الموت الكوميدي
أن تتصالح مع ماضيك لأمر شجاع جداً
ومخيف أيضاً
عندما تمر الذكرى على قلبك
كزجاج مكسور يحفر بعمق
تراقب حدة الصوت
داكنية اللون
وتحسب كثافة الجرح
كالضباب المقفى
كغيمة من تشرين
كالضوء المعتق تماماً
ثم تقع من عينيك دمعة ثقيلة جداً
كقنبلة كخراب موقوت
بكامل برودتك تنفض الغبار الذي خلفه الدمار
وتمضي
يقبل الموت كوحش مخيف
فتقهقه عالياً كأنك في عرض بهلواني
للموت الكوميدي
تربت على كتف المهرج
كلما بكيت من شدة الضحك
يمضي الوجع إليك بخطى هادئة
تلهف إليه بشهية العناق
وترتمي في أحضانه بسرعة الحب
ويستمرّ العناق الدافئ إلى الأبد
ديمة منصور