المشهد الثقافي 1

يكتبها الياس عشّي

أسوأ ما في الأمر أنّ المشهد الثقافي في ذروته إلى الانحدار، وأنّ المثقفين غادروا منصة الإبداع، ونسوا ما قاله الفيلسوف اليوناني: «أنا لا أعبر النهر مرتين»، وتحلقوا حول الشاشات الفضائية يستمعون بشغف إلى الكمّ الهائل من الابتذال، والتسطيح، والغوغائية، فلا يشعرون بالمأزق، ولا بهذه الرمال المتحركة التي تبتلعهم.

نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نعاني اليوم من أزمة ثقافية حقيقية لدينا مثقفون، ولكنهم، في معظمهم، مقصيون، أو متقاعدون، أو قاعدون، أو خائفون، وفي الحالات الأربع هم مهزومون.

كنا في الكتب نتواصل مع أنطون سعاده، وغسان كنفاني، وغيڤارا، ومع كلّ مثقف لم يحنِ رأسه، لم يهادن، لأنّ الكرامة ووقفات العزّ عندهم أهمّ بكثير من شقّة على ضفاف نهر «السين»!

كنا الآلهة في وطن مسكون بهاجسَي الحضارة والتفوّق والإبداع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى