ماذا يبقى لشعب لبنان؟
عمر عبد القادر غندور
تستمرّ المماحكة في علاج أزماتنا الوطنية داخل الحكومة وخارجها، وتصطدم المعالجات الملحّة بجدران عالية من المواقع الطائفية والإقطاعات السياسية الدهرية والمحاصصات الريعية، بينما البلد تنوء تحت الأزمات وآخرها الاتفاق على ميزانية 2019 التي لم تبصر النور!
إلا أنّ ذلك لا يحجب «مصيبة» وطنية باتت تهدّد الوجود والهوية والديمغرافيا التي ميّزت لبنان عن باقي دول المنطقة بصيغته التعدّدية المتوازنة حتى لُقب لبنان بـ «وطن الرسالة»
وقد أضاء فخامة الرئيس ميشال عون خلال استقباله وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط على المؤامرة الدولية التي يتعرّض لها لبنان لتوطين اللاجئين والنازحين بتشجيع ورعاية دول تدّعي العدل واحترام خصوصيات الدول والشعوب.
وقال انّ «إسرائيل» أعلنت أنّ اللاجئين الفلسطينيين سيبقون حيث هم الآن لضمان عدم مطالبتهم بحق العودة إلى وطنهم السليب، بالاضافة الى مليون و 600 ألف نازح سوري، وربما أكثر، مقابل ثلاثة ملايين لبناني، وبحيث بلغت الكثافة السكانية في لبنان انّ الكيلو المتر الواحد يحتضن نحو 600 شخص. ودعا الرئيس إلى مساعدة لبنان لإيجاد حلّ لهذا الملف عبر إقناع الدول الغربية بضرورة عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، بينما تعلن «إسرائيل» أنها دولة يهودية ووطن قومي لليهود، وهي أقدمت على طرد المسيحيين والمسلمين وضمّت القدس الى باقي الأرض المحتلة!
هل يدرك اللبنانيون خطورة توطين السوريين المسيّرين والفلسطينيين المغلوب على أمرهم؟
هل يدرك اللبنانيون خطورة أن يُفرض عليهم توطين آخرين بلغوا حتى الآن نصف عدد اللبنانيين؟ وماذا نترك لأولادنا وأحفادنا المقيمين والمغتربين؟
وهل يستطيع لبنان بحدوده الحالية ان يستوعب هذه الأعداد، وان تتمكّن مرافقه وبنيته الخدماتية والاقتصادية والتربوية والطبية والأمنية والخدماتية من تحمّل هذه المصيبة؟
لا حول ولا قوة الا بالله…
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي