أوروبا منقسمة بشأن ليبيا والإطاحة بالقذافي خطأ فادح وقوات حفتر تقصف تمركزاً لقوات السراج بطرابلس
أفاد مصدر عسكري في اللواء التاسع التابع للقوات المسلحة الليبية أمس، بأن «مقاتلات الجيش الليبي استهدفت مواقع لقوات حكومة الوفاق جنوب طرابلس».
وأكد المصدر أن: «مقاتلات سلاح الجو الليبي استهدفت تمركزا لقوات حكومة الوفاق في طريق المطار العالمي جنوب طرابلس»، مشيراً إلى أن «منطقة خلة الفرجان تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وقوات الوفاق مع تقدم للجيش وسيطرة على معسكرات عدة في المنطقة».
وقال المصدر في وقت سابق أمس، إن «القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية قد أرسلت قوات عسكرية إضافية من أجل تعزيز قوة وحدات الجيش الليبي في عملية تحرير طرابلس».
من جهة أخرى، انقسم الاتحاد الأوروبي حول الموقف من العمليات العسكرية في ليبيا، وقال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني أمس، إن «فرنسا وإيطاليا منقسمتان بشأن السياسة تجاه ليبيا رغم وحدة الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي الذي عبرت عنه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد».
وحث تاجاني، وهو إيطالي، دول الاتحاد الأوروبي على «الحديث بصوت واحد في ما يتعلق بالصراع في ليبيا حيث تدور اشتباكات بين قوات متنافسة للسيطرة على العاصمة طرابلس».
كما أشار إلى «دور فرنسا وبريطانيا في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011»، واصفاً إياه بـ«الخطأ الذي أشاع الفوضى في ليبيا».
وقال للصحافيين «نحن بحاجة لمزيد من الوحدة. نريد كأوروبيين الحديث بصوت واحد»، منوّهاً إلى أنّ «الأوروبيين لسوء الحظ منقسمون بهذا الشأن».
وأضاف تاجاني أن «لدى فرنسا وإيطاليا مصالح متضاربة».
ويقول مسؤولون ليبيون وفرنسيون إن «فرنسا، التي تمتلك أصولاً نفطية في شرق ليبيا، وفرت الدعم العسكري على مدى الأعوام الماضية للقائد العسكري خليفة حفتر في معقله شرق ليبيا».
وتدعم إيطاليا، التي كانت تحتل ليبيا وما زالت لاعباً رئيسياً في قطاع النفط الليبي، فائز السراج رئيس الوزراء الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وقالت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع في لوكسمبورغ يوم الاثنين، إن «رسالة أوروبا يجب أن تكون من أجل تطبيق كامل لهدنة إنسانية… وتفادي أي عمل عسكري وتصعيد آخر والعودة إلى المسار السياسي في ليبيا».
أكدت وكالة «رويترز» أن زحف الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس أصبح مفاجأة حتى لحلفاء قائده المشير خليفة حفتر في العالم، وأظهر فشل الغرب في ثني حفتر عن هذه الخطوة.
وكما عقد دبلوماسيون غربيون الشهر الماضي، قبل نحو أسبوعين من بدء الجيش الوطني التقدم نحو العاصمة، اجتماعاً مع حفتر في قاعدته قرب بنغازي، في محاولة لإقناعه بعدم شن هجوم ضدّ حكومة الوفاق المعترف بها دولياً التي تتخذ من طرابلس مقراً لها وعدم جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة.
وقال الدبلوماسيون لحفتر إنه «قد يكون رئيساً مدنياً ناجحاً إذا التزم بإطلاق تسوية سياسية»، إلا أن قائد الجيش الوطني لم يعر اهتماماً كبيراً إلى هذه الوعود، وشدّد على أنه «مستعد للتفاوض مع رئيس المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق، فايز السراج، لكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تقاسم السلطة فإنه سيفرض السيطرة على العاصمة بالقوة».
كما أكدت أربعة مصادر دبلوماسية منفصلة أن «دبلوماسيين غربيين ومسؤولين أمميين آخرين جاؤوا خلال الأسابيع السابقة لهذا الاجتماع في قاعدة حفتر بدعوات إلى ضبط النفس».
وفي مؤشر على عدم امتلاك الغرب والأمم المتحدة أي سيطرة على الوضع حول طرابلس، أشارت المصادر الدبلوماسية الأربعة إلى أن «مسؤولين أمميين وغربيين أجروا قبيل بدء التصعيد اتصالات يومية مع قاعدة حفتر لبحث تنظيم الملتقى الوطني الجامع»، دون علم نيات قائد الجيش الوطني الليبي.
فيما أكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن «باريس لم تتلق أي أخبار حول بدء قوات حفتر هجومها على طرابلس».
ولم يصدق بعض المسؤولين حتى النهاية أن حفتر أقدم في الواقع على بدء الهجوم، إذا قال مسؤول أممي لدى ظهور أول قوات للجيش الوطني جنوب العاصمة إن ذلك «مجرد لعبة نفسية».
والتقى الدبلوماسيون الغربيون حفتر مراراً وأقنعوا حكوماتهم بصرف النظر عن تعليقاته شديدة اللهجة، بما فيها أن «ليبيا ليست مستعدة للديمقراطية»، إلا أنهم يشعرون حالياً بخيبة الأمل، حيث قال أحدهم: «أمضيت في الاتصال مع حفتر قرابة عامين، وإذا لم يعقد المؤتمر الوطني الليبي العام فإن هذه الجهود تكون قد فشلت».
وشكل زحف قوات حفتر على طرابلس مفاجأة ليس فقط للقوى الغربية مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، التي حاولت إشراك المشير في التسوية السياسية على مدى سنين، بل وأيضاً للإمارات ومصر، أكبر دولتين داعمتين له في المنطقة.