23 عاماً على مجزرة قانا الأولى ولن ننسى.. هذه روحهم: «اقتلوا كل نسمة حيّ في أرض كنعان»
لا تزال مجزرتا بلدة قانا وبعد مرور 23 عاماً على الأولى و13 عاماً على الثانية شاهدتين عبر التاريخ على جرائم العدو الإسرائيلي وإرهابه المتواصل وتضافان إلى قائمة المجازر الكثيرة التي ارتكبها كيان الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين واللبنانيين على مدى العقود السبعة الماضية.
المجزرة الأولى
وقعت هذه في 18 نيسان 1996 عندما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمّد مقر الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة في لبنان آنذاك بعد لجوء نحو 800 مدني من القرى المجاورة في الجنوب اللبناني إليه هرباً من العدوان الجوي الإسرائيلي بعد أن ظنوا أن اللجوء إلى معسكر للأمم المتحدة سيحميهم من همجية العدوان.
وكانت هذه المجزرة مروّعة بكل تفاصيلها وأسفرت عن استشهاد 110 مدنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال. ومن بين جثث الضحايا كانت هناك 18 جثة لم يتم التعرف عليها لشدة ما لحق بها من تشويه فيما أصيب العشرات من الأشخاص بجروح وإعاقات وتشوّهات في أجسادهم.
صور المجزرة الدموية كانت صادمة وأظهرت جثثاً متكدسة وأشلاء مقطعة ومتناثرة ودماء تنزف فضلاً عن بكاء الأطفال ورغم هولها كانت ردود الأفعال الدولية والعربية محدودة وباردة ولم تتجاوز إطار الإدانات والشجب والاستنكار في حين أجهضت واشنطن وكعادتها في الانحياز السافر إلى جانب كيان الاحتلال مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الاحتلال على هذه الجريمة البشعة، رغم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت بعد أيام من وقوعها بأن إسرائيل انتهكت القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين خلال الحرب.
المجزرة الثانية
وبعد عشر سنوات من المجزرة الأولى عاد العدو الإسرائيلي ليكرر مسلسل جرائمه الدموية في جنوب لبنان فكانت مجزرة قانا الثانية التي وقعت خلال العدوان الإسرائيلي على الجنوب وتحديداً في 30 تموز عام 2006 حيث استشهد أكثر من 55 شخصاً عندما اعتدت قوات الاحتلال على مبنى لجأ إليه المدنيون في بلدة قانا هرباً من جحيم نيران العدوان.
مجزرتا قانا جريمتان إرهابيتان ماثلتان في الأذهان وسبقتهما عشرات المجازر والمذابح التي ارتكبها العدو الإسرائيلي من مجازر دير ياسين وقبية والطنطورة وقلقيلية وكفر قاسم وخان يونس وابو شوشة وجنين والقدس في فلسطين المحتلة إلى مجازر قرى بنت جبيل وحولا وحانين وعيترون وراشيا والعباسية وصبرا وشاتيلا وبئر العبد وقرى إقليم التفاح والزهراني وسحمر والمنصوري في لبنان والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والمصابين.