بمناسبة ذكرى مرور 44 عاماً على الحرب الأهلية غندور: لو كان عندنا دولة قانون لما وقعت الحرب
نظم اللقاء التشاوري لملتقى الأديان وشبكة الأمان للسلم الأهلي الثلاثاء الفائت لقاء موسعاً بمناسبة مرور 44 عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية، في مطعم الساحة، حضره نخبة من مؤسّسات وجمعيات ورجال فكر وأدب وقانون شاركوا في حوار مفتوح لبلورة أفكار لتحصين الساحة الوطنية من العبث والانحراف.
وألقى راعي اللقاء السيد علي فضل الله كلمة دعا فيها الى الانفتاح على الآخر وانتهاج ثقافة مجتمعية وطنية تحصّن مجتمعاتنا وتدرأ عنها الأخطار.
وألقى رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي الحاج عمر غندور كلمة جاء فيها:
تِنْذِكرْ ومَا تِنْعادْ
تعبير شعبي يسبق ذكر المناسبات الأليمة كالحرب الأهلية الجاهلية اللبنانية التي انطلقت شرارتُها في 13 نيسان من العام 1975 أيّ منذ 44 عاماً؟
فعلاً تنذكر، لاستلهام الدروس والعبر حتى لا تنعاد، وان عادت لا سمح الله وقدّر، ساعتئذٍ نقول: نحن شعبٌ أحمقٌ أبله لا يستحقُ نعمةَ الحياة.
في هذه العُجالة أتذكّر حكمة قال فيها الأديب اللبناني أمين تقي الدين «الأفرقاء في لبنان ثلاثة… موالاة، ومعارضة، والذين معهم حق.
لا شك أنّ أسباب الحرب الأهلية في لبنان كان أبرزها سوء الظنّ بالآخر، ما أسفر عن قيام تنظيمات وأحزاب وفرق وجماعات، ومنها من ابتدع من الدين ما ليس منه، وكلّ ذلك حصل برعاية واحتضان قوى خارجية في طليعتها ما يُسمّى «إسرائيل»، مستغلين طيبة الناس وخاصة ممّن عندهم قابلية التصديق بكلّ شيء للحصول على السلطة والمال وتصفية الحسابات وما شابه.
ولو كان عندنا دولة قانون تحفظ التنوّع المجتمعي بكلّ خصوصياته ويلتقي الشريك مع الشريك الآخر في بناء وطن العدالة لما كانت الحرب الأهلية.
نحن بحاجة الى اعتماد تربية ثقافية وطنية لتغيير الكثير من المفاهيم التي تجعل المواطن يشعر بأنه جزء من مجتمع العدالة على كلّ المستويات، وأنه جزء من الدولة دون تعارض مع قيمنا الروحية المقدّسة التي تصون الحرية والكرامة والمواطنة والجوار، ولا شك انّ في رسالة الأديان السماوية، رسالة إعلامية تدعو الى الكلمة الطيبة وبث الإلفة وإعلاء كرامة المواطن «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُم «
إنّ تمترس المسلمين وراء موروثات وقناعات شتى وروايات ما أنزل الله بها من سلطان، بينما كتاب الله في أيدينا، والله سبحانه وتعالى نهانا عن الاختلاف الذي يُراد منه تفريق الأمة وتمزيق شملها ووجودها كأمة تحمل رسالة الله إلى البشرية «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»