مواقع التواصل الاجتماعي.. وسائل تنمية ومعرفة أو قوة هادمة ومدمّرة؟

لا أحد يستطيع أن ينكر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين الرأي العام محلياً وعالمياً. وفي سورية وغير من البلدان باتت هذه الوسائل تشغل مساحة واسعة جداً من حياة الناس وأصبحت منافساً قوياً لوسائل الإعلام التقليدية في بث المعلومة والمتابعة الجماهيرية نظراً لما تملكه من سرعة في نشر المعلومة والصورة وقدرتها على التفاعل بين الأشخاص.

كثيراً ما تسأل شخصاً ما عن مصدر معلومته ليسرع ويقول: «قرأتها على الفيسبوك» ويدافع عنها وكأنها أصبحت حقيقة لا تقبل الشك رغم العيوب الكثيرة التي تشوب النشر على صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي سواء ما يتعلق منها بالمصداقية والمصدر أو هوية الناشر نفسه.

الناشطون على الصفحات الزرقاء لا بد أنهم يلاحظون وبكثرة أنه بنشر فكرة حول موضوع معين تهم الرأي العام على صفحة ما تقوم صفحات أخرى «شخصية وعامة» بنسخها فوراً وإعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأساس ودون التدقيق في صحتها وفي بعض الأحيان تنسب كل صفحة المعلومة لنفسها.

من هنا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً ذا حدين أحدهما إيجابي يسهم في تنمية الفكر والوعي وتشكيل كتلة رأي عام ضاغط في اتجاه ما، وآخر سلبي من خلال ما تنشره هذه المنصات من معلومات غير مؤكدة وكذلك إمكانية إنشاء صفحات وحسابات مزيفة تحت أسماء وهمية أو حتى انتحال أسماء مشهورة لبث الشائعات والأفكار المدسوسة تحت عناوين وطنية لا يستطيع المتابع العادي اكتشافها إلا بعد فوات الأوان.

العمر: دورها إيجابي شريطة استخدامها بوعي وانضباط

عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق الدكتور محمد العمر يرى أن «دور مواقع التواصل الاجتماعي إيجابي شريطة أن يتم استخدامها بشكل واع ومنضبط»، مبيناً في الوقت ذاته أن «هناك مواقع وصفحات تقوم بدور سلبي في المجتمع لاعتماد أصحابها على أفراد من غير المختصين بالإعلام وهو ما يؤثر على مصداقيتها».

ويتابع «معظم الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تلجأ إلى الإثارة والتشويق في العناوين واختيار نوعية محددة من المنشورات لجذب المتابعين. وهذا أمر مبرر إلى حد ما شريطة ألا يكون على حساب المضمون والمصداقية»، بحسب العمر الذي يحذر أيضاً من «خطورة الصفحات الوهمية التي تحمل أسماء مناطق أو محافظات أو حتى مؤسسات عامة والهدف هو إلحاق الضرر ببنية المجتمع الواحد».

الرفاعي: غير منضبطة وبيئة للتبادل السلبي

ويؤيد هذا الرأي الأستاذ في كلية الإعلام الدكتور محمد الرفاعي الذي وصف وسائل التواصل بأنها «منصة غير منضبطة وبيئة للتبادل السلبي للأخبار والموضوعات الاجتماعية»، ولذلك ذهب إلى أن «الوعي الاجتماعي يعدّ الحصن الأساس من هذه المواقع».

إبراهيم: جدواها حسب مديريها

رئيس تحرير موقع الحقيقة العين الثالثة سومر إبراهيم يرى أن طريقة تعاطي وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الفيسبوك مع الخبر «تختلف باختلاف مديري الصفحات وما إذا كانوا مختصين أم لا. فالصفحات التي يديرها صحافيون تجد الخبر فيها منقولاً بطريقة مهنية مع ذكر المصدر إذا لم يكن الخبر خاصاً بهم».

ويعتقد إبراهيم أنها أصبحت «حقيقة لا يمكن نكرانها أو تجاهلها وهي تأتي بالمرتبة الأولى في نقل الخبر رغم محاولة بعض المسؤولين نكران ذلك»، مؤكداً أن «التحقق من صدقية الخبر يتبع قدرة الشخص على الوصول للمعلومة الحقيقية وعلاقاته الشخصية أحياناً».

ويتابع: مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي تكمن في قدرة أي شخص على إنشاء عدد غير محدود من الصفحات الوهمية وتحت أسماء يتم اختيارها وفق الفئة الجماهيرية المراد التوجه إليها وكذلك إمكانية أن تقوم بإدارتها جهات ومؤسسات استخبارية خارجية دون أن يعلم المتصفح لتلك الصفحات مَن يقف وراءها وربما يعتقد أنها تدار من حارته أو منطقته لكونها تحمل اسم بلدته أو محافظته.

الشعراوي: هناك صفحات وهمية تمارس أدواراً مؤذية جداً

هذا الأمر يؤكده الأستاذ المدرس لمادة التحرير الإلكتروني في كلية الإعلام الدكتور أحمد الشعراوي فيقول إن «موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في عدد من دول العالم لا يمنع الأشخاص من إنشاء صفحات عدة ولا يوجد أي ضابط قانوني لهذا الأمر بينما في أوروبا يسمح للفرد بإنشاء صفحة واحدة فقط ويجب أن تكون حقيقية»، مبيناً أن هناك «صفحات وهمية بأسماء معينة تمارس أدواراً مؤذية جداً كما أن هناك صفحات تدّعي الوطنية ولكنها تدار من الخارج وهدفها تدميري يجب فضحها ومنع تأثيرها على عقلية ورأي الجمهور».

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى