نهلا حاماتي: المؤتمرات الجادّة من أهمّ العوامل في دفع العملية التربوية قدماً
نظمت بلدية تكريت «المؤتمر التربوي السنوي الأول» بعنوان «رؤى التطوير والإنماء»، برعاية رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي وحضورها، وبمشاركة المدير العام الأسبق لوزارة الثقافة فيصل طالب، وحضور رئيس الدائرة الإقليمية في وزارة الشؤون الإجتماعية في عكار حسن طرابلسي، رئيس البلدية عبدالله غية، مدير المعهد الفني الرسمي زياد الصانع، الدكتور مالك العلي، العميد المتقاعد عمر العلي وحشد من الوجوه التربوية والثقافية ومدراء مدارس وثانويات.
وألقى طالب كلمة تناول فيها، بعض التساؤلات حول عدم اعتماد مبدأ التقييم المستمرّ للأفراد والمؤسسات، وللنظام التعليمي بأكمله، معتبراً ان «لا تنمية تربوية دون توجيه تربوي وربط كلّ مخرجات التعليم بسوق العمل، وربطها أيضاً بالمعلوماتية والإستثمار في اقتصاد المعرفة».
وتساءل عن «إغلاق دور المعلمين والمعلمات التي كانت تتولى مهمة الإعداد المنتظم، وإناطة الموضوع بكلية التربية، وحصر مهمات دور المعلمين والمعلمات بالتدريب فقط، ونتج عن ذلك تدفق الأساتذة المتعاقدين إلى الجسم التعليمي، وبنسبة تجاوزت النصف، معتبراً أنّ «هذا مؤشراً خطيراً عندما يغلق باب الإعداد ويفتح باب التعاقد».
وختم متوجهاً الى الأساتذة المتقاعدين المكرّمين داعياً المجتمع الى الاستفادة من خبراتهم.
من جهته عدّد رئيس اللجنة الموحدة لدعم التعليم في تكريت هشام طالب، جملة مطالب من بناء ثانوية في البلدة وإنشاء مركز لتدريب المعلمين المستدام، بالإضافة إلى إنشاء مركز ثقافي رياضي اجتماعي لإعداد الشباب للقيام بواجبتهم في خدمة الوطن، منوّهاً بدور البلدية بشخص رئيسها عبدالله غية في إنجاز النشاط التربوي والجهد الإنمائي، مثنياً على الدور الذي يقوم به معهد تكريت الفني، بإدارة مديره زياد الصانع.
أما رئيس البلدية عبدلله غية فقد اعتبر انّ «العمل البلدي لا يقتصر على الاهتمام بالحجر، بل بالتنمية البشرية أيضاً، ولأنّ مبرّر وجود البلديات هو تأمين الخدمات للناس»، مشدّداً «في هذا السياق على توفير خدمة التربية بجودة عالية، مؤكداً انّ «البلدية تعمل على تفعيل المشاركة المحلية، من خلال تشكيل مجلس التعاون البلدي»، معدّداً الإنجازات التي تحققت، موجهاً الشكر الى وزارة الشؤون الإجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة معوّض لمساهمتهم الفعّالة في هذه الأعمال، واصفاً المؤتمر بالحدث التربوي «وهو رسالة أمل ورجاء في رسم سياسات تربوية للمدرسة الرسمية».
ثم ألقى وليد غية كلمة «تكميلية الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرسمية»، تناول فيها تعثر المدرسة في نتائج الشهادة المتوسطة في الدورة الأولى، ولكن وبتوجيه من رئيسة المنطقة التربوية نهلا حاماتي تمكّنت المدرسة من تحقيق نتائج جيدة في الدورة الثانية، لافتاً الى انّ المدرسة هي التي أطلقت فكرة هذا المؤتمر، مؤكداً انّ «النخب المثقفة في البلدة أخذت دورها في النهوض بالعملية التعليمية والتربوية من خلال التعاون بين روافد المجتمع ومؤسساته المدركة والواعية».
وأكدت حاماتي انّ «المؤتمرات التربوية الجادة كانت من أهمّ العوامل في دفع العملية التربوية قدماً»، آملة أن «يقدّم هذا المؤتمر رؤية استراتيجية يتشاركها خبراء تربويون وعلم نفس ورعاية اجتماعية، بالتعاون مع المجلس البلدي كسلطة فاعلة واللجنة التربوية الموحدة للتعليم في تكريت».
ودعت الى «تشكيل لجنة متابعة لحمل توصيات المؤتمر الى المرجعيات التربوية المسؤولة»، مؤكدة دعم الدائرة وضمن الإمكانيات المتاحة لتحقيق الأهداف المرجوة.
بعد ذلك تمّ توزيع الدروع التقديرية على الأساتذة المكرمين الذين بلغ عددهم 24 أستاذاً.
وبعدها عقدت جلسات المؤتمر حيث تحدث في الجلسة الأولى الدكتور مالك العلي عن إعادة الثقة بين المدرسة الرسمية والمجتمع المدني، تلاه الأستاذ حسن طرابلسي في مداخلة عن إعداد المعلم والتقييم، فمدير المعهد الفني زياد الصانع في مداخلته التعليم المهني والتنمية الإقتصادية.
وفي الجلسة الأخيرة قدّمت الأستاذة آمال حرقص مداخلة حول تفعيل دور الأمّ في بناء شخصية الطفل، تلاها الدكتور محمد خليل عن توجيه الطلاب للدخول الى الجامعات من البكالوريا حتى الدكتوراه. وختم مدير التكميلية محمد ابراهيم متحدثاً عن واقع التعليم الرسمي والسياسة التربوية العامة.
وانتهت أعمال المؤتمر بجملة من التوصيات.