المقاطعة تفوز بالأكثرية في انتخابات طرابلس
لم تنفع العراضات السياسية التحريضية الكثيفة، التي أقامها تيّار المستقبل في طرابلس، منذ إعلان المجلس الدستوري بطلان نيابة ديما جمالي ودعوته لإجراء انتخابات فرعية، في دفع ما تبقى من قاعدة شعبية للتيّار في الفيحاء، بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات والاقتراع لمرشحته جمالي، كما كان يأمل «المستقبل» وحلفاؤه، ما جعل نسبة الاقتراع هي الأدنى منذ العام 1992.
ربحت جمالي المقعد النيابي، لكن الفائز شعبياً وسياسياً وبالأكثرية الساحقة، هو «تيّار الكرامة» بقيادة النائب فيصل كرامي وحلفاؤه الذين أعلنوا مقاطعة الانتخابات احتجاجاً على عدم إعلان المجلس الدستوري فوز مرشح «جمعية المشاريع الخيرية» طه ناجي بمقعد جمالي بعد إبطال نيابتها.
وكانت انتخابات طرابلس التي جرت على أساس النظام الأكثري، شهدت فتوراً غير مسبوق، إذ لم تتجاوز نسبة الاقتراع العام وفق استطلاعات غير رسمية الـ 11 في المئة، وتنافس فيها 8 مرشحين، هم إضافة إلى جمالي: النائب السابق مصباح الأحدب، يحيى مولود، عمر السيد، طلال كبارة، محمود الصمدي، حامد عمشة ونزار زكا.
وأقفلت صناديف الاقتراع عند السابعة مساء أمس لتبدأ عملية فرز الصناديق بحضور مندوبي المرشحين.
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابع منذ صباح أمس سير العملية الانتخابية، وتلقى سلسلة تقارير من الأجهزة الأمنية المعنية حول نسبة الإقبال على الاقتراع، إضافة إلى الأوضاع الأمنية التي ترافق الانتخابات.
وتعليقاً على تدني نسبة الاقتراع قال النائب جميل السيّد عبر حسابه في موقع «تويتر» بعد ظهر أمس: «نسبة الإقبال على الاقتراع في انتخابات طرابلس الفرعية لم تتجاوز 6 حتى الساعة! يعني 6 على 100، إذا إستمرت هذه النسبة حتى إقفال الصناديق، فهذا يعني شيئاً واحداً: أنّ أحداً، أياً كان ومهما تشاطر، لم يعد يستطيع أن يخدع الناس ويضحك على ذقونهم، عسى أن تنتشر عدوى طرابلس في كلّ لبنان».
وقد جاوزت نسبة المقترعين العشرة بالمئة بقليل وهي النسبة الأدنى على مستوى كلّ الإنتخابات منذ العام 1992.
وفي جبل محسن ، كانت نسبة الاقتراع معدومة ولم تصل إلى خمسمئة ناخب، ما دفع مندوبي اللوائح إلى النوم عميقاً في الأقلام وفق ما وثّقته كاميرا NBN، وهذا يؤكد أنّ غياب الحيوية الانتخابية مردّه إلى عوامل عدة وتبدأ بكون النظامِ المعتمد هو الأكثري وليس النسبي ولا تنتهي بغياب المنافسة الجدية بعد مقاطعة قوى سياسية مثل الحزب العربي الديمقراطي أو تيار الكرامة برئاسة فيصل كرامي وحلفائه على خلفية نتيجة الطعن التي أبطلت نياية ديما جمالي ولم تأت بــ»طه ناجي» فائزاً بدلاً منها».
وهذا الواقع عكسته وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن في بيروت وطرابلس عندما أكدت ألاّ أجواء لمعركة سياسية، وحثت تكراراً الناخبين على عدم التخلي عن ممارسة حقهم الديمقراطي في الاقتراع ولكن من دون جدوى، وتوقعت إعلان النتائج منتصف الليل حيث سيكون لطرابلس نائب ثامن».