تكريم الزميل أحمد زين الدين في النبطية برعاية القصيفي
نظّمت جمعية «كتابي» في النبطية، احتفالاً تكريمياً للإعلامي أحمد زين الدين، لمناسبة مرور 50 عاماً على عمله الصحافي وتوقيع كتابه الجديد «رئاسيات وانتخابات»، برعاية نقيب المحررين جوزيف قصيفي ممثلاً بعضو النقابة حسين سلامي، بحضور النائب السابق نزيه منصور، منفذ عام النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي وسام قانصو، عضو قيادة حركة «أمل» في الجنوب ملحم قانصو وفاعليات.
بعد النشيد الوطني، ألقى المربّي مصطفى حوماني كلمة ترحيبية، ثم ألقى نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الشيخ فضل مخدر كلمة تحدّث فيها عن المكرم «هذا الرجل الذي ترونه أمامكم كان بائع كعك وبائع بوظة وكشة وصبياً فرّاناً وعتال مرفأ وقد ولد فلاحاً، ظلّ يبذر في الأرض أحلامه ويمضي، وهو الآن على ما هو عليه»، وقال: «تخيّلته عندما حصل على شهادة تعليمه وقد انكفأت أعمال الجسد وحلت أعمال القلم والعلم والثقافة، فرأيته معلماً تارةً ومساعد محام تارةً أخرى، ومراسلاً وكاتباً صحافياً وباحثاً».
سلامي
ثم كانت لممثل راعي الاحتفال قال فيها: «يسعدني أن أنوب عن نقيب محرري الصحافة اللبنانية الزميل جوزيف قصيفي في رعاية هذا الاحتفال لتكريم الزميل الأستاذ أحمد زين الدين الذي أفنى عمره خمسين عاماً في بلاط صاحبة الجلالة جندياً في مهنة البحث عن المتاعب، جاهداً لتقديم الحقيقة عارية ولتعميم المعرفة وسيلة لتحقيق الوعي على مختلف الصعد الاجتماعية والسياسية والثقافية، فخاض غمار كل باب من أبواب الصحافة، وهذه الوقفة اليوم ليست إلا عرفاناً بالجميل لما قدّمه الزميل أحمد، فغرس في النفوس وعياً وحرية، عمل على مذبحها طيلة سنوات، تألق في الصحافة اللبنانية التي كان له فضل في معظم مؤسساتها».
أضاف: «أقف هنا، وهذا لسان حال نقيبنا الأستاذ جوزيف قصيفي، تعبيراً عن الافتخار بما مثله الأستاذ أحمد وهو ما زال قادراً على أن يكون بقعة ضوء تنير درب العطاء في ميدان مهنة تقلق ولا تفتري، تراقب ولا تعاقب، تقوم بالاعوجاج بالكلمة الحرة الصادقة، سلاحها قلم لا ينضب حبره، له لسعة موجعة من دون أن تجرح، تقلق ولا تقتل، تؤلم من دون أثر بين، وقد علمتنا مهنتنا أن كل الناس تحبها وأن المخلين والمخالفين يخشونها وأن فرسانها لا ينتظرون تشجيعاً ولا شكراً، على ما يفعلونه، الفكر والأريحية والبحث والمتابعة يحكمها الضمير الحي هي وقود علمهم».
وتابع: «مسيرة الصحافي تكرّم ذاتها مع كل تجدد وتقدم، ولكن نقابتنا درجت منذ مدة على أن تقوم بلفتة مشكورة في تذكير مَن أمضى خمسين عاماً في المهنة حتى بلغ عيده الذهبي، ومناسبة اليوم هي أن الأستاذ أحمد يلمع في مقام ذهبي ذي قيمة معنوية كبيرة، وإن كان العصر بدّل المقاييس، ولم يعد الرعيل الأول من الصحافيين أمثالنا يليق بإعلام العصر الالكتروني الذي لا يصادق حقيقة، لا بل هو خطر عليها، إذ لم يعد هناك وقت للتحقق من هدف الخبر وقيمة الرأي، فصار كل ذلك افتراضياً، وتكاد تكون الحقيقة افتراضاً أمام ما نراه اليوم من تحويل الإشاعة خبراً والرأي سلعة، فمهما قلنا لن نفي زملاء الرعيل الأول ومنهم أحمد زين الدين حقهم، نظير ما قدّموه في الميدان الذي سقط لنا فيه شهداء ومظلومون، وعانى غيرهم القهر والاضطهاد، ثمناً لتبيان الحقيقة التي أفنوا شبابهم بحثاً عنها وتجسيداً للحرية وصنعاً للوعي الاجتماعي والسياسي وتحفيزاً للأحرار على النهوض لصناعة المستقبل».
وختم: «على مدى خمسين عاماً امتشق زميلنا القلم ليبدع على الورق أفكاراً، قصد فيها تسديد القول وتوجيه الأداء أو على مدى نصف قرن من الزمن شبّت فيه أجيال من هذا المجتمع، تنهل منه ومن رفاقه وزملائه عصارة الفكر الذي يزكي العقل وينير سراج الذي أفنى كل عمره في البحث عن الحقيقة. مَن نحتفل بتكريمه اليوم لم يُعرف عنه سوى التواضع في إطلاق الكلمة والفكرة والاحترام في تعميم الرأي والقبول بسماع الاعتراض، فزادنا معرفة للالئ جوهره المكنون. باسم النقيب قصيفي وعرفاناً من نقابة المحررين، أقدم له هذه الدرع التكريمية».
غندور
وكانت كلمة لرئيسة الجمعية صفاء شميساني غندور تحدثت فيها عن المكرّم «الذي أمضى 50 عاماً وهو ينثر عطره، فيفوح ربيعاً يزهر في كل مكان. خمسون عاماً وهو ينسج ذكرياته على شبابيك العمر. خمسون عاماً وهو يحمل في قلبه هذا الكم الهائل من الحب».
علوش
ثم ألقى رئيس «ملتقى الألوان» الفني والأدبي الشاعر محمد علوش كلمة اعتبر فيها أن «أحمد زين الدين، هذا القلم الصاعد من رماد الناس وقهرهم، يمتلك حاسة الضوء والحياة والحنين والأمل… هذا البناء الشاهق الذي نحتفي به اليوم بنى نفسه حجراً حجراً، فمن بائع متجول وبائع كعك وصبي حمال طري العود في المرفأ الى صحافي يحمل على أكتافه هموم البلاد، لا يمسح جوخاً، ولا يتملق، يرسم نصه واضحاً وصريحاً ومفاجئاً».
زين الدين
وكانت كلمة لمحمد بلول وأخرى للمحتفى به شكر فيها الجمعية، وتحدث عن طريقة تعرفه عليها ونوّه بنشاطاتها، وشكر الحضور وكل مَن توالى على الكلام، ووعد بالبقاء على ما هو عليه، وقال: «لن أكون إلا حاملاً معكم أحلامنا. أعدكم بأن الكلمة الساقطة والمبتذلة لن تجد طريقها إلى فكري وقلمي. الكتابة ستبقى بالنسبة لي مهمة ثورية. رحلة عمري ستبقى درساً طويلاً، لن أتغيّر ولن أتبدّل، هكذا كنت وهكذا أنا».
بعد ذلك، تسلّم زين الدين من سلامي وغندور درعأ تقديرية، ثم وقع كتابه للحضور.