كعادتك…
لم تستطع فهمي
لا أعرف حقيقةً، هل هو سوء تعبير منّي
أم أنّكَ تتقصّد هذا؟
هل تتقصّده لأنّكَ ترفض حبّي
أم تتقصّده لأزيدكَ حُبّاً؟!
اسمعني مجدّداً وللمرّة الأخيرة
كتائهة أضاعت الطّريق… بحثتُ عنكَ،
وكمغامَرَةِ ذاك التّائه بعبور طريقه المجهول…
في المجهول غامرتُ
ومن أوّل خطوة عرفتُ أنّ الطّريقَ إليك معبّدٌ بشظايا زجاجٍ محطّم،
وبالرّغم من ذلكَ مشيتُ نحوكَ، آثرتُ إكمال طريقي وأنا
مدمّاة… طمعاً بلقياكَ.
هل عرفتَ الآن كيف أحبّكَ؟
شعرتُ بكَ تحتويني كأمٍّ تحتوي طفلها الرّضيع، شعرتُ بكَ كشهقةٍ يبحث عنها الغريق،
كنتُ موجةً لا وجود لها لولا البحار،
وكنتَ البحرَ
هل عرفتَ الآن لماذا أحبّكَ؟
قبلكَ كانت حياتي كلوحة مشوّهة،
وكلّما نظرتُ إليها رأيتُ النقصان،
وبكَ فقط شعرتُ بالاكتمال.
هل عرفتَ الآن كمْ أحبّكَ؟
كحبّ الطفل لارتكاب الحماقات، وكعشق الشّاعر للكلمات، وكنورٍ أضاء في وجه مَن يتلمّس طريقه في الظّلمات…
هكذا أحبّكَ!
حقّاً تائهةٌ أنا!
فجميع مَن حولي يدّعون أنّه إذا أردنا الوصول،
علينا بإيجاد الطّريق
وأنا
وجدتُ الطّريق… فأضعتكَ!
لا أعرف حقيقةً بعد كلّ هذا
هل هو سوء تعبير منّي
أمْ أنّكَ تتقصّد عدم الفهم؟
هل تتقصّده لأنّكَ ترفض حبّي
أم تتقصّده لأزيدكَ حُبّاً؟!
ريم رباط
سورية