لقاء سياسي حاشد في بيروت بدعوة من «القومي» رفضاً وإدانة لقرار الرئيس الأميركي حول الجولان السوري المحتلّ والكلمات أكدت أن لا قيمة للقرار… والقول الفصل لسورية والسوريين المقاومين المصمّمين على تحرير كلّ الأرض المحتلة
سنظم الحزب السوري القومي الاجتماعي، لقاءً سياسياً حاشداً في فندق «رمادا بلازا» ـ بيروت رفضاً وإدانة لقرار الرئيس الأميركي حول الجولان السوري المحتلّ.
حضر اللقاء رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف والرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل وعدد من أعضاء قيادة الحزب.
كما حضر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، النائب الدكتور قاسم هاشم، السفير السوري علي عبد الكريم علي، السفير الروسي ألكسندر زاسييكين، السفير الكوبي ألكسندر بيليسر موراغا، نائب السفير الإيراني أحمد الحسيني ومستشار السفارة أيرج الهي، الوزراء والنواب السابقون: د. عصام نعمان، د. عدنان منصور، بشارة مرهج، ناصر قنديل رئيس تحرير «البناء» ، أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين العميد مصطفى حمدان على رأس وفد، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل الشيخ حسن المصري وعضو المكتب السياسي علي عبدالله، عضو قيادة التنظيم الشعبي الناصري إبراهيم ياسين ممثلاً أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب د. أسامة سعد، د. نزار زاكي ممثلا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، عضو قيادة الحزب الشيوعي اللبناني سلام أبو مجاهد، عضو المجلس السياسي في حزب الله د. علي ضاهر، أمين عام الحزب الديمقراطي الشعبي نزيه حمزة، المناضل صلاح صلاح، مطران السريان الأرثوذكس في جبل لبنان المطران جورج صليبا، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود،
أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر الحركة في بيروت العميد سمير أبو عفش على رأس وفد، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان مروان عبد العال، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان علي فيصل، مسؤول الصاعقة في لبنان أبو حسن غازي، عضو قيادة لبنان في حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح «الانتفاضة» أبو جمال وهبي، مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين، ممثل حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي محمد تميم، رئيس التيار العربي شاكر البرجاوي.
كما حضر رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، نقيب المحررين جوزيف قصيفي، النقابي كاسترو عبدلله، النقابي محمد السيد قاسم، عضو قيادة الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي سايد فرنجية، رئيس حزب الوفاء أحمد علوان، رئيس التجمع اللبناني العربي عصام طنانة، عضو قيادة الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، ممثل المجلس العلوي جلال أسعد، عضو قيادة المنتدى القومي العربي يحيى المعلم، غزوة الخنسا أبو زينب عن هيئة دعم المقاومة، مسؤولة الهيئة النسائية في الحزب العربي الديمقراطي سوزان مصطفى، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، ممثل عن حركة حماس في لبنان، الإعلامي الدكتور جمال المحسن، وشخصيات وفاعليات وجمع كبير من القوميين والمواطنين.
تخللت اللقاء كلمات لعدد من رؤساء وقيادات الأحزاب والقوى والفصائل والسفراء والشخصيات.
الناشف
وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف كلمة جاء فيها:
أحييكم جميعاً وأرحب بكم، أصحاب السيادة والمعالي والسعادة والفاعليات والأحزاب والهيئات، في هذه المناسبة التي نقيمها، وهي ليست فقط تضامناً مع شعبنا في سورية، بل هي تضامن مع شعبنا في لبنان وفي العراق وفي فلسطين وفي أي مكان أغتصبت الأرض بالقوة.
أضاف الناشف: إن ما فعله ترامب كرئيس للولايات المتحدة أوقح من الوعد، و»عد بلفور» المشؤوم، هو وعد بأرض لا حق له فيها، ولمن لا يستحق. إن ما فعله ترامب هو اعتراف بسيادة محتل غاصب، على أرض ليست له، وهي سواء تاريخياً هي أرض سورية وسواء حقوقياً هي من حق الشعب السوري وسواء شرعياً فإن الأمم المتحدة اعترفت بأن هذه الأرض هي أرض سورية وهي أرض محتلة.
وتابع الناشف: أتى ترامب ليقف ضد كل هذه الحقوق وضد كل هذه الإرادات، ليمسح هذه الأرض، وكأنه مسّاح طبوغرافي، ليمسح هذه الأرض ويعطيها لعدو ليست من حقه، بل أكاد أن أقول هو يحاول أن يمسح تاريخ وجغرافية شعبنا في سورية، ولكن لن يكون له ذلك، طالما في سورية وفي لبنان وفي العراق وفي أي مكان من سورية الطبيعية، أو في أي مكان من العالم العربي، قوى تقول للمغتصب وتقول للظالم، إن دماءنا التي تجري في عروقنا ليست ملك لنا إنما هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها، والآن هي تطلبها، إن الأمة تطلب دماء شبابنا وقوتنا وعزمنا وإرادتنا لنحرر أرضنا سواء أرضنا في فلسطين أو أرضنا في الشام أو أرضنا في لبنان أو في أي مكان من العالم العربي، هذا هو وعدنا وهذا هو اعترافنا الذي يقابل وعد ترامب المشؤوم واعتراف ترامب الأكثر شؤماً وأكثر وقاحة.
وختم: لن يكون لا لـ «إسرائيل» ولا لهذا الوعد، ولا للولايات المتحدة الأميركية، ولا لأي قوة غاشمة، الحق في أن تأخذ أية حبة تراب من أرضنا، لإن هذا من حق شعبنا، وليس لأي قوة في العالم، الآن وفي المستقبل أن تنتزع أية حبة تراب من أرضنا لإن هذه الرض حق من حقوق شعبنا، وحق من حقوق أجيالنا الحالية والمستقبلية والآتية.
علي عبد الكريم
وألقى سفير الجمهورية العربية السورية علي عبد الكريم علي كلمة في اللقاء جاء فيها:
سورية التي رفضت أن تساوم على حبة تراب من الجولان، ورفضت التفريط بحقها وبحق الشعب الفلسطيني بقضيته.
سورية التي واجهت إرهاباً معولماً اجتمعت فيه كلّ قوى الشر في العالم وصمدت أكثر من ثمانية أعوام. وأذلّت كلّ المراهنين وأسقطت رهاناتهم سورية اليوم تقول للعالم إنها كما رفضت الاحتلال الفرنسي وأذلّته وأخرجته من سورية وكما هزمت وأذلّت الرهان الأميركي الغربي الرجعي في بسط الإرهاب التكفيري في المنطقة عبر إسقاط سورية كواسطة عقد وكضمانة لكلّ القوى في هذه المنطقة.
هي التي رفضت المساومة على أمتار حول طبريا يدرك قادة أميركا ويدرك أتباعهم وأعوانهم من الصهاينة ومن كلّ المرتهنين لمشيئتهم أنّ هذه السورية التي لم تساوم على ذرة تراب من أرضها ستنتصر وستستعيد جولانها كاملاً وتستعيد القدس والجولان كلاهما لسورية وكلاهما ستستعيدهما سورية وأصدقاء سورية وحلفاء سورية وكلّ الغيورين على كرامة الأمة وعلى إرادة الأمة في الدفاع عن هذا الحق الذي لن نتراجع ولن نتنازل عنه.
يدرك ترامب ونتنياهو في سعيهما للفوز في انتخابات واهنة إسرائيلية وأميركية قادمة أنّ هذا الرهان والسعي لاكتساب الأصوات ولتزيين صورتهما في وجه ناخب يدرك هذا الناخب ويدرك العالم أنهم مهزومون أمام ما فعلوه بحق سورية وبحق كرامة المنطقة عندما أقدموا على تمويل الإرهاب وتجييشه لإسقاط سورية من داخلها، وتفكيك بنية المقاومة.
أدركوا أنهم خسروا وهم سيخسرون اليوم لأنّ أبطال الجولان في مسعدة وبقعاتا ومجدل شمس وحضر وكلّ سورية بما فيها تلك القرى التي تحتلها إسرائيل بدعم أميركي وبتزوير أميركي، تدرك أميركا ونتنياهو ويدرك العالم أجمع أنّ سورية ستستعيد ترابها طال الزمان أم قصر ولكنها متيقنة أنّ أبناء الجولان وأبناء سورية وأصدقاء سورية وأنتم… كلنا في الطريق لاستعادة وضمان الكرامة وضمان التراب وضمان استعادة الحقوق في فلسطين والجولان ومزارع شبعا وكلّ الأرض المحتلة وسورية التي تنتصر على الإرهاب ستنتصر على الإرهاب الإسرائيلي أيضاً، فالإرهاب بوجهيه الإسرائيلي والتكفيري واحد، وأميركا التي ترعى الإرهابين وتدعم الإرهابين تدرك أنها تزداد عزلة لأنّ حلفاء أميركا وحتى المرتهنين لأميركا لم يستطيعوا الدفاع عن قرار خرج على الشرعية وانتهك كلّ معاني المواثيق، لذلك سورية تقوى اليوم بجيشها وشعبها وإرادة قيادتها وبحلفائها وتقوى أيضاً لأنّ الرأي العام يزداد وعياً وإدراكاً لحقيقة ما يجري، فأميركا بهذا القرار وترامب بهذا القرار يزداد عزلة وسورية تزداد قوة والغدُ لنا والحق سيعود لنا.
قماطي
وألقى كلمة حزب الله وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي وجاء فيها:
هنا في هذه النقطة من لبنان، وهذا الموقع من لبنان، في عاصمة لبنان بيروت، ننظر بصورة مختلفة ربما عن كل العالم، وعن كل عواصم العالم، إلى ما يجري في المنطقة وخصوصاً ما يجري في فلسطين وسورية اليوم، ونرى أنّ ما فعله ترامب له عدة أبعاد وعدة رسائل وفي مقابله أيضاً مشروع وقرار.
أضاف قماطي: على المستوى الأميركي استطاع ترامب أن يخلع القناع، كشف السياسة الأميركية على حقيقتها، ضرب كل العناوين والشعارات التي كانت تطرح باسم حقوق الإنسان والقرارات الدولية والشرعية الدولية، وكل ما كان يطرح أميركياً لتمرير المؤامرات وتمرير الهيمنة وتمرير الإستغلال، اليوم فضحه ترامب بشكل واضح ألغى كل هذه العناوين وأعلن عن سياسة أميركا بشكل فاضح.
وتابع قماطي: ترامب قزم دولته وجعلها دولة مارقة إرهابية أمام العالم، هو عزل هذه الدولة بحيث وصلت أميركا إلى مرحلة، كل العالم في واد بخصوص الجولان وهو وحده، وأميركا وحدها معزولين، لا أحد معها على الإطلاق وبالتالي هذا سقوط مريع للولايات المتحدة الأميركية ولسياستها ولتأثيرها ولدورها في العالم، وهي التي كانت تحاول من خلال الواجهات الدولية والأطر الدولية أن تعطي لتوجهاتها الشرعية، اليوم أصبحت وحيدة.
وقال قماطي: أوروبياً، الاتحاد الأوروبي اتخذ قراراً واضحاً بعدم الموافقة ورفض هذا القرار، هنا ندعو الدول الأوروبية والشعوب الأوروبية لعدم التبعية للولايات المتحدة الأميركية التي انتهجوها بالفترة الأخيرة، على الشعب الأوروبي الذي يؤمن بالحرية وحقوق الإنسان أن يخرج من دائرة السيطرة الأميركية، وهذه الخطوة اليوم هي خطوة أولى نتمنى أن يتبعها خطوات من الحكومات الأوروبية ومن الشعوب الأوروبية لرفض الهيمنة الأميركية والتبعية للولايات المتحدة الأميركية، وننتظر وننظر للأمام لأن يخرجوا من هذه الدائرة وأن ينسجموا مع أنفسهم فيما يتعلق بعناوين حقوق الإنسان والحرية وحرية الشعوب الديمقراطية الحقيقية.
أما عربياً فقد اتخذت الجامعة العربية قرارها برفض قرار ترامب، وكانت الإدانة ضعيفة، ولكن من الجيد أن الدول العربية كان لها قراراً جماعياً موحداً برفض ضم الجولان إلى السيادة الاسرائيلية، واعتبار الجولان ضمن السيادة السورية، للدولة السورية وللقيادة السورية، هذا أمر يجب أن نؤكد عليه، وأن ندعو إلى تعميق هذا الموقف وتثبيته في كل المراحل اللاحقة خوفاً من أن تدخل السياسات الدولية وتغير في المواقف وتعدل فيها.
لبنانياً، نحن هنا من بيروت المقاومة، ومن عاصمة المقاومة، ومن لبنان المحرر المنتصر على العدو الإسرائيلي، وعلى الإرهاب التكفيري، وعلى أميركا ومشروعها في المنطقة، من هذا اللبنان المنتصر، نحن أعلنا ومن الطبيعي أن نعلن دعمنا لسورية ولسيادة سورية ولوحدة سورية وللجولان السوري بل إننا نعلن أن الخيار الذي نتبناه في الجولان السوري المحتل أننا نؤيد المقاومة التي بدأها الشهيد سمير القنطار والشهيد عماد مغنية وهذا أمر طبيعي أن نكون مع المقاومة في المنطقة.
وأدان قماطي قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وقال: نحن نرفض الكيان الغاصب ونرفض دولة الاحتلال ونرفض أن تكون له عاصمة أصلاً، وأن القرار الذي من خلاله نواجه هذه القرارات هو مشروع المقاومة في الجولان ومشروع المقاومة في فلسطين ومشروع المقاومة في المنطقة. مضيفاً إنّ محور المقاومة الذي هزم الإرهاب التكفيري وهزم اسرائيل ورعاة الارهاب، هذا المحور يتمسك بالقدس وكل فلسطين، وعلى الذين راهنوا على التفاوض وعلى الرعاية الأميركية للتسوية في فلسطين، أن ييئسوا بعدما فعل ترامب ما فعله بخصوص القدس وبخصوص الجولان وسورية، وربما يمضي قدماً بخصوص الضفة الغربية وبخصوص مناطق أخرى. لقد آن الأوان لخطوات تقود لوحدة فصائل المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير وكل القوى الفلسطينية لتكون جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني في مشروع المقاومة وفي الوحدة الفلسطينية لتحرير فلسطين كل فلسطين.
وختم قماطي: سورية قلب العروبة النابض، سورية عاصمة العروبة، سورية ليست بحدود الشام فقط، كما يقولها رفاقنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بل كل سورية التي احتضنت المقاومة الفلسطينية، سورية التي دافعت عن الحقوق الثابتة للعرب طوال تاريخها، سورية التي لم توقع على الهزيمة وعلى التسوية، سورية التي انتصرت على الارهاب التكفيري وعلى المؤامرة الكونية التي استهدفت المنطقة، هذه سورية، قلب العروبة النابض، هذه التي تمثل العروبة الحقيقية والمشروع العربي والمشروع القومي والمشروع الإسلامي والمشروع المسيحي ومشروع العيش المشترك، سورية دافعت عن كل هذه العناوين لتقول نحن سورية نحن العروبة نحن القومية ونحن المقاومة ونحن الانتصار.
زاسيبكين
وألقى سفير روسيا الاتحادية ألكسندر زاسيبكين كلمة في اللقاء جاء فيها:
إن روسيا تقف دائماً إلى جانب قضايا عادلة وتطرح أجندة بناءة على الصعيد الدولي دفاعاً عن حقوق الشعوب وفي هذا السياق، نواجه مؤامرات أميركية متواصلة ضد الشعوب أشكالها متنوعة، إلا أنها تتميز دائماً بإهمال أبسط معايير العادات الإنسانية الأخلاقية والقوانين الدولية.
أضاف: يريد الأميركي فرض إملاءاته على البشر والدول، والجدير بالاهتمام أن هذا التصرف ليس عشوائياً بل مدروساً ويرمي إلى تدمير الشرعية الدولية، وان موضوع القرار الأخير للرئيس الأميركي حول الجولان حلقة في سلسلة الإجراءات الأميركية المتخذة بهدف تصفية مجمل الثوابت التي تعتمد عليها الأمم المتحدة.
وتابع: وفي هذه الظروف من المطلوب أن نتضامن وأن ندين القرار الأميركي ونقف بحزم في وجه مخططات تخريبية مثل صفقة القرن المزعومة، كما يجب علينا أن نتلاحم ونوحد الصفوف من أجل استرجاع كافة الأراضي العربية المحتلة وإيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية وإحلال السلام في الشرق الأوسط وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، وخلال السنوات الأخيرة تؤيد روسيا سورية في معاركها المصيرية ضد الإرهاب المدعوم من الخارج.
وختم: اليوم نواصل جهودنا المشتركة في سورية من أجل تهدئة الأوضاع والقضاء على الإرهاب نهائياً وانسحاب القوى الأجنبية الموجودة بصورة غير شرعية، ومعالجة القضايا الإنسانية، وإعادة الإعمار وعودة النازحين وإتمام التسوية السياسية عبر الحوار الوطني، وفي إطار دولة موحدة مستقلة ذات سيادة، ونحن مقتنعون أن هذه المهمة سوف تستكمل لمصلحة الشعب السوري الصديق وإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
المصري
وألقى نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل الشيخ حسن المصري كلمة جاء فيها:
اجتماعنا ليس تضامناً مع الجولان الحبيب، فهل يتضامن الإنسان مع نفسه، القضية هي قضية مبدأ وعقيدة. هل أن الأرض المغتصبة هي قضية أمة، أم مسألة استنسابية عندما يتخلى المرء عن أرض محتلة من عدو إنما يتخلى عن شرفه وكرامته ومبدأه.
تحدث العرب كثيراً وعملوا قليلاً، فلو أن البيانات التي صدرت عن العالم العربي منذ احتلال فلسطين والجولان وجنوب لبنان إلى يومنا قد جمعت لغطت سماء فلسطين ونصف أرض العرب.
أضاف: المسألة تبدأ من كلام ذاك الشاعر الذي قال «ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أنّ في هذي الجموع رجالاً».
فلو أن حكام العرب صرفوا ربع ما صرفوه في عداواتهم البينية على قضية التحرير لحررنا أرض الإسلام وأعدنا أميركا إلى سكانها الأصليين، فالمسألة مسألة حكام، حكامهم يتلهون بعداوات مصطنعة وينسون العدو الأصلي.
الجولان السوري الذي يمثل شرف الأرض العربية، وأعرقها، وأثبتها، سيعود إلى حضن سورية وهذه مسألة قدر، وليست خيار. فكما حررنا الجنوب نحن وسورية، سنحرر الجولان ومعها فلسطين وهذا قدر لا بدّ منه.
القضية ليست بتوقيع حبر مزيف وقعه ترامب، لإن جوابنا واضح أن توقيعنا على أرض فلسطين والجولان هو بدماء شهدائنا محمد سعد وعباس الموسوي وسناء محيدلي وعمر أبو ليلى.
خيرونا حكامنا بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة.
خيرونا بين موقعين قلعة صمود أو وهدة انهزام.
خيرونا بين برجين بين برج الحمل وبرج الأسد، ولكننا اخترنا برج الأسد وبرج الأسد، سلاح ومقاومة للنصر أو الشهادة، واعلم أيها القائد الأسد بشار أن الجولان هو مثل فراش النبي، وكل واحد منا علي، سنبيت فيه ونحميه إلى أن ننتصر وأملٌ بنصر الله والسلام عليكم.
الحسيني
وألقى نائب سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد أحمد الحسيني كلمة في اللقاء جاء فيها:
في البداية، أود أنّ أتقدّم بوافر الشكر والتقدير من رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي السيد حنا الناشف لاستضافته هذا اللقاء المهمّ، وعلى هذه المبادرة الطيبة والصحيحة التي تكتسب أهميتها من أهمية منطقة «الشرق الأوسط» وأمنها واستقرارها وضرورة الحفاظ عليهما، ولذلك، جاءت المبادرة في وقتها المناسب، خاصة في ظلّ الخطر الداهم الذي يتهدّد هذه المنطقة بسبب تدخلات أميركا في شؤونها وشجونها، وسعيها الدؤوب لإيجاد البلبلة والفوضى وزرع الفتنة وإذكاء نار الحرب سواء بين بعض دول المنطقة، أو بين أبناء البلد الواحد.
كما كانت ولا تزال هذه المنطقة، تعاني من الدعم السخي واللامحدود ما انفكّت تقدّمه الإدارات الأميركية المتعاقبة للكيان الصهيوني وتغاضيها أو تجاهلها للخروقات والإعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة للشرعة والقرارات الدولية.
أما القرار الأخير، الذي وقع عليه ترامب، واعتراف أميركا بسيادة الكيان الصهيوني المحتلّ على هضة الجولان، والتي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها هو مصداق لمقولة إنّ من لا يملك يعطي من لا يستحق، ومن دون أدنى شك لن يغيّر هذا القرار من جوهر الجولان المحتلّ وماهيته وانتمائه إلى سورية، وما أشبه اليوم بالأمس، عندما صدر وعد بلفور المشؤوم.
أضاف: عندما نتأمّل التصرفات غير المنطقية والتصريحات غير المتوازنة والقرارات الشخصية المتسرّعة التي تصدر عن رئيس أميركا، نستطيع القول إنّ صدور مثل هذا القرار الذي سيدفع المنطقة نحو مزيد من التشنّج والأزمات المتلاحقة، لم يكن مفاجئاً أو بعيداً عن التوقع، كما نستطيع أن نقول إنّ هذا القرار يمكن اعتباره الأكثر وقاحة وفجوراً مقارنة ببقية القرارات التي اتخذتها أميركا حيث تعتبر سابقة في الدبلوماسية العالمية والحقوق والشرعة الدولية، حيث يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وكافة القرارات المعنية في مجلس الأمن بخصوص الجولان السوري.
قبل أقلّ من سنة تقريباً شهد العالم خروج أميركا الأحادي من الاتفاق النووي المبرم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الخمسة زائد واحد، والذي حظي أيضاً بإقرار من مجلس الأمن ودعمه.
كما انسحبت إدارة ترامب من العديد من الاتفاقيات الدولية الأخرى الأمر الذي جعل من هذا البلد في عزلة دائمة أمام أقرب الدول المتحالفة والصديقة لأميركا، وها هو ترامب اليوم يجعل بلده مرة أخرى في عزلة جديدة بعد توقيعه على هذا القرار بحيث أعلن كلّ أعضاء مجلس الأمن وكافة الدول في العالم رفضهم بل معارضتهم للقرار الأميركي بخصوص الجولان.
وبهذا الخصوص أود أن أؤكد على ما يلي:
أولاً: انّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذ تؤكد على علاقاتها الاستراتيجية مع الجمهورية العربية السورية، وتشير الى أنّ القرار 297 الصادر عن مجلس الأمن يؤكد أنّ الجولان السوري أرض محتلة تخضع للقانون الدولي وعليه لا قيمة للقرار الأميركي الذي يفتقر الى المستندات والمقوّمات القانونية الملزمة حسب شرعة الأمم المتحدة.
ثانياً: إنّ القرار الأميركي يأتي في سياق تطبيق سياسة الأمر الواقع، كما أتى بعد سلسلة من الإجراءات الأميركية الأخرى، منها نقل سفارتها إلى القدس الشريف، وهي كلها تصبّ في خانة دفع ما يُعرف باسم «صفقة القرن» إلى الأمام على حساب الحقوق العربية والإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة أيضاً.
وما يدعو للأسف أيضاً هو هرولة بعض الأطراف العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني والتواطؤ مع الطرف الأميركي لترجمة قراراته الخبيثة الأمر الذي أسفر عن مزيد من الصلف والوقاحة الصهيونية والأميركية معاً، حيث نشهد تداعيات هذا التواطؤ في استمرارية الاعتداءات الإسرائيلية على سورية ولبنان مراراً.
ثالثاً: لقد جاء الإجراء الأميركي بعدما حقق محور المقاومة انتصارات كبيرة في أكثر من ساحة وبعد الهزيمة المخزية التي مُنيت بها أميركا ومن يلفّ لفها، حيث هُزمت الجماعات الإرهابية التكفيرية التي صنعتها أميركا وحلفاؤها الإقليميون ولذلك نستطيع أن نقول إنّ هذا الاجراء جاء انتقاماً من الشعب والحكومة في سورية.
رابعاً: اننا نعتقد أنّ من أهمّ العوامل الرئيسية للصلف الأميركي ووقاحته أمام حقوق الشعوب العربية والمسلمة، هي تلك المواقف الاستسلامية الهزيلة، واليتيمة التي تتخذها دول في المنطقة وسعيها للتقارب مع العدو الإسرائيلي، أو صمتها أمام جرائمه.
خامساً: انّ تقوية الوحدة الوطنية والانسجام الداخلي من جهة، وتقوية التضامن بين بلداننا، كفيلان بحفظ السيادة ووحدة الأراضي، وإلحاق الهزيمة بالأعداء.
سادساً: من البديهي أن تتمّ استعادة الحقوق المغتصبة من خلال التشبّث بالحقوق المسلّم بها تاريخياً، والاستفادة من كافة الفرص الممكنة سواء على الصعيد الدولي، أو الإقليمي وتقديم الدعم لحركات المقاومة بأشكاله المتنوعة.
في الختام أؤكد على رؤية الجمهروية الإسلامية الإيرانية المتمثلة في تقوية مجالات التعاون والتضامن البيْني للتصدي للهيمنة الامبريالية التي تجسّدها اليوم أميركا.
الشيخ حمود: قرارات ترامب فاشلة ونحن سننتصر انتصاراً كاملاً لا يعكر صفوه شيء
المطران صليبا: قرار ترامب حول الجولان حماقة ورعونة لا تليق بدولة عظمى
قصيفي: أرض الجولان سورية عربية وهي لأهلها هكذا كانت وهكذا يجب أن تبقى مدعّمة بقوة الحق
عطايا: قرار ترامب جائر وسخيف… وتحرير الأمة سيكون من بوابة الجولان السوري المحتلّ
حمدان: انتصار سورية على الإرهابيّين بوابة عبور لتحرير فلسطين عبر الجولان
ابو العردات: قرار ترامب استكمال لوعد بلفور لكننا سنصمد في القدس وسورية وسنحرّر كلّ أرضنا المحتلة
الأسمر: لا تضيع أرض وراءها مقاومة ولن يضيع الجولان طالما أن إرادة شعب سورية وقيادتها وجيشها التمسك به
مرهج: قرار ترامب لن يمرّ وسورية ستدحر الاحتلال كما دحرت الإرهاب
الحسنية: سيكون منا على أرض الجولان مئة سناء وخالد لتحرير الأرض المغتصبة
الشيخ حمود
وألقى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود كلمة جاء فيها:
«ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون، وعداً عليهم حقاً في التوارة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»
نعم نستبشر كما استبشرنا في أحلك أوقات الاجتياح الإسرائيلي عندما أتحفنا الكذابون بقولهم إنّ العين لا تقاوم المخرز وانتصرت العين على المخرز وانتصر الدم السيف.
نستحضر في هذه اللحظات فقط ما بين 13 أيار 1983 و6 شباط 1984 كم كانت الرؤية مغلقة على الكثيرين وكم كانوا يعيشون في الضباب والأوهام، والحمدلله أنّ اتفاق 17 أيار المشؤوم استمرّ أشهراً فقط ثم انتصر الحق، من كان من الجميع ان تنسحب إسرائيل عام 2000 دون قيد أو شرط وينجح باراك وقتها في الانتخابات على شرط الانسحاب، كان هذا شعاره الرئيسي آنذاك، من كان يظنّ أن ننتصر بهذه العزة عام 2006، من كان يظن أنّ سورية التي حوصرت عالمياً، دولياً، عربياً، نفطياً، ستنتصر بهذه العزة، فتحرّر وتقف ويقف معها الشرفاء في المعركة.
معركتنا مستمرة برأينا، ولعلّ أوضح من عبّر عن ذلك سماحة السيد حسن نصرالله عندما قرأ في زيارة بومبيو الفشل الذريع، ونقرأ أيضاً في قرارات ترامب الفشل الذي هو أبشع من الأول، لأنّ جلّ ما يريده كما يبدو من الأمر أن يدعم نتنياهو في انتخاباته ليدعمه في الفترة الثانية التي لن يراها على الأرجح.
الجولان سينتصر، الجولان على طريق المقاومة، الحمدلله الذي جعلنا نقرأ الأمور كما هي ولا كما يقرأها الآخرين الذين صمّوا آذانهم واستكبروا استكبارهم، نحن كلّ الوطنيين والإسلاميين الصادقين نقرأ الأمور كما هي، وسننتصر انتصاراً كاملاً لا يعكر صفوه شيء، فلسطين، غزة، القدس، الجولان، العراق، اليمن وحيث ما هنالك مؤامرة…
المطران صليبا
وألقى مطران السريان الأرثوذكس في جبل لبنان المطران جورج صليبا كلمة جاء فيها:
قال السيد المسيح السلام لكم سلامي أعطيكم وليس كما يعطي العالم السلام، جبران خليل جبران فيلسوف لبنان وحبيب العرب وحبيب الأدب العالمي، له قول الحق حقٌ رضي الناس أم غضبوا، والحق لا يتزعزع، ولسوء الحظ إن الغرور يصيب الأقوياء ويظنون إنهم آلهة على الأرض يتصرفون لا كما يشاء الله، ولا كما يُرضي البشر، بل ينفذون غرائز وأهواء قاسية لا تمت إلى الانسانية بصلة، دولة عظيمة كأميركا، ولا أقول أن أقوى دول العالم لكنها من الدول القوية،والأقوى هو الله، كيف تستسلم للصهيونية وكيف تضع قيمتها وقدرها في أيدي هؤلاء الصهاينة الذين يبغضون الله والبشر، ولا يقبلون بنا كبشر على هذه الأرض، فنحن بنظرهم طبقة أخرى من المخلوقات. كيف ترضى أميركا ويرضى «فخامة» الرئيس ترامب أن يعطي ما ليس له لمن لا يستحقه وليس له، كيف يعطي القدس للصهيونية والجولان للصهيونية، كيف يعطي أراضٍ وبلاداً في مختلف أنحاء العالم، في اميركا اللاتينية وبلاد العرب وفي اماكن أخرى من الدنيا، كلما استطاع أن يتدخل ويضع انفه هناك، كيف يسمح لنفسه وكيف تسمح له امبراطوريته اميركا أن يكون هذا الحاكم المستقوي على هذه الشعوب.
أضاف: دُعيت مرة إلى خطاب في الأمم المتحدة حيث تكلم الكثيرون، وقلت لهم أستغرب أن أسمع من مسؤول أميركي كلمة»القوة حق» بينما كل الدساتير تقول «الحق هو قوة»، وليس أقوى من قوة الحق..
وفي مكان آخر يقول «الكل للسلام» وأنا أقول «السلام للكل» والمنطق يقول ذلك، وما جرى اليوم في الجولان أرضنا الحبيبة وأنا انتسب إليها، هذه الأرض المقدسة، أرض سورية العزيزة، كيف يسمح لنفسه هذا «الرئيس» لهذه الدولة العظمى، بالتصرف بها وكأنه يُسلم دمية لاطفال يلعبون، هذه حماقة ورعونة لا تليق بدولة عظمى، وكيف يسكت الأميركيون على هذا التصرف.. لست أدري، كيف يتصرف بأرض هي ملك لثلاثين مليون سوري.. لهذا فإن قرار «مستر ترامب» هو قرار غير عادل ومرفوض.
وتابع: نحن تعلمنا خاصة بعد نكبة 1948، حيث أتى رجلاً غريباً إسمه بلفور وزير خارجية بريطانيا في تشرين الثاني سنة 1917 ووعد اليهود أن يعطيهم أرض فلسطين، ومن أين له هذا الحق بذلك، وهل فلسطين هي ملكه أو ملك امبراطوريته، وهل أرض الجولان هي ملكك يا «سيد» ترامب حتى تتصرف به كما تشاء..
وختم: تعلمنا في هذه الظروف وخلال هذه السنين قولاً وهو «لا يموت حق وراءه مطالب» وأنا أقول هذا ومؤمن بكلمات الله وكلمات الوحي والحكمة والعدالة التي ستهزمهم وتفشلهم. ومن زاوية ثانية أقول عن اليهود الذي يدعون أنهم لا تعنيهم الصهيونية، أن اليهودية والصهيونية والاسرائيلية هم وجوه لعملة واحدة..
قصيفي
وألقى نقيب المحررين جوزيف قصيفي كلمة في اللقاء أشار فيها إلى أنّ «الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقرّ بحق إسرائيل في ضم الجولان. لا يحق لمن لا يملك أن يهب ما ليس له، وحدود الدول المعترف بها دولياً وإقليميا، والمرتكزة إلى حقائق التاريخ والجغرافيا ليست سلعة سائبة يمكن تجييرها لأي كان، ولو انتزعت بالقوة الغاشمة».
أضاف: «أرض الجولان سورية عربية، وهي لأهلها. هكذا كانت، وهكذا يجب أن تبقى مدعّمة بقوة الحق، لا بحق القوة، وبوحدة الموقف العربي الذي آن له أن يخرج من الأدبيات المحنطة، و»الكليشيهات» المستهلكة إلى عمل جماعي منظم على المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية، وأن يطلق منطق «رفع العتب»، وحفظ ماء الوجه بالحد الأدنى حيال الشعوب المسلوبة الإرادة والمستسلمة للاملاءات الأميركية التي لا تفعل إلا ما تريده إسرائيل».
«إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ويجب ألاّ نكون هذا الشيطان. ودعوتي إلى الصحافيين والإعلاميين في لبنان والعالم العربي والدول الأخرى شرقاً وغرباً، أن يقفوا إلى جانب الحق في القدس والجولان، وهذا واجبهم المقدس الذي يجب أن يسعوا إليه.
وختم قصيفي مقترحاً «أن ينبثق من هذا اللقاء لجنة متابعة سياسية قانونية وإعلامية لقيادة تحرك دولي واسع يضيء على جوهر القضية التي يُعمل على طمسها بالتضليل».
عطايا
وألقى كلمة حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ممثلها في لبنان إحسان عطايا، وجاء في كلمته:
اليوم نشعر أن الجولان يعانق القدس في علياء المجد، الرئيس الأميركي ترامب عندما اتخذ قراره الأخير بالسيادة الصهيونية على الجولان المحتل حوّل نفسه من رئيس دولة إلى رئيس مكتب عقاري مزورِ، لأنه لا يحق له ولا لغيره، ولا يستطيع أحد أن يغير التاريخ والجغرافيا.
أضاف: قبل أكثر من سنة اتخذ قراره الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها، فأعاد قضية القدس والقضية الفلسطينية إلى أولى الأولويات، واليوم بهذا القرار يعيد الجولان إلى أولى الأولويات لأننا نعتبر أن الجولان يوازي أرض فلسطين والأرض المحتلة في لبنان، وكما تحررت وخرج الاحتلال من جنوب لبنان ومن غزة بفعل ضربات المقاومة، سيخرج من الجولان ومن كل فلسطين، ولن يستطيع أحد أن يغير الحق وأن يغير ثوابت الأمة.
وتابع قائلاً: نحن اليوم في هذه الوقفة نقول أن سورية كانت وما زالت سداً منيعاً أمام كل المؤامرات الصهيونية والأميركية التي كشفت عن عمق عدائها للشعوب العربية، وليس للشعب الفلسطيني فحسب، ومحاولة من هذا الرئيس الأميركي أن يعيد تشكيل خارطة شرق أوسط جديد بسيادة صهيونية، وهذا لا يمكن أن يحصل بعد أن أصبحت أميركا الآن أدنى من مستوياتها، ولم يعد قرارها أحادياً اليوم، أميركا تتجه نحو الهزيمة، وبهذا القرار الجائر والسخيف الذي لا يعني شيئاً عادت لتكشف عن قناعها العدواني ضد الشعوب والأمة وضد كل من ينادي بالحرية والاستقلال، ومن هنا نجد أنها تحاصر الجمهورية الإسلامية في إيران اقتصاديا وتعمل على تخريب الوضع في فنزويلا وعملت في أكثر من دولة، في كوبا وغيرها وتحاول دوماً أن تضع الشوك في خاصرة هذه الأمة، ونحن نرى أن تحرير الأمة سيكون من بوابة الجولان السوري المحتل..
حمدان
وألقى أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون» العميد مصطفى حمدان كلمة جاء فيها:
السلام والرحمة على أرواح شهداء أبناء الحياة نسور الزوبعة الذين تواجدوا حيث يجب أن يكونوا على أرض شامنا الحبيب.
السلام والرحمة على أرواح شهداء كلّ أمتنا العربية، وبالمختصر نحن من بيروت المرابطة على الثغور نتوجه مع أبناء العز بأن نقول معاً تحيا سورية تحيا سورية.
سورية بعد انتصارها العظيم على عصابات الإخوان المتأسلمين أصبحت حدودها على امتداد الأمة من المحيط إلى الخليج العربي، بكلّ بساطة لمن يهمّه الأمر، بالنسبة إلينا نحن القوميين والقوميين العرب نقول بأنّ هضبة الجولان وبحساب الدم هي أعلى وأغلى قمة من قمم سوريانا العظيمة.
وإنّ إمضاء هذا المعتوه ترامب لا يساوي أيضاً في حساب الدم بصمة قدم من أصغر طفل من بني معروف الأشاوس على أرض الجولان أو من أبناء الجولان المقاوم.
وأخيرا كما نقول دائماً ونؤكد المؤكد أنّ انتصار جيشنا العربي السوري على كلّ هؤلاء الإرهابيين في سورية هو الذي سيكون بوابة العبور إلى تحرير فلسطين كلّ فلسطين من نهرها إلى بحرها وقدسها الشريف، وبالتأكيد عبر الجولان… وأعود لأكرّر تحيا سورية.
ابو العردات
وألقى أمين سر حركة فتح في لبنان وفصائل منظمة التحرير الفلسطينة فتحي ابو العردات كلمة جاء فيها:
«بداية أولاً أن أشكر قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي على هذه الدعوة الكريمة من أجل الالتفاف والتوحد حول قضية أساسية نجتمع حولها وهي قضية القرار الأخير لترامب بشأن الجولان السوري، وحين نتحدث عن الجولان لا بد أن نربط بين القرار السابق حول القدس ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، ونحن نعلم تماماً أن القدس هي ركن من أركان هويتنا العربية الإسلامية والمسيحية بما تمثل، وهي العاصمة الروحية لكل العرب والمسلمين والأحرار في كل العالم.»
وأضاف:» هذا القرار مسّ في العمق وفي الجوهر وفي القلب ثوابت أساسية من ثوابت الأمة، ولا يمكن أن يدعي أي أحد منا سواء كان قومياً أو وطنياً أو يسارياً أو أي شيء آخر أن مسيحيته وإسلامه وعروبته وقوميته من دون القدس أو أي بقعة من بقاع عالمنا العربي.
اليوم لا أريد أن أؤكد المؤكد الذي سبقني عليه كل الإخوة الذين تكلموا، أحييهم جميعاً، وسأختصر بموقف أعلناه نحن في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بأدبياتنا وثوابتنا ونحن جزء من الأمة ونضالنا جزء من نضالها، لذلك اليوم كما نرفض اعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي الذي يحتل وطننا كذلك نرفض احتلال إسرائيل للجولان وبالتالي لا نعترف بقرار ترامب،لأن الجولان أرض عربية سورية فلسطينية.»
وختم:» لن نكتفي بالتنديد بل يجب أن نضع برامج ونسلك كل الطرق التي تؤدي إلى تحرير القدس والجولان، ونحن في هذا العالم لسنا وحدنا، وقد جربوا في سورية كل أشكال الفتن ودفعوا الملايين وبقيت صامدة، وجربوا في فلسطين من خلال الفتن لفصل الضفة عن غزة ولم ينجحوا، سلاحنا هو الوحدة، عندما اخذوا قرار منح الجولان إلى فلسطين ظنوا أنهم يخضعون هذه الأمة، هذا القرار هو استكمال لوعد بلفور، ولكن أقول اليوم أن الأسرى يخوضون معركة الصمود ويصنعون بطولات جميعنا نشهد عليها، وإخوتنا في الجولان سيبقون صامدون في أرضهم، وجميعنا سنقف في وجه هذا الخطر الذي يريد تصفية القضية الفلسطينية، نقول لهم سنصمد في القدس وسورية وسنحرر كل أرضنا المحتلة».
الأسمر
والقى رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر كلمة جاء فيها:
«ها هي الترجمة الفعلية «لشعار الشرق الأوسط الجديد» الذي وعدت به كونداليزا رايس عام 2006 وها هي النتائج الحقيقية لسياسة «الفوضى الخلاقة» التي تبنتها الإدارة الأميركية خلال السنوات العشرين الماضية. إنها مزيد من تعميق التحالف الأميركي الصهيوني الغاصب إنها مزيد من العنصرية والظلم والقهر، إنها مزيد من قضم الأراضي وبناء المستوطنات ومصادرة الأملاك وسلخ المناطق ومحاولات كسر إرادة الشعوب. إنها مزيد من الإرهاب والتكفير والتضليل بعيداً عن مفاهيم الديانات السماوية والإنسانية، إنها لا تعني سوى المزيد من التأسيس لحروب جديدة وسفك الدماء وقتل الأبرياء.»
واضاف:»إننا أمام محاولة فرض أمر واقع ليس على الشعب السوري فقط وعلى الشعوب العربية بل وكذلك على المجتمع الدولي ومؤسساته الرافضة لهذه السياسات الاستعمارية والاستيطانية التي رفضها الأكثرية الساحقة في مجلس الأمن الدولي ورفضتها قبله الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1981 الذي أدان بشدّة القرار الإسرائيلي بضم القسم المحتل من هضبة الجولان باعتباره مخالفاً لمواثيق الأمم المتحدة.
أيها الرفاق، نعم يستطيع الرئيس الأميركي ترامب الذي يتخبط في أزماته الداخلية والخارجية ممارسة هذه العنجهية وهذا التفلت من القيم الإنسانية، ويستطيع نتنياهو محاولة الخروج من مأزقه الانتخابي والتجديد لسياساته العدوانية وتستطيع القمة العربية أن ترفض في البيانات فقط ضم الجولان من دون تحديد آليات لترجمة قرارها. لكننا نؤكد بكامل إيماننا وبشهادة تجاربنا أنه وكما قال الإمام علي عليه السلام لا يضيع حق وراءه مطالب.»
وتابع:»لا تضيع أرض وراءها مقاومة ومجاهدين نذروا أنفسهم لحمايتها وطرد الاحتلال منها كما حصل في لبنان من قبل المقاومة وثالوثها الذهبي. ولا يضيع وطن أنجبت أرضه أمثال الشهيد عمر أبو ليلى في الأراضي الفلسطينية. ولن يضيع الجولان طالما أن إرادة شعب سورية وقيادتها وجيشها التمسك به بعد 52 عاماً من الاحتلال رغم كل الإغراءات والاعتداءات والتهديدات مهما طال الزمان واستطال العدوان.
وما انتصار سورية على أعدائها وعلى الإرهاب التكفيري من العصابات الداعشية وأخواتها سوى دليل على استعداد هذا الشعب الأبيّ وقيادته وجيشه الباسل للمزيد من قبول التحديات المصيرية وسوف تنتصر سورية وجيشها وشعبها بقيادة الرئيس الأسد عاجلاً أم آجلاً وسيعود الجولان إلى كنف الوطن لتعمّ الإنسانية مكان بغض وحقد الصهاينة.
وتجارب الشعوب تؤكد وتشهد على ما نقول، من جنوب أفريقيا، وقبلها من فييتنام واللاوس وكمبوديا وأميركا اللاتينية وشعوب أفريقيا التي كانت مستعمرات شاهدة على أفول الزمن الاستعماري وزمن كسر إرادة الشعوب. وسينتهي زمن آخر نظام عنصري استعماري في العالم.»
وختم:»نحن اليوم أحوج إلى جبهة عربية تشكل بديلاً عن العجز العربي الذي تجسده جامعة الدول العربية. نحن بحاجة إلى الوحدة الحقيقية بين شعوبنا العربية وخلق أدوات نضالية تترجم شعاراتنا وآمال شعبنا في التحرر والحرية والتقدم. نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى للعمل مع الدول الصديقة المحبة للسلام من روسيا إلى الصين إلى فنزويلا وسائر الشعوب والدول التواقّة إلى السلم العالمي. نحن بحاجة إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية لتمارس دورها الرافض والممانع لسياسات الذل والخنوع والاستسلام.
وإننا من على هذا المنبر الوطني ندعو الحركة العمالية العربية والحركة النقابية العربية بكل مكوناتها إلى المبادرة وتنظيم اللقاءات والمؤتمرات والتواصل مع الحركات النقابية الصديقة في العالم، وطرح المواقف الواضحة في المنابر العالمية مثل مؤتمر العمل الدولي كما مؤتمر العمل العربي ليس فقط لإدانة قرارات أميركا وإسرائيل وهو تحصيل حاصل، بل لاتخاذ مبادرات عملية من شأنها إلحاق الضرر الفعلي بسياسات وإقتصادات كل من يساهم ويساند هذا العدوان على الجولان وعلى حق العرب بأوطانهم وبثرواتهم وبمواردهم الطبيعية.
عاش الجولان السوري أرضاً عربية، عاشت قيم التحرر والحرية، عاشت فلسطين حرة مستقلة، عاش لبنان».
مرهج
وألقى النائب والوزير السابق بشارة مرهج كلمة جاء فيها:
بداية تحية للحزب السوري القومي الاجتماعي على مبادرته التي تعبّر عن حسّ القومية… ندين كما كلّ القوى الوطنية القرار الأميركي الخاص بتأييد الكيان الصهيوني الغاصب في ضمّ أرض الجولان العربي السوري، مؤكدين أنّ هذا القرار شأنه شأن القرار المتعلق بالقدس، هو قرار باطل وليس له من مبرّر غير المصالح الضيقة العارمة للرئيس الأميركي الذي يقايض الحق العربي بالتأييد الإسرائيلي واليهودي الذي يحتاجه لتجميد أزماته وإكمال ولايته المهزوزة.
وعلى الرغم من أنّ هذين القرارين تمّ رفضهما وإدانتهما بشدة من قبل أهل القدس وأهل الجولان ومعهما جماهير فلسطين والأمة العربية وأحرار العالم… وعلى الرغم من أنّ هذين القرارين يطعنان في الصميم ما يسمّى بالشرعية الدولية وقوانينها ومواثيقها ومؤسّساتها، ويثيران الفوضى في العالم، ويزعزعان العلاقات الدولية، ويستحقان كلّ أشكال الرفض والتنديد والمقاومة، إلا أنّ ردّ الفعل العربي الرسمي كان هزيلاً وجلاً متهافتاً بما يتناقض مع الإرادة الشعبية العربية وما يعكس رضوخ النظام العربي الرسمي للإملاءات الأميركية، الأمر الذي يستفيد منه الكيان الصهيوني الغاصب للمضيّ في مشروع التهويد الكامل للقدس وإقامة الدولة اليهودية الخالصة على حساب الحقوق الفلسطينية غير قابلة للتصرف من أحد وفي طليعتها حق العودة واستعادة السيادة والأرض كلّ الأرض وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية.
وإذا كان القرار الصهيوني الأميركي يعكس النظرة الاستعمارية القديمة المتجدّدة على يد نتنياهو وترامب فإنه يعاكس حركة التاريخ وإرادة الشعوب المتطلعة إلى الحرية والاستقلال، ولذلك فإنه لن يمرّ في ظلّ يقظة الشعب العربي وتصميمه على مساندة سورية وفلسطين ولبنان على طريق المقاومة واسترداد الأرض وتثبيت الحق مهما كانت الصعوبات ومهما بلغت التضحيات.
وكما دحرت سورية الإرهاب ستدحر الاحتلال، عاش الجولان عربياً سورياً، عاشت فلسطين حرة مستقلة.
الحسنية
وكان ألقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية كلمة جاء فيها:
لم ندع إلى هذا اللقاء لكي نتضامن مع الجولان أو مع فلسطين أو مع سورية أو مع العراق بل دعوناكم لكي نتضامن ونقف في وجه قرار رئيس دولة إرهابية تقتل الشعوب، تنادي بالحرية وهي أبعد ما يكون عن الحريات، تهب ما ليس لها وكأنّ العالم هو مستعمرة من مستعمراتها، وكأن الدول هي تحت وصايتها، ونحن نعلم منذ العشرينات من القرن الماضي حين كتب الزعيم أنطون سعاده سقوط الولايات المتحدة الأميركية من عالم الإنسانية الأدبي، والآن نقول في عهد ترامب سقوط الولايات المتحدة الأميركية من عالم الأخلاق والأدب والقيم والإنسانية، فهي دولة غازية غادرة غاشمة متسلطة محاولة أن تستعبد الشعوب.
نحن أتينا هنا لا لأن نقول فقط نحن ضدّ هذا القرار بل نحن هنا لنقول له كما كانت سناء محيدلي وخالد علوان على أرض الجنوب سيكون منا مئة سناء محيدلي وخالد علوان على أرض الجولان لتحرير هذه الأرض المغتصبة.
تغطية: عبير حمدان – سماهر الخطيب
تصوير: مخايل شريقي- جهاد وهبة