ذكرى 15 أيار: الرزق الداشر يفتح الطريق إلى الحرام والوطن الذي لا حماة له لا كرامة ولا حياة له
اياد موصللي
اليوم يكون قد مضى 71 عاماً على وهب فلسطين رسمياً لليهود وإعلان دولة لهم فيها وعليها.. نتذكر هذا التاريخ ونكبة شعبنا في سلب وطنه..
71 سنة تملكت «إسرائيل» أرضنا وأقامت عليها دولة سمّيناها مزعومة.. وهي اليوم معلومة تصول وتجول ويقرأ أطفالها في الكتب وخاصة سفر التثنية 33-29 انّ الرب قال لهم:
«طوبى لك إسرائيل من مثلك شعب منصور بالرب هو ترس عونك وسيف عظمتك، لك تخضع أعداؤك وانت تطأ مشارفهم.. انت عبدي يا إسرائيل فأني بك الممجد…» يختالون على شعبنا وأهلنا قائلين: «نحن شعب الله المختار، ولن يتوقف الرب عن السهر علينا، نحن من أنزل علينا الرب من السماء المنّ والسلوى، نحن من شق لنا الرب البحر لنسير، نحن نمنح ونحن نمنع وهذه أرضنا وهؤلاء عبيدنا.. سفر الاعداد 22،48.
71 سنة عاشوا على أرضنا بغطاء من دول العالم ويردّدون معتقدهم كما جاء في سفر التكوين: «كانت إسرائيل فكر الله قبل خلق الكون لم تخلق السماوات والأرض إلا مراعاة لإسرائيل».
التاريخ الرسمي هو 71 سنة اعتبار من 15 أيار 1948.. حيث تحققت ونفذت الوعود.. وحدثت النكبة..
أما إذا عدنا للتاريخ بكلّ مراحله فنجد انّ تواريخهم وعدوانهم وتخطيطهم لسلب أرضنا بدأت منذ أعلن وعد بلفور في 2 تشرين الثاني 1917، وثبت هذا الوعد في مؤتمر سان ريمو عام 1920، ووافقت عليه عصبة الأمم في 6 أيلول عام 1922، منذ ذلك التاريخ التهبت أرض فلسطين واشتعلت بالغضب والاحتجاج واندلعت الثورات في الأعوام 1928، 1929، 1933، 1936 ولم تكن كلّ المقاومة فلسطينية قطرية، بل كانت ثورات قومية اشتركت فيها الأمة كلها من مختلف أقطارها وقِطاعاتها وبالأخصّ من سورية، فالمسألة الفلسطينية منذ نشأتها الى يومنا هذا هي قضية قومية ولن يعزلها فرد او مجموعة عن شأنها القومي الأصيل.
رفضت الأمة كلها تقرير لجنة اللورد بيل الذي صدر في تموز 1936 الذي اقترح تقسيم فلسطين الى دولتين، فلسطينية، ويهودية. ورفضت ايضاً ما دُعي باسم الكتاب الابيض الشهير ثم جاء قرار الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 ويقضي بتقسيم فلسطين، وإعطاء اليهود 55 من أرضها وتدويل القدس والشعب الذي يرفض ان يتنازل عن شبر من وطنه لن يرضى بان يختزل وطنه كله في قسم من الأرض…
رفضنا ما يُدعى باتفاقيات السلام، ليس خوفاً من السلم ولا لمحبتنا للحرب، السلم يجري بين جماعتين خلافهما مادي، على مفهوم سيادة او رسم حدود، او سياسي على نفوذ، او اقتصادي لتأمين موارد او منافع، أما نحن واليهود فليس بيننا وبينهم أيّ من هذه الخلافات والصراع في جوهره يبقى دائماً صراع بقاء او فناء، وكما قال سعاده: «ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا إلا اليهود». نحن نعرف انهم ابتلعوا الأرض، وهم اليوم بحاجة لفترة هدوء طويلة الأمد تتيح لهم هضم ما ابتلعوه وتنظيم أوضاعهم الاقتصادية لتوفير مناخ آمن لمجموعاتهم كي توطد أقدامها وترسخ وجودها وتنمّي مواردها وتتكاثر في تجمعات عسكرية في جوهرها، زراعية واقتصادية في شكلها، ومتى تم استكمال كل هذا على حساب أرضنا في امتدادها كله والتغلغل في حياتها وطمس تاريخها وتخريب قدراتها تبدأ المرحلة الأخيرة من المخطط الصهيوني بالسيطرة الكاملة عندما تسنح الفرصة التي خطط لها. وعندها ستجد حالة استسلام وانحلال وإحباط تؤمّن لها الغلبة، فأمامها شعب لا يعرف عن التاريخ الحقيقي لأمته شيئاً ولا يفقه نوايا عدوّه.
انّ «إسرائيل» اليوم لا تحتاج للجيوش لتحقق بواسطتها مشروعها وتنفذ نواياها. انها تحتاج للهدوء، للسلم، للطمأنينة، انها ليست مسألة زمـن إنها عقيدة أساسية يبنى عليها الفكر والوجود اليهودي كله… وجود يسيطر بالمال والإعلام، ثم بالحرب والقتل والتدمير، ثم بالمساومة والملاينة أحياناً ثم أخذ الباقي بالمفاوضات، او خلق الفتن والاضطربات وتدمير الوحدة الوطنية بالدسائس والمؤامرات وتفتيت المناعة القومية والوطنية لتقسيم بلادنا وشعوبنا فتحقق السيطرة والأمان. كما ترسم وتخطط اليوم..
الآن وبعد ان استكملت الصهيونية مرحلة بنائها بالاستيلاء على فلسطين كلها وأقامت ما أقامت من منشآت وصناعات واستقرّ المهاجرون ووفرت لهم أماكن الإقامة وبعد أن أخذت من الولايات المتحدة الهبات المالية والقروض الميسّرة بدأت تبحث في تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها لفرض سلام على أعدائها ونشر فترة من الاسترخاء والهدوء ومحاولة الدخول في حرب جديدة برايات بيضاء هي الحرب الاقتصادية والسيطرة الصناعية التجارية بالدخول الى الأسواق المجاورة واقتسام المياه، ليصبح شعب مؤلف من قرابة 300 مليون نسمة تابعاً لأربعة ملايين يهودي!
انّ كلّ الإنتاج اليهودي والشطارة اليهودية ستصبّ في بحر هذا المدّ الكبير لتغرف من خيراته وثرواته وبذلك تؤمّن اليهودية لنفسها الديمومة والبحبوحة والاستمرار ولأجيالها المقبلة النمو بهدوء وسعة مؤهّلين لاستكمال مشاريعهم بقوة واقتدار مقابل أجيال لنا تنمو متواكلة كسولة جاهلة ما يجري حولها بفعل التعتيم المتعمّد في تاريخها وصحافتها وإذاعتها وبفعل الاختلاط الهادئ بين السكان وبفعل السيطرة المتنامية للعدو الخفي…
يتربّى اليهودي منذ ولادته على أنّ هذه الأرض وعده بها الرب في التوراة… ويتربّى العربي على أننا جميعاً أخوة أولاد آدم لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.. والخلق كلهم عيال الله احبّهم اليه انفعهم لعياله.. نبيعهم التمر ويبيعوننا التكنولوجيا الحديثة المتمثلة بأحدث صرعات الموضة، والإدمان، والجنس، والإباحية لكلّ هذا يخططون ويحضّرون… ونحن نسير نحوهم نضمّهم ونقبلهم رافعين إشارات النصر… إنه زمن الذلّ الأسود…
«ليس عاراً ان نُنكَب ولكن العار ان تحوّلنا النكبات من أمة قوية الى أمة ضعيفة».
لا عدو لنا إلا اليهود…
لن يتحقق الانتصار إلا متى ما آمن كلّ منا على هذه الأرض بأنه ليس لنا من عدو يحاربنا في ديننا ووطننا إلا اليهود. وليس من حركة تضمر لنا السوء والعداء وتسعى لتخريب مجتمعنا وأخلاقنا وقيمنا إلا الحركة الصهيونية.
عندما نشأت «إسرائيل» كدولة على أرضنا واعترفت بها دول عديدة في الشرق والغرب قلنا عنها الدولة المزعومة.. اليوم نمارس دوراً انهزامياً استسلامياً في جميع الأقطار من المحيط الى الخليج بدت معه كارثة فلسطين مثل بروفة للأحداث التي جاءت بعدها..
هل صحيح انّ اليهود الذين «لعنوا حيثما جاءوا» ونحن الذين وصفنا القول الكريم «وكنتم خير أمة اخرجت للناس» نعيش في ديارنا أذلة مستعبَدين، في كلّ قطر من أقطارنا فتنة وعمالة واستسلام، قيادات تسير وفق خارطة رسم طريقها «مايسترو» أميركي بوحي صهيوني، وأتصوّر الرئيس الاميركي مثل مدرّس في مدرسة ابتدائية او إعدادية يحمل عصاه ويوزع تعليماته ومن يخالف تنهال عليه العقوبات، عقوبات وقرارات تتخذ بحق دولنا، تجمّد أموالنا، تمنع تجارتنا، تصدر القرارات بحق دولنا وقياداتنا اذا تجرّأت واتخذت قراراً فيه بعض الكرامة الوطنية ويتعارض مع مخططات «إسرائيل» وأهدافها البعيدة.
الخليج أشبه بمحمية أميركية غربيـة بكلّ معنى الكلمة تكفي إشارة من وكيل وزير الخارجية الأميركية ليصدر القرار والموقف… منذ الثورة العربية الكبرى إلى يومنا هذا وقياداتنا عمالة وتبعية ومن تمرّد سحق، شارك أبناء جلدته في سحقه كما حدث للعراق يوم تمكّن ان ينشئ دولة كان إيمانها إنْ لم تكونوا أحراراً من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم، وما جرى للعراق يحاولون تطبيقه على سورية بأدوات عربية صرف…
نعاقَبُ ونحن نملك المال ومن ملك المال ملك القوة… لماذا تغيّرت المعادلة عندنا؟ وأصبحنا صورة الضعف الوحيدة في العالم نتفنن بشكل لا مثيل له في الخضوع، أفريقيا تتمرّد، وتتمرّد أميركا الجنوبية ونحن نركض لنيل البركة والمباهاة والظهور بالصور… وتقديم الأموال التي حرمنا شعبنا منها الى عدوّ متغطرس..
أهذه هي العروبة… أم تلك التي في الأشعار»لنا الصدر دون العالمين أو القبر… أم بلاد العرب أوطاني، من الشام لبغدان، ومن مصر لتطوان!» وهل نحن من نسل «خير أمة أخرجت للناس»؟
أبكيك فلسطين، لقد أضاعك الأعراب بكلّ تعدادهم وانتشارهم وامتلاكهم الأموال.. ملكوا الثروات وفقدوا العزة والكرامة، ضاعت فلسطين بعد ان أفلست العروبة، فقدت وهجهها وجوهر وجودها، العروبة أفلست في إثبات وجودها ولو فعلت لغيّرت وجه التاريخ… سنبقى هكذا في خانة الذلّ والعبودية حتى يأتي جيل يأبى ان يكون قبر التاريخ مكاناً له في الحياة فيقف وقفة العز ويغيّر مجرى التاريخ.. «لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم». عندئذ فقط سيكتب التاريخ انتصرت فلسطين وانتكس الأعراب وأفلسوا.
اليوم يقف رئيس الولايات المتحدة الأميركية يكمل ما بدأه أجداده. ففي أقلّ من عامين سمعنا بترامب رئيساً لأميركا ومنذ تلك الساعة الملعونة بدأ كحاتم الطائي يوزع البلاد لمن يختاره من العباد الذين لعنوا حيثما جاؤوا.
أراد أن ينهي الوجود القومي الفلسطيني جغرافياً ثم إدارياً ثم قانونياً ودولياً ويفسح المجال أمام «إسرائيل» لتتمدّد ويحقق لها ما أورده سفر التثنية والاشتراع، والاعداد.. والتلمود..
هذا الذي نشاهده اليوم بعد كلّ تلك المراحل من أفعال وأعمال تجري على أرضنا وكأننا متطفلون نمرّ بها مرور الكرام عرب رحّل أرضنا سائبة منهوبة الاسكندرون بامتداده ومحافظته وأقضيته وهبته فرنسا لتركيا ووهبت بريطانيا وأميركا وفرنسا فلسطين لـ «إسرائيل» فأقامت دولة.. بكلّ تمدّداتها ولا زالت تتمدّد..
أميركا وهبت ولا زالت الأرض وما عليها ومن عليها.. والأعراب دفعوا لها الأموال لإتمام مخططها.. عبر محاولة تفتيت سورية وتجزئتها.. ولكن السوريين يعرفون انّ طريقهم طويلة وشاقة لأنها طريق الحياة وأبناء الحياة ولا يستمرّ عليها إلا الأحياء وطالبو الحياة، أما الأموات فيسقطون على جوانب الطريق.
وفي خطاب لأنطون سعاده في الأول من آذار 1938 قال:
«ما أقوله في صدد لبنان والشام أقوله في صدد فلسطين، فالسياسيون الكلاسيكيون هناك لم يتمكّنوا من إيجاد أيّ دفاع مجد يصدّ الخطر اليهودي، لأنّ أساليبهم لا تزال من النوع العتيق المسيطر فيه الصفة الاعتباطية والأنانية والمغرّرة للشعب. ولا بدّ لي من التصريح في هذا الموقف انّ الخطر اليهودي هو أحد خطرين أمرهما مستفحل وشرّهما مستطير. والثاني هو الخطر التركي، وهذان الخطران هما اللذان دعوت الأمة السورية جمعاء لمناهضتهما.
انّ الخطر اليهود لا ينحصر في فلسطين، بل يتناول لبنان والشام والعراق أيضاً، لا لن يكتفي اليهود بالاستيلاء على فلسطين، فلسطين لا تكفي لإسكان ملايين اليهود. الذين أثاروا عليهم الأمم النازلين في أوطانها وهم منذ اليوم يقولون: «الحمد الله، اننا أصبحنا نقدر ان نمارس الرياضة الشتوية في أرض إسرائيل ويعني التزحلق على الثلج في لبنان، فليدرك اللبنانيون ما هي الاخطار التي تهدّد الشعب اللبناني».
وكرر التحذير في عام 1947 إذ قال: «لعلكم ستسمعون من سيقول لكم انّ إنقاذ فلسطين، أمر لا دخل للبنان فيه. انّ إنقاذ فلسطين أمر لبناني في الصميم كما هو أمر فلسطيني في الصميم كما هو أمر شامي في الصميم، انّ الخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سورية كلها. كلمتي اليكم هي العودة الى ساحة الجهاد».
في 6 كانون الأول 2017، أعلن ترامب رسمياً اعتراف إدارته بالقدس المحتلة «عاصمة لإسرائيل».
العمل لتصفية «أونروا»
وفي 16 كانون الثاني الماضي، بدأت واشنطن تقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا ، حيث جمّدت نحو 300 مليون دولار من أصل مساعدتها البالغة حوالي 365 مليون دولار.
وتسبّب ذلك الإجراء في مفاقمة الأزمة المالية التي كانت تعانيها وكالة الأونروا أصلاً، مما دفع إدارة الوكالة إلى اتخاذ قرارات عدة أدّت إلى تقليص خدماتها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
بعد أشهر من قرار تقليص المساعدات، قرّرت الإدارة الأميركية في 3 آب الماضي قطع كافة مساعداتها المالية لوكالة الأونروا.
وفي بيان لها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إنّ واشنطن قرّرت عدم تقديم المزيد من المساهمات للأونروا بعد الآن.
واعتبر الفلسطينيون ذلك القرار، يهدف إلى شطب حق العودة وإغلاق قضية اللاجئين».
وفي السياق ذاته، تبيّن أنّ إدارة ترامب تعمل بمساعدة أعضاء في الكونغرس على إنهاء وضعية «لاجئ» لملايين الفلسطينيين من أجل وقف عمل الأونروا.
ويشمل ذلك القرار «المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة، التي تأتي لمصلحة مشاريع بنية تحتية ومشاريع تنموية»، وتوطينهم في البلدان التي يقيمون فيها الآن…
وأصدر البيت الأبيض بياناً جاء فيه أنّ واشنطن أعادت توجيه أكثر من 200 مليون دولار كانت مخصصة لمساعدات اقتصادية للضفة الغربية وغزة، إلى مشاريع في أماكن أخرى حول العالم.
وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أنّ الإدارة الأميركية أبلغتهم رسمياً بقرارها إغلاق مكتب المنظمة بواشنطن.
وقال عريقات في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا «تمّ إعلامنا رسمياً بأنّ الإدارة الأميركية ستقوم بإغلاق سفارتنا في واشنطن عقاباً على مواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضدّ جرائم الحرب» الإسرائيلية»، وستقوم بإنزال علم فلسطين في واشنطن العاصمة».
وجاءت الخطوة العدوانية المكملة في قرار ترامب الذي قال: «بعد 52 عاماً، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي!». هكذا كما فعل رعاة البقر من أجداده وسلبوا البلاد التي يقيمون فيها الآن يفعل هو..
وفي 14 آذار/ مارس الماضي، أسقط التقرير السنوي لحقوق الإنسان لعام 2018، الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية عن «إسرائيل» صفة الاحتلال لمرتفعات الجولان السورية والضفة الغربية الفلسطينية، واستعاض عنها بعبارة «التي تسيطر عليها إسرائيل».
رغم كلّ هذا الذي جرى ويجري لا زلنا نتحدث مجموعات ونحارب بالخطابات او بقذائف نرميها ونتلقى بدلاً عنها التدمير.. والقتل وتوسيع السيطرة لا لأننا عاجزون بل لكوننا متقاعسين…
«انّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ».
وما زال الأعراب يمارسون نفس أدوار العمالة فبعد حرب لم يخوضوها أصبحوا سماسرة المفاوضات والتسويات وصكوك التمليك وتطويب فلسطين بشكل «قانوني ونهائي» لليهود، لقد صنع الاستعمار من هؤلاء المشايخ والأمراء حكام دول وهمية، ليكونوا يوماً ما صوته وسوطه، وهذا هو دورهم يمارسونه بإيمان وحماس، صدق القول الكريم: «والأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً».
هؤلاء الأعراب الذين أتقنوا فنون السمسرة، وإيقاظ الفتن فجالوا في كلّ الميادين وأوقدوا كلّ النيران وأطلقوا مختلف أنواع ثيران الهدم والتدمير… علم «إسرائيل» يرفرف في غرف نومهم وبَخّور معابدهم في أنوفهم وتقطر دماؤهم بسموم الحقد… انظروا الى أجسادهم التي قيل فيها: جسم البغال وأحلام العصافير… خسئوا وخسروا وانتصرت فلسطين، في خنادق المقاومة اللبنانية والفلسطينية النقية الموّحدة تحت هدف واحد، فلسطين. لا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل…
قال سعاده: «لم يتسلط اليهود على جنوبي بلادنا ويستولوا على مدن وقرى لنا إلا بفضل يهودنا الحقيرين في ماديتهم الحقيرين في عيشهم الذليلين في عظمة الباطل.
انّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن ان يكون فقط في فلسطين بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة من اليهود، انّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من يلائنا باليهود الأجانب».