يوم توعوي لاضطراب التوحد في الجامعة اللبنانية الدولية ـ النبطية

عبير حمدان

أقامت كلية التربية وقسم التغذية في الجامعة اللبنانية الدولية فرع النبطية يوم توعوي لاضطراب التوحد بالتعاون مع الجمعية العلمية للاوتيزم والتحليل السلوكي وجمعية شعاع الأمل وبحضور المدير الأكاديميّ د. حسان خشفي ومساعدة عميد كلية الآداب د. فوزية ترحيني ود. شفيقة منصور غربية وأمنية سرّ الاتحاد الوطني للإعاقة العقلية أمل الصياح شبلي والعدّاء اللبناني العالمي علي وهبي.

قدّمت الحفل علا سبيتي وجاء في كلمتها: «مؤسف أنك لا تلاحظ معانقتي لك هذا الصباح، ألا تلاحظ أني أعانق كلّ شيء فيك رغم المسافة، إني أعانق دراتك التكوينية، أهدابك الشاردة وتدفق دورتك الدموية وحركات أصابعك وتمرد مشاعرك .. هذا الصباح أعدك أن لا أقطب حاجبي، أعدك أن أكون كمياه عذبة تروي السنابل في مهجتك.. في كلّ سنبلة عشر ابتسامات وشمس وقمر.. أنا «متوحد» رغم كثرتي، نعم كشمسٍ دافئةٍ تفيض بأنوارها على كلّ ما تصادفه في هذا الصباح الذي يشبهني، أيّ هذا الصباح الجميل».

ثم رحب د. حسان خشفي بالحضور وقال: «هذا اليوم مميّز جداً، ولن أطيل عليكم، لكن حين نتحدث عن الطفل الذي لديه إضطراب التوحد أراه النور المضيء الذي يجذب كلّ الناس إليه ويحثنا على التفاعل جميعاً، وهذا النشاط هو تجسيد للتكافل في ما بيننا كي نتعرّف على هؤلاء الأطفال المميّزين في حياتنا ونتعلم كيف نتعاطى معهم كي نستفيد من النور الذي يبثونه في محيطنا».

بعدها تحدثت د. شفيقة غربية عنا التوحد، ومما جاء في كلمتها: «من المهم التأكيد أنّ التوحد ليس مرضاً إنما هو إضطراب في السلوك يعيق الطفل في التواصل مع محيطه، والتوحد درجات ومن الخطأ القول إنّ الأطفال الذين يعانون إضطراب التوحد لا يمكنهم الكلام.

لكلّ طفل منهم حالته الخاصة، الطفل النموذجي يتعلّم الأشياء بشكل أسرع ولديه المقدرة على التفاعل مع محيطه بينما الطفل المتوحد يحتاج إلى تفهّم أكبر وجهد مضاعف لتنمية قدراته، لذا المطلوب منا أن نمنح هؤلاء الأطفال الاهتمام والمحبة في البيت والمدرسة على حدّ سواء، هدفنا في الجمعية العلمية للاوتيزم والتحليل السلوكي العمل مع الأطفال ليتمكنوا من التخرّج والالتحاق بمدارس عادية وذلك يتطلب عملا مكثفا وعطاء غير محدود، وبعد خمسة عشر عاماً من تأسيس مركزنا نفخر بأننا تمكنّا من إيصال عدد لا يستهان به من الطلاب إلى مرحلة متقدّمة جعلتهم قادرين على الاندماج في مدارس عادية».

من جهتها أشارت أمل شبلي رئيسة جمعية شعاع الأمل في كلمتها إلى التوحد ليس إعاقة عقلية، ومما جاء في كلمتها: «التوحد ليس إعاقة عقلية وليس مرضاً إنما هو اضطراب في السلوك كما شرحت الدكتورة غربية، ومن المؤسف أنّ هناك تقصيراً رسمياً لبنانياً مع هؤلاء الأطفال، لكن في المقابل هناك نهضة مشكورة من الجمعيات والجامعات في هذا الإطار، وهذا العام أطلق مركز الشمال للتوحد خارطة تدعو الجميع ليكونوا متوحدين حول «التوحد» وبالفعل كلّ الجمعيات نشطت لناحية التوعية حول هذا الموضوع، والأهمّ أن نحب هؤلاء الأطفال ونمنحهم العاطفة التي تترجم من خلال العلم الذي يهبهم الأمان، ومن هنا أيضاً أحب أن أتوجه بالتحية لكلّ الأهالي الذين يعانون مع أطفالهم ويساهمون في جعلهم جزءاً أساسياً من المجتمع الذي بدوره عليه أن يفهمهم ويستوعبهم».

ثم كان شرح تفصيلي من نانسي حلال رئيسة قسم التغذية في الجامعة اللبنانية الدولية، حول النظام الغذائي للطفل المتوحد، ومما قالت: «التغذية السليمة هي جزء أساسي في حياة الطفل الذي يعاني من إضطراب التوحد، ولذلك يجب أن نقدّم له نظاماً غذائياً سليماً إنْ لناحية نوعية الطعام أو التوقيت، قد يكون لدى الطفل المتوحد حساسية معينة يرتبط بشكل الوجبة أو ملمسها لذلك علينا أن نفهم ما يريده في البداية كي نعرف ما يحبه، وقد يستدعي الأمر أن نحاول معه لمرات ونحثه على التذوّق في سعي حثيث لتنشأ علاقة بينه وبين الأطعمة التي نقدّمها له».

وكانت مشاركة لأمهات حول تجربتهنّ مع أطفالهن الذين يعانون من طيف التوحد، وكيفية تقبّلهن لواقع أن يكون لديهن طفلاً «مختلفاً» عن أقرانه ويحتاج إلى الكثير من العطاء والمحبة وتوفير كلّ ما يتطلبه الأمر ليكون العلاج عبارة عن نمط حياة.

في الختام تمّ توزيع دروع تقديرية من إدارة الجامعة لكلّ من الدكتورة شفيقة منصور غربية والأستاذة أمل شبلي صياح والعدّاء العالمي علي وهبي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى