جديدة: استخدمت مطية لـ«الجماعة» وغطاء لجمع الأموال وصرف النفوذ
فجر رئيس «هيئة علماء المسلمين في لبنان» الشيخ مالك جديدة قنبلة مدوية من شأنها التأثير سلباً في وجودها وصدقيتها أمام الجمهور وخصوصاً الشمالي، متهماً بعض أعضائها باستغلالها لمكاسب شخصية مالية وسياسية. كما اتهم الجماعة الإسلامية بمحاولة السيطرة عليها واستخدامها لمحاربة من أرادوا، معلناً استقالته من الهيئة والإعداد لتأسيس هيئة جديدة.
ولفت جديدة في بيان مسهب إلى أنه عند تأسيس الهيئة «كان هناك توجه عند بعض العلماء لتأسيس لقاء ما يجتمع فيه العلماء خصوصاً مع غياب دور المرجعية الدينية «دار الفتوى» وانشغالها في دوامة الخلاف مع المرجعيات السياسية وغيرها، وهناك السلفيون يعملون على تأسيس هئية علمائية لهم، والجماعة الإسلامية تعمل كذلك على تأسيس هيئة تجمع فيها مشايخها والمقربين منها».
وأوضح البيان أن «المحاولة كانت أن يجتمع الجميع في هيئة واحدة نتفق فيها على الأمور المشتركة ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه … وكان الاتفاق على إنشاء هذه الهيئة التي حاول عدد من الإخوة أن تكون هيئة مستقلة تعمل على القاسم المشترك، إلا أن الحقيقة التي لا تخفى على من عاش في الهيئة، أن محاولة السيطرة عليها من الجماعات وبعض الجمعيات كانت واضحة ولكل هدف. هذا يريد أن يدخل من خلالها ليكسب الشارع السني وآخر يريدها ليحارب بها المرجعيات الدينية دار الفتوى أو أن يتخذها وسيلة ليضع اليد على دار الفتوى تحت ذريعة دور العلماء».
ولفت جديدة إلى أن «البعض رأى في الهيئة غطاء ومكسباً يستغله في الخارج لجمع الأموال، كما جمع باسم الثورة السورية واللاجئين السوريين ولم يصل إلى الأخوة السوريين من الجمل أذنه. وأصبح هذا يشتري المكاتب ويجمع حوله بعض الشباب المتحمس يشغل حماسهم ويجعل لنفسه عليهم زعامة، وذلك يستغل الهيئة والثورة السورية يجمع لنفسه ويبني مدرسة خاصة له تكاليفها مليون دولار. وأصبح لهؤلاء زيارات موسمية إلى دول الخليج لجمع الأموال، وظهر واضحاً أن المستقلين إنما هم لذرّ الرماد في العيون. إن هذه الهيئة ليست إلّا اتفاق مصالح بين الجماعات وخصوصاً بعض الأجنحة السلفية والجماعة الإسلامية ممن يحاولون أن يسيطروا على الهيئة وعلى خطابها ويحاربوا بها من أرادوا».
وقال جديدة: «كنا نحسب أن اللقاء سيصقل القلوب ويقرّب وجهات النظر ويؤسس لتقارب حقيقي، وإذا الموضوع خلاف ذلك وهو إنما محاولة لاقتسام النفوذ والمكاسب بين بعض هذه الأجنحة السلفية والجماعة الإسلامية … واكتشفنا أن هناك لوبي في هذه الهيئة يريد من خلالها أن ينفذ دوراً في الهجوم على دار الفتوى والطعن والتشهير برجالها». وأضاف: «أكثر ما صدمني في الهيئة ،حديثها عن العلماء وغيرهم بما لا يقره عقل ولا دين … ثم إذا كنت منفتحاً ولو على المعتدلين من الطوائف الأخرى تتهم في دينك، وفي عقيدتك، إذا أنصفت الجيش في موقف محق فأنت قد انحرفت عن ثوابت الهيئة وارتكبت منكراً، علما أن الجميع يتزلف على أبواب الضباط هنا وهناك. والعجيب أن ترى من هؤلاء من يأكل لحم بعض المرجعيات الدينية والسياسية ثم تجده على موائدهم».
وتابع رئيس «هيئة علماء المسلمين في لبنان»: «ولهذا نرى أن لا بد من إعلان إنشاء هيئة العلماء في لبنان، تقوم: على الخطاب المعتدل والوسطية وتعزز دور المرجعية الدينية والنصح لها، الحوار والنصح مع المرجعية السياسية لا يكونان في هذه الهيئة من لم يكمل المرحلة الجامعية، متابعة القضايا التي تهم الساحة السنية والوطنية، الاهتمام بالبحث العلمي، الحوار والجدال بالتي هي أحسن، متابعة قضايا المظلومين الإسلاميين وغيرهم تحقيقاً للعدالة ومحافظة على كرامة». واعتبر أنه «إلى أن تنشأ هيئة كبار العلماء من قبل دار الفتوى تقوم بكل ذلك وأكثر، عندها لا مبرر لهيئات تكون مطية للاستغلال من قبل الجماعات والأفراد».
ومساء اجتمع المكتب الإداري للهيئة لانتخاب رئيس جديد له «بعد مرور أسبوعين على انتهاء ولاية الرئيس السابق الشيخ مالك جديدة، وقد تم بالإجماع انتخاب الشيخ الدكتور سالم الرافعي رئيساً جديداً للهيئة لمدة ستة أشهر مقبلة»، بحسب ما جاء في بيان للمكتب.
وأشار البيان إلى أن المكتب تدارس بحضور رئيس مجلس الشورى وبعض أعضائه استقالة جديدة من الهيئة وقُبلت استقالته واستهجن المجتمعون ما ورد في البيان المنسوب إليه.