الخبر الثقافي
أصدرت فرقة «نوى للموسيقى العربية» الفلسطينية ألبوما يحتوي على بعض إبداعات المطرب والملحن الفلسطيني محمد غازي، وقدمت حفلاً في «قصر رام الله الثقافي»، في إطار مشروع «هنا القدس»، استكمالاً للجهود الرامية الى البحث على إبداعات متناثرة لفنانين فلسطينيين وجمعها، بغية توثيقها وتعريف الفلسطينيين والعرب بهذا الإرث الثقافي الفلسطيني قبل «نكبة 48» الذي نادراً ما يسلط عليه الضوء، وللاحتفاظ به كأرشيف للأجيال اللاحقة. واستهلت «نوى» مشروعها هذا، بقيادة الموسيقيّ باسل زايد، مصورةً ألبوماً للموسيقار الفلسطيني-العراقي روحي الخماش عنوانه «هنا القدس 1»، أمّا الألبوم الثاني «هنا القدس 2» فيحمل توقيع الفنان محمد غازي.
استمع الجمهور الفلسطيني إلى ألحان الموسيقار الفلسطيني وأغانٍ أداها، فعاد الكثير منهم بذاكرته إلى ستين عاماً حين كان المستمع العربي الذواق يجلس إلى جوار الراديو للاستماع إلى إذاعة «هنا القدس» التي استلهمت منها الفرقة عنوان مشروعها. وقدمت فرقة «نوى» 8 فقرات من ألحان محمد غازي بين أغانٍ وموشحات وابتهالات، وحضر الموسيقار الراحل روحي الخماش، الذي أضاف وتر العود السابع، بمقطوعتين موسيقيتين.
ولد محمد غازي في قرية بيت دَجَن القريبة من مدينة يافا، وهي من المواقع القديمة المذكورة في العهد القديم، وكان أحد الفنانين الفلسطينيين والعرب الذين لمعت أسماؤهم في إذاعة «هنا القدس». نزح الفنان بعد قيام النكبة إلى لبنان برفقة مجموعة من الموسيقيين والمخرجين والمنتجين الفلسطينيين، بينهم حليم الرومي وصبري الشريف مدير إذاعة الشرق الأدنى الذي رافق السيدة فيروز والرحابنة كمخرج وإداري وموسيقار منذ البدايات، والذي تولى إدارة مهرجان «بعلبك». واستكمل غازي مسيرته الفنية في بلاد الأرز ملحناً واستاذاً للغناء العربي الكلاسيكي، وتميّز بصوت جميل وعرفت عنه مهارته في أداء الموشحات الأندلسية، حتى أن الأخوين رحباني أوكلا إليه مهمة تدريب فيروز على غناء الموشحات، وشاركها في أداء بعضها. وعرفت الإذاعات العربية في سورية ولبنان ومصر والعراق والأردن الفنان الفلسطيني الكبير محمد غازي الملقب بـ «عميد المطربين».
أنشئت إذاعة «هنا القدس» في 30 آذار 1936 وكانت تبث بثلاث لغات، العربية والعبرية والإنكليزية، وكان الشاعر ابراهيم طوقان رئيس القسم العربي في الإذاعة، فيما كان الإشراف الموسيقي للملحن الفلسطيني يحيى اللبابيدي والدته لبنانية من آل الفاخوري ، الذي اشتهر كملحن لأغنية «يا ريتني طير لطير حواليك» التي غناها الفنان-الأمير السوري فريد الأطرش في القدس مطلع مشواره الفني. واحتضنت إذاعة «هنا القدس» الكثير من الموسيقيين والعازفين والمغنين من مختلف المدن العربية، بعضهم بدأ خطواته الفنية الأولى انطلاقاً منها، مثل فيلمون وهبي الذي يعتبر أحد أعمدة الفن اللبناني وانتقل بعد عمله في القدس إلى إذاعة «الشرق الأدنى» في يافا.
من الأسماء العربية اللامعة في سماء الفن الفلسطيني الملحن السوري محمد عبد الكريم المشهور بأمير البزق، والملحن السوري عبد الفتاح سكر، الذي كان من العرب غير الفلسطينيين الذين طردوا من فلسطين إلى أقرب نقطة حدودية فعاد إلى دمشق، وقائد أوركسترا الإذاعة اللبناني الأصل يوسف بتروني.
سجلت أوركسترا الإذاعة الكثير من الأغاني والموشحات التي حققت شهرة واسعة تجاوزت حدود فلسطين، وجلبت لمغنين شهرة واسعة آنذاك في الوطن العربي. من هؤلاء المغنية الفلسطينية ماري عكاوي، والمغنية اللبنانية لور دكاش التي سجلت أغنيتها الأشهر «آمنت بالله» عام 1939 في إذاعة «هنا القدس».
معرض «ضحكة وتفاحة» لربط الجامعة بالمجتمع
أقامت جامعة دمشق بالتعاون مع «جمعية نور الخيرية للإغاثة والتنمية» معرض «ضحكة وتفاحة» في مبنى كلية طب الأسنان، في إطار حملة العلاج السني التي يقوم بها طلاب الكلية لأطفال مراكز الإقامة الموقتة. وضم المعرض مجموعة من الصور لأعداد من أطفال المدارس ومراكز الإقامة الموقتة في دمشق وريفها، إضافة إلى رسوم من إنتاج الأطفال أنفسهم حول مواضيع مختلفة.
واعتبر رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي أن هذه الفعالية تجسيد لشعار الربط بين الجامعة والمجتمع وتهدف إلى إيجاد مساحة للأطفال لتفريغ الضغط النفسي والترويح عنهم ورسم البسمة على وجوههم، مؤكداً تقديم الدعم إلى جميع الفعاليات والأنشطة التي تتمّ في هذا الإطار.
من ناحيتها أشارت عميد كلية طب الإسنان الدكتورة رزان خطاب إلى أن المعرض يقام في إطار حملة العلاج السني التي أطلقها طلاب السنة الرابعة، من خلال إحضار الأطفال من المدارس ومراكز الإقامة الموقتة للكلية ومعالجتهم سنياً، ثم إعادتهم إلى أماكنهم لإعادة تأهيلهم نفسياً مع إقامة أنشطة ترفيهية لهم وتوزيع التفاح على كل منهم.
مدير مشروع «ضحكة وتفاحة» في الحملة محمد حسين أوضح أن هذا النشاط الذي يقوم به طلاب كلية طب الأسنان يترافق مع تقديم خدمات علاجية إلى الأطفال من المقيمين في مراكز الإقامة الموقتة، فضلاً عن أدوات الصحة الفموية مجاناً بحيث يفيد منه نحو 3000 طفل دون عمر الثانية عشرة.
تنشط «جمعية نور بشؤون الإغاثة والتنمية» في مجال تمكين الشباب وتنمية قدراتهم الفردية والعمل مع الأطفال.