سورية والحصار ومصر والعراق
ـ لم يعد الأمر موضع شكّ لجهة وقوع الحصار النفطي على سورية عبر قناة السويس واعتراف القيادة المصرية بذلك واتخاذها من الاعتبارات الدولية تبريراً لذلك، والحكومة المصرية تعلم أن لا شيء يلزمها قانوناً إلا قرارات الأمم المتحدة، ولا قرارات أممية بالحصار على سورية، والقرار الأميركي يلزم من يبحث عن رضى واشنطن لا عن القانون، وتعرف الحكومة المصرية أنّ حساب المصالح يقول ببساطة إن لا أميركا ولا سواها يمكنهم مقاطعة العبور في قناة السويس فيما لو قرّرت مصر السماح بعبور شحنات النفط إلى سورية.
ـ بادر العراق الذي يفترض أنّ الأميركيين يصاردون قرار حكومته ولا يزالون يحتفظون بوجود عسكري فيه وأرسل صهاريج محملة بالمحروقات إلى سورية عن طريق البرّ في إطار التفاهم الثلاثي السوري الإيراني العراقي للتكامل الاقتصادي الذي يشمل قطاعات النقل وسكك الحديد خصوصاً والمحروقات والطاقة والتبادل التجاري.
ـ لن يكون سهلاً على سورية بعد تجاوز الأزمة الراهنة الدخول في تفاهمات تكاملية مع مصر لأنّ القرار الأميركي سيكون دائماً شريكاً ثالثاً ولو في السرّ حيث بدون توقيعه الضمني لا تستطيع مصر السير بأيّ تفاهمات.
ـ محزن أن تكون مصر قد تصرّفت في شأن ثنائي تجاري مع سورية كمحمية أميركية تتلقى التعليمات، فتلك قضية أكبر من قضية عبور قناة السويس، ومفرح ان يكون العراق قد تجرّأ على كسر القرار الأميركي وتحدّي الحظر على سورية، فتلك بشائر مستقبل واعد أكبر من قضية صهاريج محروقات بكثير…
التعليق السياسي