكرية والأسلحة القوية في سورية، استخدمت روسيا كما أكد لومباردي استراتيجية ذكية واضحة ومحددة خلال النزاع في سورية، ولم تنغمس في القتال على الأرض والمواجهات البرية، وتركت هذه المهمة للجيش السوري والقوات المتحالفة معه، وتولت قواتها الجوية تغطية الزحف البري.
وتابع: «ومع ذلك، فإن نجاح روسيا في سورية يرجع في نهاية المطاف لاتباعها استراتيجية تجمع بين التكتيك والوسائل العسكرية الحديثة المبتكرة والدبلوماسية الفعالة على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية».
وتساءل: كيف سيستمر هذا النجاح الروسي في قضية إعادة تعمير سورية والتنمية الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط ككل؟
وختم بالقول: «الأيام هي التي ستظهر ما إذا كانت روسيا ستتمكن في النهاية من تحقيق النجاح في المجال الذي لا يزال الغرب يعاني فيه من هزيمة كاملة».
ميدانياً، استهدفت وحدات من الجيش السوري تحركات مجموعة تابعة لتنظيم «كتائب العزة» في ريف حماة الشمالي وأوقعت بها خسائر بالعتاد والأفراد.
وبحسب «سانا»، فقد ردت وحدات الجيش السوري على «تكرار خرق التنظيمات الإرهابية اتفاق منطقة خفض التصعيد وقضت على مجموعات منها وكبدتها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد بريف حماة الشمالي».
وذكرت الوكالة أن «وحدات من الجيش العاملة في حماة نفذت عمليات مركزة استهدفت محاور تحرك مجموعات إرهابية تابعة لما تسمى «كتائب العزة» في الأطراف الشرقية لقرية اللطامنة بريف حماة الشمالي.
وعلى نفس المحور ريف حماة الشمالي استهدف الجيش السوري مجموعات مسلحة في الأطراف الجنوبية لقرية معركبة وقضت على مجموعات منهم بالكامل ودمرت أسلحتهم.
يأتي ذلك بعد يوم من استهداف الجيش السوري لمجموعة مسلحة أيضا في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي والقضاء عليها بعد محاولتها التسلل نحو المناطق الآمنة.
وكشفت صحيفة «الوطن» السورية نقلا عن مصادر محلية وأخرى معارضة في إدلب، أن «جبهة النصرة»، ما زالت تعرقل تسيير دوريات المراقبة التركية في «المنطقة المنزوعة السلاح» في إدلب والأرياف المجاورة لها.
وقالت المصادر إن «النصرة» تستهدف من سياستها، «المماطلة قدر الإمكان لتأجيل تطبيق بنود «المنزوعة السلاح»، على الرغم من الضغوط التركية استجابة لالتزاماتها أمام روسيا، ومنها تسيير دوريات المراقبة على طول المنطقة، والتي حدد لها جدول زمني يستهدف في مرحلته الأولى، إقامة ثلاث مناطق لتسيير الدوريات فيها، ومن المفترض الانتهاء منها قبل لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الثامن من الشهر المقبل بموسكو، وفق ما أعلنت أنقرة».
وأوضحت المصادر أن «النصرة»، نجحت حتى الآن في «عرقلة جهود الجيش التركي لتسيير دوريات المراقبة، في المناطق الثلاث المتفق عليها بين العسكريين الروس والأتراك، بين نقاط مراقبته الدائمة الـ12 في إدلب ومحيطها، وذلك عبر بعثرة خط سير تلك الدوريات بين سهل الغاب الشمالي الغربي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي وصولاً إلى ريف حلب الشمالي، بغية ترك المجال مفتوحاً في ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي، لشن هجمات وتنفيذ خروق باتجاه المناطق الآمنة، ومواقع الجيش السوري فيها».
على صعيد آخر، أرسلت الحكومة السورية قافلة مساعدات برفقة متطوعين من الهلال الأحمر السوري إلى المتضررين من السيول والأمطار في ريف محافظة الحسكة في شمال شرق سورية.
وبحسب وكالة «سانا»، فقد سيّرت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر صباح أمس قافلة مساعدات إغاثية إلى منطقة تل حميس بمحافظة الحسكة.
وتتضمن المساعدات خيماً وسلل غذائية وحاجيات منزلية لتقديمها للأهالي المتضررين من الفيضانات التي تعرضت لها المنطقة جراء الأمطار الغزيرة.
كما احتوت القافلة على 3000 بطانية و1500 فرشة و3000 سلة غذائية و500 خيمة برفقة 30 متطوعاً من وحدة الاستجابة للكوارث بفرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة.
وأدى هطول الأمطار الغزيرة التي تشهدها المحافظة منذ أيام إلى تشكل السيول والأودية ولا سيما في المنطقة الممتدة بين ريف مدينة المالكية مروراً بمناطق الجوادية والقحطانية واليعربية وانتهاء بريف ناحيتي تل حميس وتل براك.
وشكلت السلطات السورية في محافظة الحسكة لجنة لحصر الأضرار في المنازل الطينية والمزروعات الشتوية وتم اتخاذ عدد من الإجراءات المستعجلة تتضمن إرسال آليات هندسية إلى القرى المتضررة لتنفيذ سدات على الأودية والمفائض وتوزيع مواد إغاثية تشمل حصصا غذائية طارئة واسفنجات وبطانيات وشوادر وعدة مطبخ ومعاطف شتوية على العشرات من الأسر في إحدى مدارس تل حميس.
كما تقرّر تشكيل لجان مهمتها حصر الأضرار في المنازل والمزروعات فور انحسار الفيضانات والسيول واستنفار كل الجهات العامة والوحدات الإدارية وخاصة الصحة والدفاع المدني.