لافروف: لكل شيء حدود ولن نقبل بالإرهابيين في إدلب إلى الأبد

أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف، أن روسيا لن تقبل ببقاء الإرهابيين في إدلب ومناطق أخرى من سورية، وشدد على حق الحكومة السورية في ضمان سلامة مواطنيها.

وقال لافروف، في ختام مباحثاته مع وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلام عبد المؤمن: «نسعى جاهدين لتحقيق الاتفاق بين روسيا وتركيا في ما يتعلق بحل مشكلة «جبهة النصرة» في منطقة وقف التصعيد في إدلب، وكما قال الرئيس بوتين، فلا يمكننا طبعاً بأن يبقى هؤلاء الإرهابيون هناك وكأنهم في محمية طبيعية، ولا يجوز المساس بهم».

وشدّد لافروف على أنه توجد حدود لأي صبر، ولا يمكن القبول ببقاء الإرهابيين في بعض مناطق سورية إلى الأبد. وأضاف: «نحن سننطلق من أن الحكومة السورية تملك الحق الكامل في ضمان أمن مواطنيها على أراضيها».

وتابع: «الوضع لا يمكن أن يبقى على حاله إلى ما لا نهاية مع استمرار نشاط «هيئة تحرير الشام»، ولدى الحكومة السورية الحق الكامل في تطهير جميع تلك المناطق من الإرهاب».

وذكر لافروف، أنه لم يسمع بجدار عفرين، وقال: «أنقرة أكدت أن جميع إجراءاتها ضد الإرهاب مؤقتة في الشمال السوري»، مشدداً على ضرورة العمل باتفاق أضنة.

وأضاف: هناك ازدواجية في المعايير. فمن جهة يتم التعامل مع ملف مكافحة الإرهاب بالسجون السرية وغوانتانامو، والاعتقالات التعسفية، ومن جهة تتحدث الولايات المتحدة عن إمكانية الإفراج عن الجهاديين الأجانب المعتقلين لدى «قسد»… لا يمكن التعامل مع الأمر من منطلق المصالح الآنية».

وتطرّق لافروف إلى نيّة الأميركيين والأكراد إطلاق سراح الإرهابيين الأجانب الذين تمّ اعتقالهم في سورية والعراق بعد رفض الدول الأوروبية عودتهم إلى أراضيها، وأكد أن ذلك سيشكل جريمة مروّعة.

وقال، إن الدول الأوروبية «ترفض استرداد هؤلاء المجرمين وسمعت، بأن هذه الدول تحاول إقناع العراق بالاحتفاظ بهم». وأضاف لافروف، أنه إذا تم التعامل مع الإرهابيين بشكل مزاجي ووفقاً للمصلحة الآنية، فسيكون ذلك قصر نظر في غاية الخطورة.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري على «هورة الجريات» جنوب الطبقة في ريف الرقة الغربي بعد انسحاب «قوات سورية الديمقراطية» منها. وأفيد بغارات أميركية وهمية على منطقة «هورة الجريات» بعد سيطرة الجيش السوري عليها، وتثبيت نقاط جديدة شمال حقل الثورة النفطي بريف الرقة الغربي مدعوماً بقوات العشائر.

المصادر نفسها أشارت إلى أن العملية محدودة وتهدف لربط نقاط الجيش السوري بهدف تحصين وجوده بالقرب من طريق حلب الرقة الدولي.

وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن مصادر عسكرية بأن الجيش السوري تقدّم بعمق 3 كلم في الرقة تحت غطاء من الطائرات الحربية السورية والروسية.

وأشارت الوكالة إلى أن خط تقدّم الجيش السوري امتد من قرية جعيدين شرقاً مروراً بهورة الجريات حتى منطقة شعيب الذكر غرباً.

وردت وحدات الجيش السوري بعمليات مكثفة على خرق المجموعات الإرهابية اتفاق منطقة خفض التصعيد في محاور عدة بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الغربي.

وذكرت وكالة «سانا» السورية، أن وحدات من الجيش وجهت رمايات نارية مركزة طالت محاور تسلل مجموعات إرهابية كانت تتحرك برفقة آليات بعضها مزود برشاشات تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» على الطريق الواصل بين بلدتي الكركات وقلعة المضيق في الريف الشمالي الغربي.

وأكدت الوكالة، أن «دقة رمايات الجيش والسرعة في التصدي للخروقات كبّدت الإرهابيين خسائر في الأفراد والعتاد». وأضافت أن «وحدات الجيش العاملة شمال منطقة محردة وجّهت نيران مدفعيتها بدقة وكثافة إلى محاور تحرّك المسلحين الذين حاولوا التسلل انطلاقاً من الأراضي الزراعية في محوري اللطامنة وحصرايا باتجاه المناطق الآمنة للاعتداء عليها».

ووجهت وحدة من الجيش السوري في الشمال الشرقي من مدينة جسر الشغور بريف إدلب، ضربات مركزة على أوكار وتجمّعات مسلحي «جبهة النصرة» في محيط بلدة البشيرية، دمّرت وكراً للتنظيم، وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفهم.

كما كبّدت وحدات من الجيش السوري الأحد، المسلحين خسائر في أطراف قرية الهبيط في ريف إدلب الجنوبي.

وكانت قوات الجيش تصدّت لمحاولة هجوم شنّته فصائل مسلحة على محور مساكن البحوث في حلب، مشيراً إلى استهداف المسلّحين لحي جمعية الزهراء بالمحافظة بقذائف الهاون.

واستشهد مدنيان وأصيب آخرون بجروح في ريف حلب شمال سورية، نتيجة استهداف مجموعات مسلحة بلدة الحاضر بعدد من القذائف الصاروخية، السبت.

ونقلت «الوكالة العربية السورية» للأنباء، أن «المجموعات الإرهابية المنتشرة في قرية خلصة غرب حلب اعتدت بقذائف صاروخية عدة على بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي».

وذكرت الوكالة، أنه جرى إسعاف عدد من المواطنين أصيبوا بجروح متفاوتة إلى المشفى لتلقي العلاج المناسب، مشيرة إلى وقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم.

وتنتشر في الريف الغربي والجنوبي الغربي لمحافظة حلب مجموعات إرهابية تتبع في أغلبها لتنظيم «جبهة النصرة»، وتقوم بين الفينة والأخرى بالاعتداء على الأحياء السكنية في المدينة والقرى والبلدات الآمنة المجاورة، ما يتسبّب بسقوط قتلى ووقوع جرحى بين المدنيين.

وفي سياق متصل، أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أن عسكرياً أميركياً لقي مصرعه بـ»حادث غير قتالي» وقع في الشمال السوري.

وأكد التحالف أن الحادث وقع أمس، متعهداً بتقديم مزيد من التفاصيل «في الوقت المناسب».

ويقدر تعداد القوة العسكرية الأميركية في شمال سورية بنحو ألفي عسكري، يقدّمون إسناداً لـ»قوات سورية الديمقراطية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى