خامنئي: نرفض التفاوض مع واشنطن ومن يهدّد بالصوت لا يمتلك لتنفيذ تهديداته ولن نساوم على منظومتنا الصاروخية

أكد القائد الإيراني، السيد علي خامنئي، أنّ «الحرب مع أميركا لن تقع، وأن المقاومة هي الخيار النهائي للشعب الإيراني»، مشدداً على «رفض التفاوض مع إدارة واشنطن».

وقال خامنئي، خلال استقباله كبار المسؤولين الإيرانيين، إن «خيار إيران النهائي هو مقاومة الضغوط الأميركية»، مؤكداً على أنّ «الحرب الحالية حرب إرادات وإيران ستنتصر في هذه المواجهة».

وشدّد خامنئي على أنّ «إيران لا تسعى إلى الحرب، وأميركا كذلك لا تسعى إلى الحرب لأنها لن تكون في صالحها».

وجدّد خامنئي رفض القيادة الإيرانية التفاوض مع الولايات المتحدة على «ملف إيران النووي».

ووصف القائد الأعلى في إيران، فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة بـ «سم قاتل»، مضيفاً، أنه «طالما تتصرف الإدارة الأميركية الحالية هكذا، فإن التفاوض معها هو سم زعاف، التفاوض يعني التعامل، ولكن من وجهة نظر أميركا، التفاوض حول نقاط قوتنا».

وأشار خامنئي إلى أنّ «أميركا ستجبر على التراجع في مواجهة إيران»، وأن «القيادة الإيرانية لن تساوم على منظومتها الصاروخية».

وقال: «إيران تمتلك عمقاً استراتيجياً في المنطقة ولن تساوم عليه.. من يهدّد بهذا الصوت المرتفع لا يمتلك القوة لتنفيذ تهديداته».

بدوره، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أمس، ما نقلته وكالة «رويترز» حول ربط إيران بقاءها في الاتفاق النووي مقابل بيعها مليوناً ونصف مليون برميل نفط يومياً.

وقال موسوي إن وجهات نظر بلاده ومطالباتها المحقة «ذكرت بوضوح وصراحة في الرسالة التي أرسلها الرئيس حسن روحاني إلى رؤساء الدول المتبقية في الاتفاق النووي».

وأكد أن «التطرق إلى أخبار وتكهنات ناقصة وغير دقيقة كهذه في وسائل الاعلام هو ليس عملاً غير بناء وحسب، بل يمكنه أن يؤدي إلى تدمير الجو المناسب لديبلوماسية جادة في الظروف الراهنة».

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن «العمليات التخريبية في المنطقة مشكوك في أمرها وتهدف لزيادة التوتر».

المتحدث باسم مجلس الشورى الإيراني بهروز نعمتي وعلى هامش اجتماع المجلس أمس، قال إنه «من المواضيع التي طرحت خلال اجتماع المجلس هي الأحداث التي حصلت في الإمارات» والتي قال يبدو أنها «شيطنة إسرائيلية».

وأشار إلى أن «رأي النظام هو الرأي الصادر من قبل وزارة الخارجية الإيرانية».

من جهتها، أكدت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن «الاتحاد الأوروبي سيبذل كل ما في وسعه لتنفيذ الاتفاق النووي مع إيران». وقالت موغيريني إن «قادة الاتحاد الأوروبي أبلغوا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بضرورة تجنب أي تصعيد عسكري مع إيران»، مضيفة «أن بومبيو سمع بوضوح شديد منا اليوم بأننا نعيش في لحظات حساسة».

وتابعت موغيريني أن «الموقف الأكثر أهمية والأكثر مسؤولية الذي يجب اتخاذه هو الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد عسكري.. في المقابل ما زلنا ندعو إيران إلى الامتثال لجميع التزاماتها النووية، وسنؤدي دورنا في مواصلة التنفيذ الكامل للاتفاق النووي».

بدورها، قالت الخارجية الروسية إن «واشنطن تتحمل مسؤولية تخزين إيران لليورانيوم المخصب والماء الثقيل».

ورأت أن «مستقبل الاتفاق النووي يعتمد على مدى استعداد المجتمع الدولي للرد على التحديات التي تفرضها واشنطن».

الخارجية الروسية اعتبرت أن «واشنطن ترتكب خطأً بتهربها من الحوار مع موسكو بشأن نزع السلاح النووي».

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته حق طهران في «تعليق تنفيذ الاتفاق النووي بشكل جزئي»، مشيراً إلى أن «خطوات إيران لا تعد خرقاً للاتفاق بل هي رد على خطوات الطرف الآخر».

وعقب لقائه نظيره الصيني وانغ يي، شدد لافروف على أن «خروج واشنطن من الاتفاق النووي غير شرعي، وأن العقوبات على إيران غير شرعية»، مؤكداً «التزام روسيا والصين بالاتفاق»، ومعلناً أنه «ينتظر محادثات صريحة مع نظيره الأميركي حول إيران».

وقال لافروف إن «الاتفاق النووي الذي أقرّه مجلس الأمن الدولي يضمن حق إيران بتصدير نفطها إلى الأسواق العالمية دون عراقيل بحرية»، مشدداً «ولهذا ستواصل روسيا مطالبة المشاركين الآخرين في الاتفاق بالوفاء بالتزاماتهم لأنه لا يوجد حل آخر». ولفت إلى أن «تأثر قطاع النفط الإيراني بسبب العقوبات الأميركية يعكس عجز الشركاء الأوروبيين المشاركين في الاتفاق في تطبيق الآلية التي وضعوها لتجاوز هذه العقوبات غير الشرعية على تصدير النفط الإيراني»، موضحاً أنه «يعتزم الحصول على إيضاح من نظيره الأميركي خلال مباحثاتهما اليوم في سوتشي عن خطة واشنطن للخروج من أزمة الاتفاق النووي التي سببتها قراراتها الأحادية».

لافروف ووانغ يي شدّدا على «ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني»، وأكدا «عدم شرعية العقوبات الأميركية ضد طهران وخاصة ضد قطاعها النفطي».

فيما أفاد مسؤول أميركي بأن التقدير الذي خرج به الفريق الأميركي المشارك في التحقيقات بشأن عملية تفجير ناقلات نفط الفجيرة وبحسب التقييم هو أن «إيران أو جهات مدعومة منها مسؤولة عن الهجوم الذي أحدث ثقوباً بقطر خمسة إلى عشرة أقدام في كل ناقلة عبر استخدام متفجرات»، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن «واشنطن تراقب الوضع مع إيران وأن أي خطوة تصعيدية تقدم عليها طهران ستكون خطأ فادحاً تعاني من جرائه بشدة»، وفق تعبيره. وأضاف ترامب «إذا فعلوا أي شيء، فسوف يتألمون كثيراً.. سنرى ما سيحدث مع إيران. سيواجهون مشكلة كبيرة إذا حدث شيء ما.. لن يكونوا سعداء».

وسائل إعلام أميركية، قالت إن «القائم بأعمال وزير الدفاع بالوكالة باتريك شانهان، قدم خططاً عسكرية بشأن إيران إلى الرئيس ترامب».

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» شهد اجتماع للرئيس ترامب بكبار مساعديه للأمن القومي تقديم شانهان للخطة التي تتضمن إرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة، أن «المسؤولين قالوا إن ذلك لا يعني غزواً برياً لإيران، لأن الأمر يتطلب المزيد من القوات».

«نيويورك تايمز» تابعت أن «الخطة وضعت في حال قيام إيران بمهاجمة القوات الأميركية أو بتسريع العمل في مجال الأسلحة النووية»، على حد تعبيرها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى