التفاعل سيصنع الموازنة ويصحّح مسارها
ـ يعرف الذين يطالبون المتقاعدين أو سواهم من الخائفين من إجراءات غدر اجتماعي تتضمّنها الموازنة بالاطمئنان والانتظار إلى ما بعد صدور الموازنة للحكم عليها أنهم يتجاوزون الحقيقة التي ثبتتها خبرة لبنانية طويلة قوامها أنّ الاستقواء على الطبقات الضعيفة في المجتمع موضع استسهال دائم ما لم تظهر العين الحمراء مبكراً تحذيراً من ايّ مساس بلقمة الفقير.
ـ لا يستطيع احد إنكار أنّ الأقوياء الذين يفاوضون لعدم تحمّل أيّ مساهمة جدية في تخفيض العجز وعلى رأسهم المصارف والقيّمون على المؤسسات ذات الربحية العالية في بنية ملكيات الدولة أو خارجها لا يحتاجون للإضراب لإسماع أصواتهم ولا يضطرون للخروج إلى الشارع، فلهم حلفاء أقوياء في الدولة يقاتلون بالنيابة عنهم بينما يخشى الفقراء من أنّ حلفاءهم في الدولة يسهل الضغط عليهم بذريعة المصلحة العليا للدولة والحاجة للتضحيات كما جرى مراراً، وأنّ جعل «المونة» عليهم صعبة ومكلفة هو الطريق الوحيد لخلق التوازن اللازم بين الجهات المرشحة لدفع فواتير تخفيض العجز.
ـ يكفي انّ زيادة تعرفة الكهرباء على الطريق كمساهمة مطلوبة من الطبقات الوسطى وما دونها وأنّ أيّ ضريبة تفرض على المصارف أو سواها من كبريات الشركات لا تمسّ بكونها شركات رابحة ورابحة جداً ولا تطال إلا البسيط البسيط من هذا الربح.
ـ التفاعل بين حركة الشارع التحذيرية ومعها التحذيرات السياسية والأصوات المرتفعة من جهة منعاً لأيّ مساس بالطبقات الشعبية مقابل الحضور القوي لأصحاب المال والمستفيدين من الهدر والفساد وحده يصحّح مسارات مناقشة الموازنة ويضمن عدم الوقوع في مفاجآت تجعل النزول إلى الشارع دون عودة.
التعليق السياسي