مزارع شبعا لبنانية الحسب والنسب
سعيد معلاوي:
بعد انتصار سورية قائداً وقيادة وجيشاً وشعباً ومقاومة، والى جانبها الأصدقاء الروس، والجمهورية الإسلامية الإيرانية بكلّ إمكاناتها، والمقاومة بمختلف شرائحها الوطنية والإسلامية، ومعهم العراق وحشده الشعبي على كلّ إرهابيّي العالم الذين توافدوا إلى ديارنا وأرضنا القومية منذ ما قبل العام 1948 من القرن الماضي، في ظلّ هذا الانتصار الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً في أية حقبة من الزمن، تحرك اللوبي اليهودي على كلّ المستويات في محاولة يائسة لإعادة الاعتبار لوجوده في المنطقة، فكان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوهب الكيان الصهيوني مرتفعات الجولان السورية المحتلة ظناً منه ومن يواليه من العربان بأنّ هذا القرار يمرّ على خير بشخطة قلم أسود وتصبح هذه المسألة من الماضي، الا أنّ ما لا يعرفه ترامب بأنّ زمن الأوّل تحوّل ، فسورية اليوم أشدّ بأساً وصموداً وشراسة من أيّ وقت مضى قيادة وجيشاً وشعباً، وهي كما عوّدتنا لن تنام على الضيم، والدليل القاطع على ذلك أهلنا الصامدون في هذه المرتفعات ولم يغادروها كما أنهم رفضوا ويرفضون وبشكل قاطع أن يصبحوا مستوطنين في أرضهم، وسبق لهم أن رفضوا «الهوية الإسرائيلية» وقرار إلحاقهم بالكيان «الإسرائيلي» في العام 1981 الذي تضمّن ضمّ الجولان الى هذا الكيان، وصولاً حتى مواقفهم الأخيرة خلال الأيام القليلة الماضية، وبدون أدنى شك انّ الآتي أعظم وهذا الأعظم سيتجسّد باستعادة الجولان إلى حضن الدولة السورية ولا مناص من ذلك وسيأتي يوم ليس ببعيد وتعود الأرض لأصحابها.
أما مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والشطر الشمالي من بلدة الغجر السورية المحتلة فلها قرارها المنفصل دولياً عن قرارات الجولان الى حدّ بعيد، وبالأخص القرار الدولي الرقم 425، والقرار الدولي الآخر الذي اتخذ في العام 2006 وكلاهما ينص على انسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، وهي النقاط الثلاث التي أشرنا اليها، فالمزارع سُميت بمزارع شبعا لأنها ملك أهالي شبعا منذ فجر التاريخ وتلال كفرشوبا هي ملك لأهالي كفرشوبا جملة وتفصيلاً، كما أنّ أرض الشطر الشمالي من الغجر التي أقيم فوقها عشرات الأبنية السكنية ابان الاجتياح «الإسرائيلي» للبنان في العام 1982 هي ملك لمواطنين لبنانيين وتشكل 65 من مساحة البلدة، وما تبقى منها فهو تابع للأراضي السورية المحتلة حسب عرف القانون الدولي .
ومن الملاحظ أنّ ترامب تحاشى الإشارة الى مزارع شبعا لأنّ الكيان الصهيوني غير جاهز لمثل هكذا مواجهة مع قوى الممانعة في الوقت الحاضر.
ويبقى القول إنه مهما يكن من أمر فالأبواب في المنطقة فتحت على مصاريعها وأصبحت كلّ الاحتمالات واردة.
ومن يقول بـــأنّ مزارع شبــعا غير لبنانية فإنه واهم وهذا القول باطل باطل باطل…