إعلان الردّ على خروج أميركا من الاتفاق النوويّ اليوم ظريف: أي محاولة لإشعال حرب مع إيران هي «انتحار»
اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ «أيّ محاولة لإشعال حرب مع إيران هي بمثابة انتحار للذين يقومون بها».
وأكد ظريف أمس، أنّ بلاده «لم تسعَ للحرب مع أيّ بلد، لكن إذا بدأت أميركا صراعاً جديداً مع إيران فسوف ندافع عن مصالحنا».
وكشف أنّ إيران والاتحاد الأوروبي «على وشك التوصل لاتفاق يسمح ببيع النفط الإيراني ونقل عائداته»، موضحاً أنّ «استمرار إيران في الاتفاق النووي مرتبط بالمصالح المتبادلة وبسلوك الاتحاد الأوروبي».
وأضاف ظريف: «على أوروبا تحمّل نفقات مواصلة العمل بالاتفاق النووي».
كما شدّد وزير الخارجية الإيراني على أنّ بلاده «قادرة في الظروف الحالية على بيع نفطها وبإمكانها أيضاً الحفاظ على اقتصادها».
وأفادت وكالة «ايسنا» بأن «ظريف سيوجّه رسالة أخرى إلى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني يُطلعها فيها على التفاصيل التقنية لخطوة إيران حول خفض تعهداتها النووية».
ولفتت الوكالة إلى أن «الرئيس الإيراني حسن روحاني سيوجه اليوم، رسائل إلى رؤساء ألمانيا وروسيا وفرنسا بريطانيا والصين حول الاتفاق النووي»، في حين أن «مساعد وزير الخارجية سيسلم ردّ إيران على خروج واشنطن من الاتفاق النووي إلى سفراء تلك الدول في طهران».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في الرئاسة الفرنسية أنه «جرى إبلاغ إيران بألا تنتهك الاتفاق النووي».
وقال المصدر إن «أوروبا ستُضطر لمعاودة فرض عقوبات على إيران إذا تراجعت عن أجزاء من الاتفاق النووي»، مشيراً إلى أن «باريس تأمل ألا تتخذ طهران قراراً كهذا، وفق المصدر نفسه».
وفي ما يتعلق بالتطورات الميدانية في سورية، أوضح ظريف أنّ «انتشار الجيش السوري على الحدود السورية التركية ضروري لاستعادة الأمن في سورية».
في سياق متصل، انتقد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، قائلاً إنّه «يفتقر إلى الفهم العسكري والأمني».
وتحدّث خسروي عن أنّ القوات المسلحة الإيرانية «تجري عمليات مراقبة مكثفة لحاملة الطائرات الأميركية، بعد اكتشاف دخولها البحر المتوسط قبل 21 يوماً»، واصفاً خطوة واشنطن بأنها «استخدام غير متقن لأدوات بالية من أجل التسبب بحرب نفسية ضد إيران».
واستبعد خسروي أن يكون لدى قادة الجيش الأميركي «الرغبة لاختبار قدرات القوات المسلحة للجمهورية الإيرانية المثبتة».
من جهة أخرى، أعلن مسؤولون أميركيون أن «واشنطن سترسل 4 قاذفات استراتيجية إلى الشرق الأوسط مع أفراد لقيادتها وصيانة الطائرات».
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون تحدّث أول أمس عن أن «الولايات المتحدة أرسلت حاملة طائرات مع مجموعة قطع قتالية إلى الشرق الأوسط كإجراء وقائي لحماية قواتها والقوات الصديقة من إيران».
فيما كشف مصدر إيراني مسؤول مقرب من اللجنة المشرفة على الاتفاق النووي أول أمس، لوكالة «ايسنا» أنّه من المحتمل أن يعلن الرئيس حسن روحاني الأربعاء المقبل «الإجراءات الإيرانية المتقابلة»، رداً على خروج أميركا من الاتفاق النووي.
وفي التفاصيل أن الإجراءات ستكون في إطار بندَي 26 و36 المنصوصين في الاتفاق النووي، مؤكداً أنّ موضوع خروج إيران من الاتفاق النووي «غير مطروح حالياً».
وتابع المصدر أن «هناك خفضاً جزئياً وكلياً لبعض تعهّدات إيران في الاتفاق النووي»، مشيراً إلى «استئناف بعض النشاطات النووية التي توقفت فور حصول الاتفاق النووي».
وأكد المصدر الإيراني أنّ هذه الإجراءات ستكون الخطوة الإيرانية الأولى «رداً على خروج أميركا من الاتفاق النووي وعدم التزام الأوروبيين بتعهداتهم»، موضحاً أنّه «تمّ إبلاغ مسؤولي الاتحاد الأوروبي بهذا القرار بشكل غير رسميّ».
وأكد روحاني في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي برهم صالح على «ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية وتنفيذ الاتفاقيات بسرعة»، مؤكداً أن على بلدان المنطقة «إدراك الظروف الحساسة الراهنة وأن تمنع التسلط الأميركي الهادف لزعزعة الاستقرار».
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن هناك أنشطة إيرانية «تجعل واشنطن تعتقد أن عملية تصعيد جارية».
وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن الولايات المتحدة أرسلت حاملة طائرات مع مجموعة قطع قتالية إلى الشرق الأوسط كـ»إجراء وقائي لحماية قواتها والقوات الصديقة من إيران».
كلام بولتون جاء في بيان أكد فيه أنّ «أيّ هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بقوة شديدة».
وأضاف أن «هذا القرار اتخذ رداً على عدد من المؤشرات والتحذيرات المتصاعدة والمثيرة للقلق».
وقال بولتون إنّ «الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، ولكننا مستعدون تمامًا للرد على أيّ هجوم سواء بالوكالة أو من حرس الثورة أو القوات النظامية الإيرانية».
كذلك أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان أن واشنطن «ستحمل طهران مسؤولية أي هجوم على قوات أو مصالح أميركية»، مشيراً إلى أن «انتشار حاملة طائرات وقاذفات في الشرق الأوسط هو إعادة تمركز للعتاد ردًا على مؤشرات بتهديد جاد من طهران».
خسروي: بولتون لا يملك فهماً عسكرياً
كما رد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كيوان خسروي على تصريحات بولتون قائلاً إن الأخير «لا يملك فهماً عسكرياً وأمنياً وتصريحاته للاستعراض».
وأضاف خسروي «بناءً على مراقبة قواتنا المسلحة فإن حاملة الطائرات الأميركية قد دخلت مياه البحر المتوسط منذ 21 يوماً وبيان جون بولتون استخدام أخرق لحدث قد مضى من أجل الحرب النفسية».
واعتبر خسروي أنه «من المستبعَد أن يكون لدى قادة الجيش الأميركي رغبة في اختبار القدرات المثبتة للقوات المسلحة الإيرانية».