لبنان المأزوم: مريض… لا يموت
عمر عبد القادر غندور
لا يستطيع أحد أن يدّعي أنه يملك الحلّ السحري لترويض أزمة العجز المالي في لبنان، ونعتقد أنّ المتخصّصين بالشؤون الاقتصادية يملكون حلولاً لبعض جوانب الأزمة ولا يدّعون أنهم يملكون الحلّ الكامل والمتكامل، لأنّ حجم الانهيار الاقتصادي في ضوء الإنفاق غير المجدي والهدر ونهب المال العام ومافيات الوكالات الحصرية والشركات عينها الفائزة بالتلزيمات البنيوية وغيرها بأسعار خيالية تحميها السلطات الحاكمة ولا نقول كلها والتنفيعات، ما ينبئ بأنّ المناعة المطلوبة لدرء الأزمة المهلكة هي صفر، وأنّ أزمة لبنان كفساد الطبقة السياسية ومفاتيحها في الإدارات العامة والمصالح المستقلة والكثير من الموظفين المؤتمنين على المال العام، ما يؤكد أنّ أزمتنا المالية هي أزمة أخلاقية قبل أن تكون أزمة أرقام واقتراحات لخفض النفقات وتقنين الهدر ومعالجة النظام الضريبي أو تحويل الدين العام إلى دين دائم بفائدة زهيدة أو رفع السرية المصرفية لكشف الحرامية أو القبض على لصوص المال العام وتطبيق نظرية «من أين لك هذا» واستعادة الأملاك البحرية المستولى عليها من أزلام السلطة والراشين والمرتشين وغير ذلك من عناوين كبيرة عصية على التنفيذ… نراها لا تحيط بكلّ جوانب الأزمة.
ولذلك نفهم لماذا التأخير في طرح مشروع الموازنة والاقتراحات القانونية المرفقة على مجلس الوزراء في ضوء اختلافات واعتراضات بين القوى المهيمنة يحاول رئيس الوزراء تفادي انفجارها داخل الحكومة…
في ضوء هذا الواقع الذي وضع البلد في أخطر مرحلة في تاريخه، وتهميش الشعب بأكثريته واصطفافه وراء زعامات نفعية هو المسؤول عن استمرارها، نرى وطننا الحبيب مريضاً جداً… وهو إنْ شاء الله لن يموت.
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي