خطة الكهرباء: عندما يتمّ الاتفاق بين التيار وأمل

ـ يكاد يكون التيار الوطني الحر قد أبرم تفاهمات ثنائية مع أغلبية القوى السياسية الكبرى بإستثناء حركة أمل، فهو شريك تفاهم مار مخايل الثابت والإستراتيجي بينه وبين حزب الله، وشريك تفاهمات باريس مع تيار المستقبل، وشريك تفاهم معراب مع القوات اللبنانية، لكنه بقي محكوماً بمعادلة الرهان على الإقلاع بمشروعه السياسي على مستوى البلد قبل وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية وبعد الوصول، من دون التفاهم مع أمل بل ربما بالتصادم معها.

ـ ليس هناك ما يفسّر الجفاء بين التيار والحركة وهما شريكان لسنوات في تحالف رباعي كان يجتمع بحضور الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله والوزير سليمان فرنجية إلا اقتناع ضمني لدى التيار سبق ووقع فيه من قبل الرئيس إميل لحود وقوامه أنّ النظام الذي وصف بالحريرية والذي شكل النائب السابق وليد جنبلاط ركيزة من ركائزه له أب فعلي هو الرئيس نبيه بري، وأنه يمكن التفاهم مع الحريرية والجنبلاطية وتطويعهما أو احتوائهما لكن الفوز بالحكم يستدعي الفوز على «البرية» السياسية.

ـ خلال سنوات اختبر التيار فرضية الرهان على الضغط على حزب الله لتطويع أمل وإخضاعها وكانت النتيجة في الانتخابات الرئاسية ذهاب الرئيس بري إلى الحدّ الأقصى وهو التصويت بورقة بيضاء حتى عندما لم يعد مرشحه سليمان فرنجية مرشحاً وعندما نجح حزب الله بجلب كلّ الحلفاء لإنتخاب العماد عون رئيساً.

ـ نشأت بداية تجربة جديدة في التيار بعد الأزمة العاصفة مع الرئيس بري قوامها السعي لتدوير الزوايا والبحث عن التساكن والتسويات، ولعب أصدقاء مشتركون دوراً وراء الكواليس وتحت الأضواء لتقريب ذات البين ورأب الصدع وجوهر المعادلة يقوم على أساس مخاطبة التيار وفقاً لمعادلة أنه لا يمكنك قبول مسحيتيك وتعيير بري بشيعيته، ولا يمكنك إعتبار ثمة حقوق فئوية حزبية تدافع عنها وأن تأخذ ذلك على سواك، ومخاطبة أمل وفق معادلة أنه لا يمكن تخيّل أمل وهي تعزف على وتر واحد مع القوات ومتطرفي المستقبل ومخاطبة الفريقين بالقول إنّ المحاصصة التي تقوم عليها الدولة ويشترك فيها الجميع تستطيع أن تقدّم أفضل ما عندها في التوظيف وفي إدارة المال العام والمعيار هو حصرية التلزيم بالمناقصات والتعيين بالمباريات.

ـ تجربة خطة الكهرباء قامت على تفاهم أمل والتيار وفق معادلة تسوية أدارها وزير المال علي حسن خليل تقوم على قبول التيار بالعودة إلى دائرة المناقصات مقابل تغطية أمل لبقاء الإشراف لوزارة الكهرباء بدلاً من الهيئة الناظمة فسقطت تحفظات القوات والإشتراكي وطلبهما ربط الخطة بتشكيل الهيئة وتسليمها الإشراف ونجح تمرير الخطة.

ـ التجربة تستحق الرعاية من الفريقين في حقل ألغام لبناني مليء بمشاريع التفخيخ عساها تنتج قناعة مشتركة لن يكون حزب الله وحلفاء آخرون بعيداً عنها بأنّ قانون الإنتخابات السيّئ هو ثمرة النكايات بين الحليفين اللدودين وأنّ تصحيحه ممكن بتفاهمهما على قانون المجلسين الذي يكاد يفوز لولا التجاذبات التي حكمت علاقة الفريقين.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى