معرض تشكيلي وندوة تكريماً للفنان والناقد التشكيلي السوري أديب مخزوم في كفرسوسة
بلال أحمد
خمسون فناناً اجتمعوا ليقدّموا بلوحاتهم تحية للفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي أديب مخزوم، خلال معرض وندوة استضافها المركز الثقافي بكفرسوسة.
الفعالية التي أقيمت بمبادرة من وزارة الثقافة جاء معرضها الفني متنوّعاً بين التراث والبصمة السورية، إضافة إلى بورتريهات تحمل صورة الفنان مخزوم بتقنيات مختلفة كلوحة اللبنانية خولة الطفيلي ولوحة الفنان أديب ميهوب التي جمع فيها المكرم مع عباقرة الموسيقا وبورتريه فيفيان جبور التي جعلت لوحاته وكتابه خلفية لها.
الفنان التشكيلي أسامة دياب شارك بلوحة تعكس تراث المجتمع السوري كتحية للفنان مخزوم ليؤكد ضرورة التمسّك بالهوية التشكيلية والإرث الذي صنعه مخزوم ورفاقه من المبدعين. أما الفنانة مفيدة الديوب فقدّمت عملاً باسم نساء دمشقيات يعبر عن حالة الألفة باللونين البرتقالي والأخضر كتعبير عن الدفء واصفة مشاركتها بهذا المعرض بالتكريم لها.
ورأت الفنانة التشكيلية راميا سليمان أن مخزوم إنسان مخلص ظلّ عبر مسيرته بوصلة بالفن والأصالة، مبينة أنها شاركت بلوحة مزجت بين التجسيم والتشكيل الزيتي هي فكرة المادة والروح الخير والشر الباطن والظاهر بتشكيل يوحي بهذه المتضادات.
وعلى هامش المعرض عقدت ندوة لتكريم الفنان مخزوم أدارتها الإعلامية إلهام سلطان استهلّها فيلم وثائقي عن حياة الفنان وتجربته الفنية والنقدية والإعلامية.
وخلال مداخلة للباحث الدكتور علي القيم أوضح أن الفنان مخزوم يكتب باستمرار منذ ثلاثين عاماً وله مؤلفات ومساهمات في الحركة النقدية الفنية التشكيلية والكتابات الموسيقية، لذلك يستحق هذا التكريم، معتبراً أن الاحتفاء بالمبدعين في قمة عطائهم هو تتويج لهذا الإبداع واعتراف به، مستعرضاً في الوقت نفسه أسلوب مخزوم الفني بالرسم والتشكيل، إضافة إلى أعماله النقدية في مجال الموسيقا والأدب والنقد الفني.
الفنان الدكتور عبد المنان شما نوّه بأهمية تكريم الفنان ووجوب تكرار هذه الظاهرة الثقافية التي تعبر عن احترامنا للإنسان المبدع المعطاء منوّهاً بغنى موهبة مخزوم الموسيقية والنقدية، إضافة إلى إبداعه في الفنّ التشكيلي لكونه قارئاً عميقاً للوحة وحين يكتب نقداً تتقاطع قراءته مع ما يريده الرسام المبدع.
الفنانة التشكيلية لينا ديب تناولت في مداخلتها سرداً عن حياة وإنجازات مخزوم وتجربته الفنية التشكيلية ونظرته إلى موضوع المرأة الأم والأخت والشريكة والمفردات الفنية التي قدّم بها لوحاته والتكنيك الفني في أعماله إضافة إلى الجانب الموسيقي وخاصة الأرشيف الكبير والمهم لعمالقة الفن الأصيل من أسطوانات ومجلات وسواها.
وعبّر مخزوم عن سعادته بهذا التكريم الذي يعتبره وساماً على صدره منح في أوج عطائه ولا سيما أنه كان من الداعين لتكريم الفنان في حياته ليرى بعينه ثمرة أعماله معتبراً وجود كل هؤلاء الفنانين إلى جانبه هو التكريم الحقيقي.