نادين نجيم وقصي الخولي والعناد ثالثهما في «خمسة ونص»

هنادي عيسى

استطاع مسلسل «خمسة ونصّ» الذي يقوم ببطولته كل من نادين نجيم، قصي الخولي ومعتصم النهار أن يحظى باعجاب المشاهدين من الحلقة الأولى، فمع بدء عرضه على محطة «ام تي في» و»ام بي سي 4» بالإضافة إلى عدد من القنوات العربية الأخرى.

ومن خلال المشهد الأول وهو وفاة رغيد إبن السياسي الكبير «الغانم» الذي يؤدي دوره الممثل رفيق علي أحمد و»سوزان» التي تؤدي دورها الممثلة رولا حمادة اللذين فجعا بوفاة ابنهما إثر حادث سير قاتل، وهنا تجلّت حمادة بأداء مشاهدها بإتقان وحرفيّة شديدة حيث جمعت بين شخصية الأم المصدومة بوفاة وحيدها وبين المرأة القوية التي تتهم خصوم زوجها السياسيين أنهم من اغتالوا ابنها.

وكانت هذه المشاهد بمثابة الانطلاقة الجاذبة للمسلسل. وبدوره جسّد علي أحمد التناقض بين دور الأب المريض والمنكسر برحيل ابنه وبين ذاك السياسي الذي يطمح باستمرار مسيرة العائلة في السياسة من خلال أبنائه، لذا نرى «الغانم» يأمر بعودة ابنه البكر «غمار» الذي يؤدي دوره الممثل السوري «قصي الخولي» من زوجته الأولى التي انتحرت، من سورية حيث ترعرع في كنف عائلة سورية فتتداخل الأحداث لنعلم أن خلافاً عميقاً موجوداً بين الأب والابن وزوجة الأب.

ستتبلور أحداث القصة في الحلقات المقبلة، خصوصاً أن الأداء المتقن لخولي صاحب الشخصية القوية والعنيدة والذي يهدف للوصول إلى السلطة من ثم معرفة حقيقة وفاة والدته سواء كانت انتحاراً أم قتلاً بمساعدة مرافقه الشخصي «جاد» الذي يؤدي دوره معتصم النهار. وقد بدا قصي الخولي الذي أخفق في السنوات الماضية بعدد من المشاريع الدرامية ومنها «جريمة شغف» أنه متمكّن من أداء شخصية رجل الأعمال «غمار الغانم» في «خمسة ونص».

ووسط هذه الدوامة تظهر الدكتورة العنيدة والقوية «بيان نجم الدين» التي تؤدي دورها الممثلة نادين نجيم التي تجمعها علاقة طيبة بالغانم فضلاً عن دورها كطبيبة في حياته المرضية، وتشاء الصدف أن الصحافة تتابع تفاصيل حياة «ال غانم» وبدون ترتيب التقطت صور لـ»بيان» و»غمار» على أبواب القصر مما ساهم في انتشار شائعة عن قصة حب بينهما ستتضح معالمها في الأيام المقبلة.

«خمسة ونص» هذا العمل الذي كتبته المؤلّفة إيمان السعيد استطاعت أن تتحكّم بمفاصل «الحدوتة» كي لا تبدو الأحداث مصطنعة بل مبرّرة لوجود الجنسيتين السورية واللبنانية في العمل دون إقحام.

أما المخرج الشاب فيليب أسمر فهو قدّم مشاهده بعين ساحرة وجذابة وتقطيع سريع في المونتاج لتبدو الأحداث محبوكة ومقنعة لعين المشاهد.

نادين نجيم التي تلعب دورها بسلاسة ودون أي تملّق ودون الحاجة الى أي انفعالات زيادة، فهي من مدرسة السهل الممتنع الذي يشدّ الناس دون تعب. كما لدى نجيم قدرة على التمثيل بعينها دون الحاجة الى الكلام.

اذا فإن هذا العمل الذي تنتجه شركة «صباح للإعلام» تمكّن من حجز مكانة متقدمة في السباق الرمضاني ولو ما زال هذا السباق في أوله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى