الحسن: لحماية الأطفال من الاستغلال عبر الانترنت إبراهيم: تجنـيد العملاء أخطر ما نتعرّض لـه
شدّدت وزيرة الداخلية ريا الحسن على «ضرورة حماية الأطفال من الاستغلال عبر الانترنت»، مشيرة إلى ضرورة الانكباب على التوعية في هذا المجال»، فيما أكد المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم أنّ الحرب الصامتة بين لبنان والأخطار الالكترونية ستستمر، مشيراً إلى أنّ أخطر ما نتعرّض له يكمن في تجنيد العملاء عبر الانترنت لصالح العدو «الإسرائيلي».
جاء ذلك خلال إطلاق إبراهيم أمس، حملة «التوعية على أخطار الفضاء السيبراني» تحت شعار «حتى ما تكون ضحية»، في فندق «كورال بيتش»، برعاية الحسن وحضورها إلى جانب ممثلين للقوى العسكرية والأمنية وشخصيات وجمعيات وجامعات ومدارس وأندية وحشد من المهتمّين.
استهلّ الحفل بعرض شريط فيديو عن «أخطار الفضاء السيبراني». ثم تحدث رئيس دائرة الاتصالات في الأمن العام العقيد جمال قشمر فعرض «الأخطار التي يمكن أن يتعرّض لها أيّ شاب أو صبية أو طفل يحمل جهازاً ذكياً يتصل من خلاله بالفضاء السيبراني». وأشار إلى أنّ «اخطر ما يتعرّض له شبابنا في هذه الأيام يكمن في التجنيد لمصلحة العدو الإسرائيلي».
ودعا «الجميع في حال الشك بأيّ تصرف مشبوه بأشخاص على علاقة بهذا العدو إلى إبلاغ الأهل والقوى الأمنية فوراً». وتطرق إلى «التجنيد لمصحلة الإرهاب»، فدعا إلى «تجنّب الحسابات والمواقع المؤيدة لفكر هؤلاء وإبلاغ الأجهزة الأمنية عنها».
وألقى اللواء إبراهيم كلمة شدّد فيها على «أنّ الأهمّ في اجتماعنا هذا، يكمن في ما سيليه من مبادرات يتلاقى فيها قطاع التربية والمجتمع المدني مع مؤسسة الأمن العام، لمتابعة حملة التوعية والإرشاد على سبل حماية الأنظمة الالكترونية وخوادمها والشبكات من الهجمات المنظمة، التي تستهدف الأفراد والمؤسسات، ومن خلالهما لبنان الذي يقف منتصراً على الإرهاب، صامداً متماسكاً بوحدته الوطنية أمام هجمة تهويلات وضغوط لم يشهد بمثل قسوتها حتى في أيام الحرب المشؤومة».
أضاف «التهديدات السيبرانية موجهة لتطاول كلّ شيء من دون استثناء، بدءاً من الحياة الشخصية اليومية، وصولاً إلى تجنيد عملاء وإرهابيين، وكلها أخطار تتطوّر بشكل خطير وسريع. لذا صار ضرورياً إطلاق حملة توعوية تطاول مختلف الفئات العمرية. والرأي العام في حاجة الى معرفة مفاهيم الجريمة الالكترونية التي يقتضي وضع أسس قانونية لها وبلورة مفاهيمها. لذلك عملنا على إصدار كتيب «أمن المعلومات والتوعية على الأخطار» ضمن خطة التوعية خصوصاً في المدارس والجامعات».
واشار إلى أنّ المديرية العامة للأمن العام أحبطت خلال السنوات الماضية «العشرات ممن تمّ تجنيدهم لمصلحة الجماعات الإرهابية والعدو «الإسرائيلي»، علماً أنهم جنّدوا عبر الفضاء السيبراني بمختلف وسائله»، لافتاً إلى أنّ «هذه الحرب الصامتة بيننا وبين أعدائنا ستظلّ مستمرة لحماية مجتمعنا، وما هذه الحملة إلا جزء من استراتيجية المديرية العامة لتحصين لبنان من أخطار الفضاء السيبراني، اضافة الى حماية مواردنا الالكترونية من الهجمات السرية التي تنطوي على سرقة معلومات التعريف الشخصية، الابتزاز المادي والجنسي، الحسابات المصرفية، بطاقات الائتمان والمراسلات الالكترونية التي تباع على شبكات الانترنت المظلمة المعروفة بـ Dark Web».
وفي كلمتها، قالت الحسن «إذا كان العنوان التقني للموضوع هو الفضاء السيبراني، فإنّ المشكلات والأخطار التي نناقشها، ونبحث عن حلول لمواجهتها، نلمسها على الأرض، وليس في الفضاء. إنها مشكلات فعلية، عملية، قد يواجهها أيّ منا، في أيّ لحظة، وقد يقع ضحيتها».
وشدّدت على «أنّ الجميع، من مؤسسات وجهات حكومية وحتى أجهزة أمنية، وكذلك الأفراد، من كلّ الأعمار، معرّضون لأخطار الفضاء السيبراني. لكنهم قادرون على حماية أنفسهم، بالوعي، أو بالتدابير الوقائية، إلاّ الأطفال، فهم الفئة الأضعف، والأكثر هشاشة أمام الشاشة».
وأضافت «إنّ حكومتنا التي تضع نصب عينيها الانتقال إلى عصر الحكومة الإلكترونية، تتعامل باهتمام كبير وبجدية مطلقة مع موضوع الأمن السيبراني، وقد أدرجته ضمن بيانها الوزاري، الذي ينص على تعزيز التدابير اللازمة لحماية الفضاء السيبراني اللبناني والبنى التحتية المعلوماتية وحماية البيانات الشخصية للأفراد والمؤسسات»، لافتةً إلى أنّ «الفريق الوطني للأمن السيبراني يعمل على وضع استراتيجية وطنية للأمن السيبراني في لبنان وإنشاء هيئة وطنية تعنى بهذا الأمر».
وتابعت «هذه الاستراتيجية التي يفترض إنجازها في أيار الحالي، تتضمّن مجموعة بنود، من أبرزها تعزيز دور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وتوسيع نطاق التنسيق في ما بينها ومأسَسة العمل المركزي لأمن المعلومات وأمانها من طريق استحداث مؤسسة عامة على مستوى عال».