هنيّة: قضيّة الأسرى على سلم أولويات مباحثات التهدئة
قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أمس، إن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال على سلم أولويات مباحثات التهدئة التي تجري حالياً مع الكيان الصهيوني بوساطة مصرية.
وأضاف هنية، خلال لقاء عقده مع كتاب ومفكّرين في مدينة غزة، أن «الوفد الأمني المصري حمل ثلاثة مطالب متعلقة بالأسرى تتمثل برفع أجهزة التشويش من داخل السجون، وإلغاء العقوبات التي فرضها الاحتلال مؤخراً، على المعتقلين، وتأمين حياة كريمة لهم».
وذكر أن حركته تراقب مدى التزام الكيان الصهيوني بتنفيذ تفاهمات التهدئة، دون مزيد من التفاصيل حول هذه التفاهمات.
ومنذ مطلع 2019، تشهد السجون الصهيونية توتراً، على خلفية إجراءات تتخذها مصلحة السجون بحق المعتقلين الفلسطينيين، من بينها تركيب أجهزة تشويش داخل السجون، بذريعة استخدام المعتقلين لأجهزة اتصال نقالة.
وتزايدت وتيرة التوتر في الأيام الماضية، إثر اقتحام قوات خاصة عدداً من المعتقلات، والاعتداء على السجناء بالضرب والغاز المسيل للدموع، ما أدّى لإصابة العشرات، بحسب هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومنذ الأربعاء الماضي، يجري الوفد المصري جولة مكوكية بين قطاع غزة و»الكيان الصهيوني يلتقي خلالها قيادات من حركة «حماس» وممثلين عن الفصائل، ومسؤولين صهاينة لاستكمال تفاهمات «التهدئة» التي تقودها بلاده منذ شهور.
وتقود مصر وقطر والأمم المتحدة، مشاورات للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية بغزة والعدو الصهيوني، تستند على تخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون قرب حدود غزة مع فلسطين المحتلة منذ 30 مارس/ آذار 2018.
وصباح الاثنين، أعلن الاحتلال توسيع مساحة الصيد البحري في قطاع غزة، لمسافات مختلفة، تصل لغاية 15 ميلاً بحرياً، بعد أن كان 9 أميال فقط.
وجاءت تلك الخطوة في إطار الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة.
إلى ذلك، قال هنية، إن حركته تقف إلى جانب الأردن، في مواجهة «كافة الضغوط الخارجية، وبخاصة الأميركية والصهيونية، التي تسعى إلى تغيير الجغرافية السياسية للمنطقة».
جاء ذلك خلال زيارة أجراها، مساء أمس، وفد من حماس، برئاسة «هنية»، للمستشفى الأردني بمدينة غزة.
وأضاف هنية، في كلمة له على هامش الزيارة: «اليوم هناك موجات طاغية تهبّ على المنطقة، من أجل تغيير الجغرافية السياسية فيها، وبهدف إخضاع صناع القرار في المنطقة للقبول بالمنظور الأميركي الصهيوني لما يُسمّى بصفقة القرن الخطة الأميركية للتسوية السياسية المرتقبة ».
وجدّد رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» تأكيد حركته أنها «لن تقبل بأي حلول لقضية فلسطين على حساب الأردن وسيادتها».
وقال هنية إن مخطط صفقة القرن يستهدف «فلسطين والأردن، واللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم». وأضاف مستكملاً: «حينما يقف الملك الأردني بهذه الروح كي يقول: لا لكل هذه التداعيات التي يُراد لها تصفية القضية واللاجئين والقدس، فنحن معه في مواجهة كل الضغوط ليظل قوياً وثابتاً ومتمسكاً بالثوابت العربية الفلسطينية».
وجدّد هنية رفض حركته لمشروع «توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم، خاصة على حساب سيادة الأردن».
وقال في ذلك الصدد: «حماس لا يمكن أن تقبل على الإطلاق بمشروع الوطن البديل، والشعب الفلسطيني لن يقبل إلا بفلسطين».
وثمّن هنية مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية والفلسطينيين بشكل عام، وقال: «تصريحات الملك الأخيرة تابعناها، وكانت لها دلاله خاصة حينما تحدّث عن القدس وهو يرتدي البزة العسكرية واستحضر الدور العربي في الحماية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة».
وعبّر عن شكره للبعثة الأردنيّة الطبية في غزة، كما أعرب عن تقديره للملك الأردني وحكومته وشعبه.
وتابع هنية: «أينما كانت هناك أزمة محيطة بشعوب المنطقة وتحديداً الفلسطينيين، تجد الأردن تمدّ يدها من أجل التخفيف من تبعاتها».
وتعمل بعثة طبية أردنية في قطاع غزة، منذ عام 2009، وتقدم خدماتها للسكان من خلال مشفى ميداني.
وأشار هنية إلى أن الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن منذ النكبة عام 1948 «يتمتعون بكل الحقوق ويعيشون بكرامة عربية».
وكان الملك عبد الله، قد صرّح في 20 آذار الماضي، خلال زيارته لمحافظة الزرقاء وسط ، أن «القدس تعد خطاً أحمر بالنسبة للمملكة».
كما ألغى الملك في 25 من الشهر الماضي، زيارة كانت مقرّرة له إلى رومانيا بعد تصريحات رئيسة وزرائها، بشأن نقل سفارتها إلى القدس.