بغداد: «داعش» يحاول العودة إعلامياً لا أكثر

قال المتحدث باسم خلية الإعلام الأمني في العراق، العميد يحيى رسول، أمس، إن تنظيم داعش يحاول العودة إعلامياً لا أكثر، أما عسكرياً على الأرض فقد انتهى.

وأوضح رسول أن «القوات الأمنية العراقية تنفذ عمليات نوعية ضد أوكار تنظيم داعش في ديالى وصلاح الدين والأنبار، وقامت خلال الأيام الماضية بتدمير عدد من الأوكار التي كان يتخذها التنظيم مقار له».

وأضاف: «لم يبق لداعش أي شيء سوى عدد من العناصر الذين يختبئون في مناطق صحراوية وجبلية، لكننا نستهدفهم بعمليات نوعية بشكل مستمرّ. بعد عملية جبال حمرين قبل أيام في ديالى، حاول داعش الظهور إعلامياً ليؤكد مدى خسارته».

يذكر أن تنظيم «داعش» بث الأحد مقطع فيديو تحت عنوان ديالى ظهر فيه مقاتلوه وهم يُعدمون أشخاصاً ينتمون لأجهزة أمنية عراقية.

وفي السياق، كشف عضو مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش الكربولي، في تصريح أمس، عن أخر معاقل «داعش» الإرهابي.

ويقول الكربولي: «المعلوم أن الأنبار تمثل ثلث العراق، وهذا الثلث 90 منه صحراء ذات تضاريس، وجغرافية صعبة، لذلك منذ سنة 2006، ومنذ ظهور العصابات الإرهابية، بدءاً من «التحرير والجهاد»، ثم «القاعدة»، و«داعش»، لديهم مراكز ومعسكرات في أماكن متفرقة من هذه الصحراء». وأضاف الكربولي، بالإضافة إلى الخسائر التي تكبّدها «داعش» الإرهابي، مؤخراً، في سورية، لذلك فهم ينفذون إلى صحراء الأنبار.

ويبين الكربولي، هناك حدود طولية حوالي 650 كيلو متراً، لا يمكن تأمينها بالكامل، مثل كل الحدود بين الدول العالم، وربما هناك مناطق رخوة يتسلل منها عناصر «داعش» الإرهابي، لاسيما، وأنهم يتسللون أفراداً على شكل رعاة أغنام.

ونوه إلى أن «تسلل بعض عناصر «داعش»، من سورية إلى العراق، مستمراً، فهم عندما كانوا يتضايقون في العراق يهربون إلى سورية»، متداركاً، «لكن القوات الأمنية العراقية يقظة وتحبط هذه المحاولات للتسلل، وتنفذ عمليات نوعية مستمرة، بين الفترة والأخرى لتمشيط هذه المناطق».

ورأى أن المناطق التي تعتبر المعاقل الأخيرة لـ«داعش» في صحراء الأنبار، ومنها: «واديا حوران، والقذف، والحسينيات، والكعرة».

واختتم عضو مجلس محافظة الأنبار، بقوله:

«إن طيران الجيش العراقي، والتحالف الدولي، ينفذ ضربات نوعية، لمعالجة بعض الأهداف الثابتة، والمتحركة، في هذه المناطق المذكورة، مطالباً الاستمرار بهذه المتابعة في تنفيذ الضربات، للقضاء على التنظيم الإرهابي، ولمنع تناميه واستقراره».

إلى ذلك، باشرت السلطات القضائية العراقية إجراءات محاكمة 900 عراقي يشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» تسلمتهم الحكومة من «قوات سورية الديموقراطية» في وقت سابق.

ونقل عن مصدر قضائي عراقي قوله الأحد: «تسلّمنا ملفات التحقيق مع 900 من عناصر تنظيم داعش قادمين من سورية». وأوضح أن «المحكمة المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بدأت بتحديد مواعيد محاكماتهم تباعاً».

وقد نقل هؤلاء الأسرى إلى العراق بعد سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» على منطقة الباغوز، آخر جيوب «داعش» في شرق سورية، وطرده منها.

وأضافت الوكالة نقلاً عن مسؤول أمني أن عراقيين يقبعون في سجون للقوات الكردية في سورية في انتظار نقلهم إلى العراق، مشيراً إلى أن تسليمهم سيحصل تدريجياً، عبر الحدود العراقية السورية». وأضاف أن بين المعتقلين «قادة مؤثرين جداً، أحدهم خبير كيميائي، وهو المسؤول عن غالبية الهجمات الكيميائية».

وسبق للعراق أن حاكم الآلاف من مواطنيه الذين انضموا إلى التنظيم الإرهابي، بينهم نساء، وحكم على مئات منهم بالإعدام.

وإلى جانب المواطنين العراقيين، تستعد بغداد لمحاكمة 12 شخصاً يحملون الجنسية الفرنسية اعتقلوا في سورية ونقلوا إلى العراق. ويواجه هؤلاء عقوبة الإعدام.

وكشف مصدر حكومي عراقي أن بلاده اقترحت على دول التحالف الدولي لمحاربة «داعش» والذي تقوده الولايات المتحدة، تولي محاكمة المقاتلين الأجانب المعتقلين في سورية، مقابل مبلغ مالي يصل إلى ملياري دولار، ما سيتيح لدول عدّة تجنب استعادة مواطنيها المنضمّين للتنظيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى