متى يعود «الأجنبي» إلى الدوري السوري

بسام موسى ـ كاتب سوري

في الوقت الذي يثبت فيه اللاعب السوري جودته فنياً على أعلى مستوى في الدوريات العربية بكرة القدم، ليصبح الرقم الصعب في الدوري الذي يحترف فيه ، وهذا الواقع بائن بشكل واضح في السعودية وقطر والإمارات والكويت والأردن وسلطنة عمان، في ذات الوقت، يحق لنا ان نسأل والسؤال يفرض نفسه، متى سيعود العنصر الأجنبي إلى مسابقاتنا الكروية بسوريا سواء كان يتعلق الأمر باللاعبين أو المدربين؟.

دوري المحترفين السوري اقترب من النهاية ولم يبق منه الا مرحلتين، وقد انحصر التنافس على بطولة الدوري بين تشرين اللاذقي المتصدّر الحالي، ووصيفه الجيش والوحدة الدمشقي، والفارق بينهم نقطة واحدة . صحيح أن الدوري السوري تطور بشكل نسبي عما كان عليه في السابق إلا أن غياب اللاعب الأجنبي شكّل فراغاً واضحاً، وبغياب المدربين واللاعبين الأجانب أصبح أقرب إلى الهواية ولا تليق بمجرياته عبارة دوري المحترفين.

حتى أنديتنا التي تشارك خارجياً في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي للموسم الحالي، وهي الجيش والاتحاد الحلبي فقد تأثّر ادائهما بغياب العنصر الأجنبي وهو أمر منح التفوق لمنافسيهما ما دفع بمدربي فرقنا للشكوى من هذه النقطة التي تردد منذ فترة طويلة أن اتحاد الكرة سيعالجها دون أن نلحظ أي تحرك جدّي في هذا السياق، وتحديداً من رئيس اتحاد الكرة المعني الأول بالأمر والذي صرّح في وقت سابق بأن الاتحاد السوري لكرة القدم سيبحث إمكانية عودة العنصر الأجنبي إلى مسابقاته، وبعد هذا التصريح لم نعد نسمع شيئاً بهذا الخصوص كما لم نلحظ أي تحرك رسمي في هذا الإطار. وما يدفعنا لطرح فكرة عودة العنصر الأجنبي عدة أمور أولها حاجة مسابقاتنا المحلية السورية لتلك الإضافة التي يشكلها وجود محترفين في صفوف أنديتنا وبالتالي انعكاس ذلك على مستوى هذه الأندية ولا سيما في المشاركات الخارجية على اعتبار أن كرتنا ستشارك خارجياً بفريقين في كأس الاتحاد الآسيوي وفريقين في دوري أبطال العرب العام المقبل بفريقي تشرين والوحدة.

قد يعتقد كثيرون بأن عودة العنصر الأجنبي إلى مسابقاتنا الكروية أمر في غاية الصعوبة حالياً وذلك لسببين أولهما مادي ويتمحور حول صعوبة توفير رواتب المحترفين وثانيها يتعلق بالملاعب التي يبدو أنها لا تساعد على أي خطوة تدفع كرتنا للأمام، ولكن إذا ما نظرنا للأرقام والمبالغ التي يتقاضاها لاعبو دورينا وإذا ما علمنا بوجود توجّه نحو صيانة ملاعبنا بشكل شامل أدركنا إمكانية اقتراب موعد فتح الباب أمام العنصر الأجنبي، على أمل أن يتحرك اتحاد الكرة فعلياً بهذا الاتجاه.

من يصدّق أنه في عصر الاحتراف لانجد في ملاعبنا أجانب! لذل نطالب اتحاد الكرة رفع الفيتو عن هذا القرار السلبي بأسرع وقت، علينا ان نخلع ثوب الهواية ونلحق بمن سبقنا من سنوات حتى تكون الأندية السورية منافسة على البطولات العربية وليس جسر عبور للفرق على حساب سمعة كرتنا… لقد آن الأوان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى