عدوانية ترامب ترجمة لسياسة الإدارات الأميركية المتعاقبة

عمر عبد القادر غندور

مخطئ من يظنّ أنّ الهجمة الدعائية المتواصلة على إيران الإسلامية هي «نوبة جنون ترامبية» بل هي سياسة أميركية للإدارات المتعاقبة، بغضّ النظر من يكون الرئيس الأميركي، فالولايات المتحدة التي تريد السيطرة على مقدرات العالم وتحويل شعوبه الى عبيد مطيعين، تعرف أنّ المساحة الجغرافية الممتدّة من المحيط الأطلسي غرباً إلى المرتفعات التركية الإيرانية شرقاً، ومن البحر المتوسط وأوروبا شمالاً إلى المحيط الهندي شمالاً تتحكم بثلاثة بحار هي البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج الإسلامي، وتكتسب الجغرافيا البحرية العربية أهميتها من خلال اتصالها بالمحيطات عن طريق ثلاثة منافذ هي مضائق جبل طارق وباب المندب وهرمز، فضلاً عن أنّ الدول العشر الأولى الأكثر احتياطاً للبترول الخام في العالم هي حسب الترتيب مملكة آل سعود، العراق، الإمارات والكويت وإيران وهي الدول الأطول عمراً نفطياً في العالم حسب إحصاءات 2002 ، ولذلك زرع الغرب «إسرائيل» في فلسطين وتعهّد حمايتها وتولّت الصهيونية العالمية الضغط حتى باتت قادرة على توجيه السياسة الأميركية الخارجية في خدمة «إسرائيل» وجعلها الأقوى على سائر الدول العربية! مدركة أنّ الخصوصية الجغرافية التاريخية جعلت من المنطقة العربية «قلب العالم» ومن يمسك بقلب العالم يستطيع الإمساك بكلّ العالم، ويستند هذا القلب على أربع: الحجاز ومصر وبلاد الشام سورية الطبيعية وبلاد ما بين النهرين.

وليس صدفة ان يحتضن هذا القلب الرسالات الدينية عبر التاريخ ويسجل سكانه سبقاً حضارياً على سائر شعوب العالم القديم والوسيط ومنه الهيروغلوفية المصرية، والأبجدية الفينيقية والتشريعات البابلية وعلوم الحساب والجغرافيا والفلك والعمارة.

فعلاً، هذا التاريخ الناصع لا يشبه أبداً الشعوب الحالية العربية ولا تمتّ اليه بصلة إلا ما رحم ربي لا بل نرى حكام هذا العالم العربي خدماً وأدوات لأميركا والصهيونية!

ولا يُلام الغرب على أفعاله، وفي ذلك يقول الشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة:

لا يُلامُ الذئبُ في عدوانه

إنْ يكُ الراعي عدوّ الغنمِ

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى