إضراب عام وقتلى في تظاهرات «أم درمان» السودانية ودعوات إلى الاحتكام لصوت العقل

دعا مجلس الدفاع والأمن الوطني في السودان برئاسة عمر البشير إلى «تحكيم العقل وتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفتن»، مؤكداً أنّ «المحتجين شريحة من شرائح المجتمع التي يجب الاستماع لمطالبها».

وذكرت الرئاسة السودانية في بيان، عصر أمس: «رأس رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة ببيت الضيافة اليوم اجتماع مجلس الدفاع والأمن الوطني بكامل هيئته».

وأكد المجلس «أهمية جمع الصف الوطني وتحقيق السلام وضرورة الاحتكام لصوت العقل لتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفتن».

وأضاف البيان أن المجلس «اطلع على تقارير مفصلة حول الوضع السياسي والأمني الراهن واتخذ جملة من التدابير التي من شأنها تعزيز السلام والاستقرار في البلاد».

وبحسب البيان، أكد المجلس أن «المحتجين يمثلون شريحة من شرائح المجتمع التي يجب الاستماع إلى رؤيتها ومطالبها».

ولفت البيان إلى أن المجلس أكد «حرص الحكومة على الاستمرار في الحوار مع الفئات كافة بما يحقق التراضي الوطني».

في هذه الأثناء، قتل خمسة مواطنين في تظاهرات مدينة أُم درمان، وفق ما أَعلنته «لجنة أطباء السودان المركزية» أمس.

وقتل المتظاهرون خلال تصدّي الشرطة السودانية للتظاهرات في مختلف المدن أول أمس، مستخدمةً الرصاص المطاطيّ وقنابل الغاز.

وكانت وكالة الأنباء السودانية «سونا»، قد تحدّثت عن «مقتل أحد المحتجين خلال تظاهرات جرت في مدينة أم درمان أول أمس».

ونقلت الوكالة عن تقارير للشرطة أنّ «مدنيين ورجال شرطة أصيبوا أيضاً خلال تظاهرات السبت، حيث وقعت اشتباكات بين آلاف المحتجين وقوات الأمن قرب مقر إقامة الرئيس عمر البشير في الخرطوم».

من جهته، دعا تجمّع المهنيين في السودان أمس، إلى «الإضراب العام لجميع القطاعات المهنية في البلاد، ومواصلة الاعتصام والتظاهر حتى تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية».

كما أكد بيان تجمع المهنيين «مواصلة الاعتصام أمام مقرّ قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم».

وكان البشير قد أطلق المرحلة الثانية من الحوار بين مكوّنات البلاد، وفق ما سمّاه «التوجه نحو التغيير».

البشير وفي كلمة له أمام اجتماع التنسيقية العليا للحوار الوطني، أكد أن «الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتمكين الشعب من اختيار قيادته بصورة نزيهة وسلسة»، مجدداً دعوة «حملة السلاح والمعارضين الى الانضمام للحوار».

من جهة أخرى، أعلن مركز التحكم القومي للكهرباء في السودان عن «انقطاع التيار عن كافة أنحاء البلاد مساء أمس».

وقال المركز في بيان، نقلته وسائل الإعلام السودانية، إن «الجهود جارية لاستعادة المحطات وتغذية الشبكات بشكل تدريجي».

جدير بالذكر أن حوادث الانقطاع التام للتيار في الشبكة القومية للكهرباء تكرّرت كثيراً في الآونة الأخيرة.

ومنذ 19 كانون الأول 2018، تشهد مدن سودانية احتجاجات منددة بالغلاء تطالب بتنحّي الرئيس عمر البشير.

وحاول المتظاهرون أمس، الوصول إلى مقر الاعتصام أمام قيادة أركان الجيش السوداني في الخرطوم، وقاموا بسلك طرق بديلة بعد إغلاق عدد من الشوارع والجسور الرئيسية.

على صعيد متصل، قالت مصادر إن «شبكة الإنترنت شهدت عملاً متقطعاً في أرجاء متفرقة من البلاد»، وهنالك أنباء تفيد بـ«انقطاع شامل للشبكة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى