الحريري في عشاء في السراي: لبنان يتمتّع بموقع مثالي ليكون مرساة للشركات الهندية لإعادة إعمار المنطقة

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أننا نسعى في المرحلة المقبلة الى تسهيل دخول الشباب في سوق العمل والاستثمار، لافتاً الى أن لبنان يتمتع بموقع مثالي ليكون مرساة للشركات الهندية لإعادة إعمار المنطقة حالما تسمح الظروف.

موقف الحريري جاء خلال حفل عشاء تكريمي أقامه في السراي الحكومي، على شرف وفد من منظمة الرؤساء الشباب YPO – الهند، الذي يزور بيروت بتنظيم من شركة «يو غروب»، للاطلاع على فرص الاستثمار في لبنان، بحضور وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني وشخصيات.

وقال الحريري: «صاغت الحكومة اللبنانية قبل عام، رؤية تهدف إلى تجديد بنيتنا التحتية وتحديث اقتصادنا وإطلاق العنان للإمكانات الهائلة لقطاعاتنا الإنتاجية. وتهدف هذه الرؤية في المقام الأول، إلى تحقيق نمو أعلى وشامل ومستدام وخلق مزيد من فرص العمل. وتماشياً مع هذه الرؤية، أعتقد أن المجالات والقطاعات التالية تمثل فرصاً سانحة لتعزيز الشراكة بين بلدينا:

أولاً، أدعوكم إلى إلقاء نظرة على برنامج الإنفاق الاستثماري الذي تبلغ قيمته 17 مليار دولار ويهدف إلى تجديد البنية التحتية للبنان في قطاعات الطاقة والاتصالات والنقل والمياه والصرف الصحي والنفايات الصلبة. ومن المتوقع أن يلعب القطاع الخاص، اللبناني والدولي، دوراً مهماً في تنفيذ هذا البرنامج، حيث من المتوقع أن يتمّ تنفيذ مشاريع تتراوح ما بين 5 إلى 7 مليارات دولار على أساس أسلوب PPP.. ويدرك القطاع الخاص الهندي جيداً الفرص التي توفرها مثل هذه المشروعات، خصوصاً منذ عام 2001، حين تمّ إنجاز حوالي 800 مشروع بأسلوب PPP في مجال الكهرباء والنقل في الهند.

ثانياً، أرى إمكانات كبيرة للتعاون في قطاع السياحة لأن هذا القطاع كان محركاً رئيسياً لنمو اقتصادينا. فمنذ عام 2014، زاد عدد الزوار اللبنانيين إلى الهند بنسبة 67 . ونحن نودّ أن ندعو المسافرين الهنود لتجربة مباشرة في العديد من المعالم السياحية والثقافية والتاريخية في لبنان، دون أن ننسى مطبخنا العالمي الشهير. وليس لديّ أدنى شك في أنكم بعد زيارتكم للبنان خلال هذا الأسبوع، سوف تصبحون مدافعين عظماء في وطنكم الأم عن كل ما يقدّمه لبنان.

ثالثًا، أعتقد أن لبنان يمكن أن يستفيد بشكل كبير من الإنجازات البارزة للهند في قطاع اقتصاد المعرفة. في الواقع، شرعت الهند في بذل جهود كبيرة للرقمنة، ونجحت في تحديث اقتصادها ومؤسساتها، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى مجموعة واسعة من المواهب بين القوى العاملة. الهند هي الآن ثالث أكبر قاعدة ناشئة في العالم. ولبنان يأمل أن يتبع المسار نفسه.

نحن نعمل على تطوير البنية التحتية الرقمية لدينا، ووضع خطة لرقمنة حكومتنا، وتطوير المنصات الرقمية لدينا، والأهم من ذلك، خلق بيئة مؤاتية تسمح لرجال الأعمال الرقميين بالنمو.

رابعاً، يتمتع لبنان بموقع مثالي ليكون مرساة للشركات الهندية لإعادة إعمار المنطقة في نهاية المطاف حالما تسمح الظروف بذلك. في الواقع، فإن القطاع الخاص اللبناني الديناميكي يعرف المنطقة جيداً، وهو راسخ في البلدان المجاورة، خصوصاً تلك التي يتوقع أن تشهد جهود إعادة إعمار كبرى، مثل العراق، وفي الوقت المناسب سورية. وفي هذا الصدد، فإن المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، شمال لبنان، تقدّم منصة مثالية للشركات الهندية للإنتاج والتصدير إلى المنطقة، مع أحدث البنية التحتية والإطار التنظيمي والحوافز المالية والإدارية السخية».

وختم: «أتطلّع إلى الترحيب بكم مرة أخرى في المستقبل غير البعيد لتشهدوا انتعاشاً اقتصادياً مباشراً في لبنان، هناك فرص كثيرة في بلدينا، وهناك روح وحيوية معينة في لبنان نبني عليها كل تطلعاتنا، وكذلك الأمر في الهند. من هنا أنا أعتقد بالفعل أنه بإمكاننا أن نتعاون في العديد من القطاعات. ومثل هذه اللقاءات التي تجري اليوم تصب تماماً في خدمة هذا الهدف. كما أن للشباب في كل من الهند ولبنان دوراً كبير في هذا الإطار، وأنا حين أرى الروح التي يعمل بها الشباب اللبناني، أجد نفسي مطمئناً للغاية لما يمكن أن نحققه من إنجازات. ولذلك، سيكون كل همنا في المرحلة المقبلة هو العمل على تسهيل دخول الشباب في سوق العمل والاستثمار».

وكان الحفل بدأ بكلمة لمنظمة الرؤساء الشباب، التي تحدث باسمها رجل الأعمال الهندي سانجيف غوينكا، مؤكداً «سعادة الوفد الهندي بزيارة لبنان والتعرّف على حضارته».

ثم قدم إلى الرئيس الحريري درعاً تذكارية عبارة عن لوحة فنية تاريخية عن الهند.

وكان الحريري استقبل في بيت الوسط، المدير الاقليمي للشرق الاوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي ساروج كومار جا. وعرض معه المشاريع التي يمولها البنك في لبنان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى