حزب الله: نريد خفض عجز الموازنة ضمن رؤية إصلاحيّة وليس تقشفية
أكد حزب الله «العمل على أن تكون الموازنة عادلة وتساهم في خفض النفقات والعجز، وعلى مكافحة الفساد وتحصين أموال الدولة المنهوبة. وأضاف نجد الوضع الاقتصادي والمالي حرجاً في هذا البلد، ونحن نبدي كل التعاون الإيجابي، من أجل الوصول إلى ما يؤمن خفضاً حقيقياً في الموازنة، ولكن ليس على حساب ذوي الدخل المحدود. فنحن نريد خفض عجز الموازنة ضمن رؤية إصلاحية وليس تقشفية. وشدد على ان لبنان لن يكون بمنأى عن الخطر المحدق بالمنطقة ووحدها المعادلة الثلاثية تمنع «إسرائيل» من تحقيق أهدافها.
وفي السياق نفسه، شدّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال تأبيني في كفرفيلا على أن «الحزب سيعمل على ان تكون الموازنة عادلة وتساهم في خفض النفقات والعجز، وعلى مكافحة الفساد وتحصين أموال الدولة المنهوبة والمهربة من دون ان نحمّل الناس أعباء ضريبية جديدة». وقال: «نحن مع خفض الرسوم على معاملات حصر الإرث وفرز الممتلكات وتسجيل المنازل والشقق وغيرها، لتمكين الناس وتشجيعهم على معالجة أوضاعهم وتسديد رسوم الدولة».
ورأى أن «الموازنة يجب أن تعمل باتجاهين، شدّ الأحزمة وشحذ الهمم»، مؤكداً أن «حزب الله عكف على دراسة الأفكار العامة في الموازنة قبل ان تقدم لنا، ووضعنا القواعد المناسبة لموازنة أفضل، وعندما أتتنا الموازنة كلفنا لجنة من الخبراء لدينا من الوزراء والنواب وأصحاب الاختصاص، ليقدموا الإجابة على كل المواد المطروحة فيها، وسنعبر عن موقفنا داخل مجلس الوزراء ومجلس النواب على قاعدة أن تكون هناك عدالة واعتدال لمصلحة الشعب اللبناني».
وانتقد إعدام المملكة العربية السعودية عدداً من مواطنيها «من دون محاكمة عادلة»، وقال: «لقد ارتكبت السعودية مجزرة انسانية بإعدامها عدداً من مواطنيها دون محاكمة عادلة وباختلاق اعترافات مفبركة ذنبهم انهم عبروا عن آرائهم وتكلموا بكلمة الحق واتهمتهم انهم خالفوا النظام السياسي».
واتهم الحكام السعوديين بتدمير سورية وبإدخال داعش والقاعدة وجبهة النصرة وحلفائهم الى العراق وسورية ولبنان والمنطقة وبإثارة الفتنة المذهبية، وبتخريب ليبيا والسودان والجزائر».
وقال: «هذا النظام هو الذي يمنع الاستقرار في المنطقة ولو تركوا شعوب المنطقة وخياراتها، لما كنا في هذا الوضع السلبي المأساوي الذي تعيشه المنطقة».
كما اتهمهم بأنهم «يفتقرون إلى أدنى معايير حقوق الانسان ويخالفون تعاليم الرسالة الاسلامية باسم الاسلام ظلماً وعدواناً».
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بدوره، أننا «نريد خفض عجز الموازنة، لكن من ضمن رؤية إصلاحية، وليس فقط رؤية تقشفية، تأتي على حساب المداخيل الصغيرة للموظفين ذوي الدخل المحدود». وقال: «نحن نجد الوضع الاقتصادي والمالي حرجاً في هذا البلد، وفي هذه المرحلة، ونحن نبدي كل التعاون الإيجابي، من أجل الوصول إلى ما يؤمن خفضاً حقيقياً في الموازنة، ولكن ليس على حساب ذوي الدخل المحدود. وثمة خيارات وبدائل قدّمناها ونقدّمها من خلال اقتراحات وزرائنا في مجلس الوزراء، ومن خلال مناقشتنا للموازنة».
ورأى رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة رومين في النبطية، أن «الفرصة مؤاتية لتحقيق إصلاح اقتصادي في هذا البلد، خصوصاً أن الوضع الأمني، بفضل المعادلة الاستراتيجية الدفاعية – الجيش والشعب والمقاومة – مستقر، وأن العدو الإسرائيلي، كبّل يديه في هذه المرحلة، ولا يستطيع أن يشنّ حرباً، يضمن نتائجها السياسية. كما أن الوضع الأمني الداخلي مستتبّ، نتيجة تعاون كل اللبنانيين، وإحباط مؤامرة التسلل التكفيري إلى المناطق اللبنانية، لذلك نحن الآن، أمام فرصة تاريخية من أجل تحقيق بعض الإصلاحات المهمة».
وختم، بالحديث عن «موضوع مكافحة الفساد»، مؤكداً أننا «ماضون فيه من دون تردد، وكل ملف يفتح، يتضمن مستندات كافية، سنتابعه، حتى نضع النقاط على الحروف».
واعتبر وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، «أن الولايات المتحدة تمارس سياسة القهر والتجويع ضد شعوب منطقتنا، وتدوس على شرعة حقوق الإنسان والاتفاقات الدولية، وتنقض الكثير من الاتفاقات كرمى لعيون إسرائيل، وما الهجمة الاقتصادية إلا سبب الفشل العسكري الذريع في المنطقة، بعد أن أسقطت المقاومة كل المشاريع العسكرية، وهي لن تتراجع عن دورها في معادلة الشعب والجيش والمقاومة، وستبقى في المرصاد لكل عدوان».
وتابع «إن سياسة الاستكبار التي تنتهجها الادارة الأميركية واستضعاف الشعوب، لن تؤثر علينا في المقاومة، ونحن لن نستكين او نخضع أمام هؤلاء المتسلطين، فراعنة العصر، ولن نأبه لهذا الحصار ولكل محاولات التجويع، ولن ننثني عن مشروع المقاومة في مواجهة الطغاة والمستكبرين، فنحن ننتمي الى دين يعتبر مواجهة الطغاة والظالمين عبادة».
وختم قائلاً: «مهما علت أصوات البعض التي تنكر علينا حقوقنا إرضاء للسيد الأميركي، فإننا نقول: أنه لن يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها في لبنان الذي لن يكون بمنأى عن الخطر المحدق بالمنطقة، سوى معادلة الجيش والشعب والمقاومة».
وأكد النائب إيهاب حمادة من جهته أن «هناك مجموعة من الإصلاحات الهيكلية الجديدة، التي نعتقد بأنها تحفظ لبنان ومنجزات ومسميات الدولة الحقيقية، وأهميتها تكمن في استمرارها، والموضوع يتجاوز الحسم من هنا أو هناك، أو خفض أرقام الموازنة أو زيادة الإيرادات على الخزينة».
وقال خلال رعايته احتفالاً في قاعة مجمع سيد الشهداء في الهرمل: «إن الأمين العام لحزب الله تحدث عن لجنة متخصصة تعكف على الدراسة التفصيلية للموازنة، وإننا نؤمن بالكثير من البنود التي نسمع عنها في الإعلام، والتي تشكل عملية إصلاح حقيقية، تحت عنوان محاربة الفساد الذي رفعناه كشعار، وأعتقد بأن هذه البنود ستمرّ».