كولومبيا تحذر مادورو من آثار نزوح مواطنيه إلى أراضيها
حمّلت كولومبيا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المسؤولية عن «أي مشاكل قد تواجهها على خلفية اختراق آلاف الفنزويليين الحواجز على طول الحدود بين البلدين، واجتياحهم أراضيها».
وقال رئيس وكالة الهجرة الكولومبية كريستيان كروغر: «مادورو مسؤول عن أي شيء قد يحدث للسكان الذين يتنقلون بين البلدين»، محذراً من «مخاطر تصدع جسر سيمون بوليفار على الحدود بين البلدين».
وفر ملايين الفنزويليين من بلادهم هرباً من نقص الغذاء والدواء وسعياً للعمل والعبور إلى بلدان أخرى في أميركا الجنوبية.
وتقول حكومة كولومبيا إن «توفير الخدمات الأساسية للمهاجرين الفنزويليين وتوسيع نطاق الرعاية الصحية والتعليم والمرافق العامة يكلفها 0.5 في المئة من ناتجها القومي».
وشهدت فنزويلا، أول أمس، حدثاً بارزاً من خلال موافقة الجمعية الوطنية التأسيسية البرلمان على سحب الحصانة البرلمانية من رئيس المعارضة خوان غوايدو ما سيشكل انعطافة مهمة للوضع في هذه الدولة التي تتعرض لضغوط أميركية كبرى.
ويعتبر القرار الأخير للجمعية الوطنية التأسيسية بمثابة الانتصار بمعركة من المعارك التي تخوضها فنزويلا ضد الحرب غير المباشرة والضغوط الغربية والأميركية المعلنة لإسقاط نظام نيكولاس مادورو.
وتواصل فنزويلا محاصرة الأزمة الداخلية عبر قرارات وقوانين لضبط الشارع، كما تستعين بالدعم الروسي والصيني المستمر لها عبر المساعدات الإنسانية والاقتصادية.
لكن القرار البرلماني الأخير بحق غوايدو لن يوقفه خصوصاً مع الدعم الأميركي والغربي الكبير له، حيث بدا المعارض الفنزويلي غير آبه للقرارات ويستعد لتصعيد تحركاته الداخلية بوجه مادورو وحكومته من خلال تحركات يوم السبت تحت شعار «عملية الحرية» التي ستكون مغايرة للتحركات السابقة للمعارضة الفنزويلية.
وأشارت تقارير دولية نقلاً عن مصادر خاصة أن «التحركات المقبلة ستشهد مشاركة لخلايا وعناصر استخبارية مدعومة غربياً وأميركياً»، وأشارت المصادر إلى أن «هذه العناصر هي كناية عن أشخاص تنتمي إلى القوات الأميركية الخاصة والاستخبارات الأميركية والتي سيكون هدفها توجيه ضربات لمقارات حكومية لزعزعة الوضع أكثر في البلاد».
وفي مقابل اندفاعة غوايدو لمواصلة التحركات في شوارع كاراكاس يحاول غوايدو استنهاض الشارع عبر دعوات عن إمكانية تعرضه للاعتقال بعد قرار المحكمة العليا رفع الحصانة البرلمانية عنه وذلك يعني تهديداً لحياته الشخصية.
وأعرب رئيس المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، عن خشيته من «التعرض للخطف أو الاعتقال في الأيام المقبلة»، بعد قرار المحكمة العليا رفع الحصانة البرلمانية عنه.
من جهة أخرى، تحاول الحكومة الفنزويلية إنهاء الأزمة في البلاد عبر مراحل متعددة من خلال تغييرات حكومية وذلك تبين جلياً عبر تعيين مادورو إيغور غافيريا وزيراً للكهرباء، خلفاً للويس موتا. وتعرّضت القطاعات الصناعية والاقتصادية في فنزويلا إلى خسائر كبيرة جراء الانقطاع الكهربائي. وبهذا الإجراء تحاول الحكومة إصلاح ما يمكن أن يهدم كل شيء بالنسبة لها.
كما تعتمد فنزويلا اليوم على الدعم الروسي والصيني لها من خلال الدعم الإنساني والطبي بالإضافة إلى إعلان روسيا عن افتتاح مركز تدريب ومساعدة الجيش الفنزويلي من خلال التدريبات العسكرية المشتركة. وشكل وصول خبراء روس إلى كاراكاس دفعة معنوية كبيرة لمادورو الذي بدوره قرر نشر منظومات «إس 300» الروسية في العاصمة.
أما الصين فبدأت هي الأخرى بإبراز موقفها بشكل أوضح من الأزمة في فنزويلا ووقوفها إلى جانب مادورو عبر إرسالها طائرات شحن ثقيلة إلى العاصمة الفنزويلية.